المملكة العربية السعودية:
مقدمة
المملكة العربية السعودية ليست مجرد دولة ذات موقع استراتيجي في قلب الشرق الأوسط، بل هي نموذج فريد يجمع بين الأصالة والحداثة، بين إرث ديني وتاريخي عريق، وبين طموحات مستقبلية ترسم ملامح منطقة جديدة بالكامل. على أرضها وُلد الإسلام، ومنها انطلقت رسالة السماء إلى الأرض، واليوم تكتب السعودية فصلًا جديدًا في تاريخها، بقيادة رؤية طموحة وشعب مفعم بالطاقة والانتماء.
أولًا: لمحة تاريخية
تأسست المملكة في عام 1932 على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، الذي وحّد أقاليم الجزيرة العربية تحت راية واحدة، بعد سنوات من الكفاح والصراعات القبلية. ومنذ ذلك الحين، أصبحت السعودية محورًا أساسيًا في المشهد العربي والإسلامي والدولي، مدعومة بثقلها الديني ومواردها الاقتصادية الهائلة.
ثانيًا: الموقع الجغرافي والديني
تقع المملكة في شبه الجزيرة العربية، وتحدها 8 دول، وتُعدّ من أكبر دول العالم من حيث المساحة.لكن أكثر ما يميزها هو احتضانها لأقدس بقاع الأرض: مكة المكرمة والمدينة المنورة، ما يجعلها قبلةً لأكثر من مليار ونصف مسلم حول العالم. هذا البعد الديني أكسبها مكانة روحية عالمية لا تضاهى.
ثالثًا: الاقتصاد... من النفط إلى التنوع
لطالما كان النفط هو العمود الفقري للاقتصاد السعودي، حيث تمتلك المملكة ثاني أكبر احتياطي نفطي مؤكد في العالم، وهي من أكبر المصدرين عالميًا.لكن ما يثير الإعجاب هو التوجّه الاستراتيجي الحديث نحو تنويع الاقتصاد، عبر "رؤية السعودية 2030"، التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط، وتحفيز قطاعات مثل السياحة، والتقنية، والصناعة، والطاقة المتجددة.
رابعًا: رؤية 2030 – ملامح المستقبل
رؤية السعودية 2030 ليست مجرد خطة اقتصادية، بل هي إعادة صياغة لهوية الدولة. من أبرز ملامحها:
تعزيز دور المرأة السعودية في الحياة العامة وسوق العمل.
فتح أبواب السياحة العالمية وإطلاق التأشيرة السياحية.
إقامة مشاريع ضخمة مثل نيوم، والقدية، ومشروع البحر الأحمر.
دعم الثقافة والفنون والرياضة، واستضافة فعاليات عالمية مثل فورمولا 1، وكأس السوبر الإسباني.
خامسًا: السعوديون... شعب شاب متطلع
يتميز الشعب السعودي بطابعه الفريد؛ فهو متمسك بقيمه وتقاليده، وفي الوقت ذاته، منفتح على العالم ويواكب التغيير.أكثر من 70% من السكان تحت سن الـ35، وهي نسبة تعكس مجتمعًا شابًا ديناميكيًا، يمتلك الوعي، والتعليم، والطموح الكافي لصناعة المستقبل.السعوديون اليوم يبرعون في مجالات التكنولوجيا، الفنون، ريادة الأعمال، والرياضة، ويحققون إنجازات غير مسبوقة على المستوى المحلي والعالمي.
سادسًا: الثقافة السعودية
الثقافة السعودية متنوعة وغنية، تختلف من منطقة إلى أخرى. من الشعر النبطي في نجد، إلى الرقصات الشعبية مثل العرضة، إلى فن القط العسيري المدرج ضمن قائمة التراث غير المادي لليونسكو.كما أصبحت الرياض وجدة والشرقية مراكز نابضة بالحياة الثقافية، من خلال المعارض، والمهرجانات، والحفلات الموسيقية، وصالات السينما التي عادت بقوة.
سابعًا: مكانة السعودية إقليميًا ودوليًا
تلعب السعودية دورًا محوريًا في السياسة الإقليمية والعالمية، سواء في إطار مجلس التعاون الخليجي أو منظمة التعاون الإسلامي أو مجموعة العشرين (G20)كما تسعى لتعزيز الاستقرار في المنطقة، وتتبنى سياسة خارجية متوازنة، تقوم على المصالح المشتركة والانفتاح على القوى العالميه
خاتمه
السعودية اليوم ليست فقط "أرض الحرمين" ولا "أرض الذهب الأسود"، بل هي دولة تُعيد رسم شكل المستقبل العربي، بمزيج من الحكمة، والقوة، والطموح، والتغيير.أما السعوديون، فهم الجسر الحقيقي بين الماضي المجيد والغد المشرق، ووقود التحول الذي تشهده المملكةففي كل شارع سعودي، وفي كل فكرة ناشئة، وفي كل امرأة سعودية ترفع سقف أحلامها... هناك قصة جديدة تُكتب، وهناك "سعودية جديدة" تُولد.
المراجع
