الذكريات والذكاء رحلة جيل شهد التحول

احمد الرفاعي
كاتب صحفي
تاريخ النشر :
وقت القراءة: دقائق
الذكريات والذكاء رحلة جيل شهد التحول

قد يتساءل البعض لماذا أتحدث دوماً عن الذكاء الاصطناعي

الجواب ببساطة لأنه ثورة عصرنا، كالراديو حين بدأ والهاتف حين غزا العالم. إنه المستقبل الذي يخطو إلينا بخطى ثابتة يُعيد تشكيل حياتنا من الطب إلى الصناعة، بل وحتى مفاهيمنا عن الإمكانيات البشرية.

أنتمي إلى جيل السبعينيات ، جيل "X"، الذي رأى العالم يتحول أمام عينيه. جيلٌ عاصر التلفاز بأبيض وأسود، وانسجم مع حلقات " وضحي وابن عجلان "، وتعلق ببطولات "ميكي ماوس" وملاحقة الحمامة بالطائرات والكلب الشجاع. جيلٌ كان يصعد إلى سطح المنزل لكي يوجهه الاريل وينادي بأعلى صوته : " وضحت الصورة الحين؟ " ، حين كانت الاتصالات بدائية، واللعب يتم عبر أجهزة " صخر " البدائية التي كانت ثورة التكنولوجية في وقتها ، ثم أتت حواسيب " IBM" وبمعالج الـ"386" ذات الشاشات الخضراء.

كنا أول من سمع صوت الاتصال بالإنترنت عبر الهاتف الأرضي، ذلك الصوت الغامض الذي أشعرنا وكأننا نتواصل مع كوكب آخر ! .

ثم جاءت الهواتف المحمولة ، فصرنا مرجعية لكل من يرغب في فك أسرارها وتعلم استخدامه، قبل أن تُغرقنا موجة الهواتف الذكية ، وتُفاجئنا بقدرات لم نتخيلها .

الذكريات والذكاء رحلة جيل شهد التحول

عصر التطور

اليوم نحن نعيش عالماً لم يحلم به أجدادنا قبل خمسين عاماً . عالمٌ تُجرى فيه العمليات الجراحية بدقة الآلات ، وتُحل فيه مسائل علمية مستحيلة، وتُدار مصانع بظلام دامس لأن الروبوتات لا تحتاج ضوءاً . عالمٌ يتحدى فيه الإنسان مفهوم الجنس البشري ، ويُعيد تشكيل هويته. نعم لقد رأينا كل هذا، وكبرنا معه ، حتى بات من هم أكبر منا سناً يبدون أصغر في العمر، ومن جاء بعدنا يظن أننا خارج الزمن ، غير مدركين أننا كنا ركاباً في قطار التطور منذ انطلاق صافرته الأولى .

شهدنا حروباً و أوبئةً ، ونجانا الله منها عشنا تحولاتٍ جعلتنا نشيخ بسرعة ، لكنها منحتنا حكمةَ من رأى العالم بوجهين وجهٍ بسيطٍ ووجهٍ معقد وها نحن هنا ، نتنفس عصر الذكاء الاصطناعي ، و نردد في صمت

"ربنا أصلح الحال وثبت الأقدام واشفِ المريض، وأرحِم من رحل منا"

بقلم: أحمد بن حامد الدفاعي

https://x.com/ahmedalrefae

اقرأ ايضاّ