الذكاء الاصطناعي في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة؛ تعزيز القدرات البشرية
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخوليعد الذكاء الاصطناعي إحدى الركائز الأساسية التي تستند عليها الصناعة التكنولوجية في العصر الحالي، وهو تلك القدرة التي تمنح للآلات والحواسب الرقمية للقيام بمهام ووظائف معينة كانت فيما سبق حكرا على استطاعة العقل البشري، وباستخدام الذكاء الاصطناعي أصبحت هذه الآلات والحواسب تتفوق على البشر في أداء بعض المهام الروتينية، كالمساعدة في إدارة الوقت وتنظيم جداول الأعمال وتنفيذ الترجمة الفورية، وتوليد الأعمال الفنية كالصور والتصاميم والنصوص الإبداعية، وتقييم الأعمال البشرية حسب برمجيات مسبقة، فهذا يجعل من الذكاء الاصطناعي قادر على التفكير والتعلم من التجارب السابقة، فهو يتعامل مع الآلات والبرامج الحاسوبية التي هي في الأصل صنعت لمساعدة البشر على ايجاد حلول للمشاكل الصعبة التي يواجها الإنسان في شتى الميادين وعبر مراحل حياته، فكيف يمكن للبرامج التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة؟ وكيف يمكنها تعزيز القدرات البشرية؟ وما هي الحلول المتاحة التي تقترحها علينا التكنولوجيا المتقدمة لمساعدة هذه الفئة المجتمعية من أجل أداء وظائفهم بشكل أفضل وأكثر دقة؟
مشاكل ذوي الاحتياجات الخاصة في الحياة اليومية
لا يكاد يخلو مجتمع من المجتمعات الإنسانية من الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، وهم يحتاجون إلى معاملة خاصة تساعدهم على التكيف مع المجتمع، وهذا يقع على الأفراد المحيطين بهم، كما لا يمكن لذوي الاحتياجات الخاصة مجاراة أقرانهم من العاديين في الإستفادة من الخبرات التعليمية والمهنية، لذلك وجب اعتماد وسائل تقنية وتكنولوجية متقدمة لمساعدة هذه الفئة المجتمعية من أجل تجاوز مشاكلهم الصحية، والمعيقات التي تحول بينهم وبين الاستفادة الجيدة من البرامج التعليمية والوظائف المهنية.
كيف يخدم الذكاء الاصطناعي ذوي الاحتياجات الخاصة
يعيش أكثر من 15% من سكان العالم مع شكل من أشكال الإعاقة حسب منظمة الصحة العالمية إما أن تكون إعاقة جسدية او ذهنية، أي ما يعادل 1.2 مليار شخص، وهذه فئة كبيرة من المجتمع لا يمكن إغفالها، وقد تعاني من صعوبة في أداء بعض المهمات اليومية العادية وفق الحالة الصحية التي يعاني منها كل فرد منهم، مثل المهمات التي تعتمد عادة على الذكاء البشري كالإدراك البصري والتعرف على الكلام والصوت، واتخاذ القرارات والمحادثات الصوتية وغيرها، ومع كل هذه العوائق لا يمكن للإنسان الذي يعاني من إعاقة مجاراة الحياة اليومية بوتيرة مماثله للإنسان العادي، لذلك قدمت التكنولوجيا الحديثة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي مجموعة من الحلول والوسائل التقنية التي ستساعد أفراد هذه الفئة من أداء مهامهم بشكل أفضل وأسرع.
اقرأ ايضا
برامج تساعد ذوي الاحتياجات الخاصة على العيش باستقلالية
يفتح الذكاء الاصطناعي الأبواب أمام الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة ليعيشوا نمط حياة شخصية ومهنيه مستقلة، وتوجد مجموعة من البرامج الذكية التي تساعدهم على ذلك كتقنية المنزل الذكي، حيث يتمكن الفرد من التحكم في جميع الأجهزة الذكية في المنزل فقط عبر تطبيق محمل على الهاتف الشخصي، هو برنامج مفيد جدا للأشخاص الذين يعانون من الإعاقة على مستوى الحركة والتنقل، يمكنه التطبيق من التحكم في تشغيل التلفاز الذكي وتعديل درجة الحرارة في الغرفة، وإعداد القهوة الصباحية، والتحكم في النوافذ والستائر الذكية، وكذلك التحكم في قوة الإضاءة، كما يمكن لتقنية المنزل الذكي التحكم في فتح الباب وإغلاقه ومعاينة الزوار عبر شاشات الكاميرا المثبتة للحراسة، كل هذه الامتيازات تجعل الفرد أكثر استقلالية في حياته اليومية.
برامج المساعد الافتراضي تساعد بدورها في استقلالية الفرد في أداء مهامه، مثل برامج Amazon Alexa و assistant google فهي تساعد في إنشاء مسارات مهنية تتسم بالفعالية والكفاءة كجدولة الاجتماعات وضبط المواعيد وإتمام العديد من المهام الصوتية، من خلال هذه الأدوات يستطيع كل موظف بمن فيهم ذوي الاحتياجات الخاصة تبسيط المهام اليدوية وتوفير الوقت للتركيز على العمل الأكثر أهمية والاستقلالية أكثر في الحياة المهنية.
برامج تساعد ذوي الاحتياجات الخاصة على التواصل الجيد
ساعدت الكثير من البرامج الذكية في تعزيز التواصل بين البشر، وتقليص العوائق التي حالت دون إنجاح هذا التواصل بفعالية، كترجمة اللغة لغير الناطقين بها وتحويل الكلام إلى نص مكتوب للفئة المجتمعية التي تعاني من الصم، وبرامج حاسوبية تقوم بوصف المحيط والصور للأشخاص الذين يعانون من العمى أو ضعف البصر. برامج Google home و amazon echo هي برامج تعزز التواصل لدى الاشخاص الذين يعانون من الإعاقة بكفاءة وجودة عالية، هي تعمل كمساعد افتراضي يسهل القيام بالمهام المهنية الروتينية كالتواصل والإدارة الزمنية للمواعيد والاجتماعات.
محركات البحث التي تعتمد على البحث الصوتي تسهل على المكفوفين الوصول إلى المعلومة عن طريق الصوت، وكذلك قراءة المعلومات المتوفرة بتقنية تحويل الكلمات إلى صوت مسموع، وبرامج الأنظمة الصوتية مثل voiceitt تساعد فئة الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في الكلام، فهي تستطيع التعرف على آليات نطق المتحدث وتحفظها مع الوقت، تقوم بتحويل الكلام المستخدِم إلى كلام واضح على شكل رسائل صوتية أو نصية، وهي ميزة مفيدة جدا للأشخاص الذين يعانون من صعوبة في الكلام أو التأتأة، وعلى هذه الشاكلة يعمل أيضا برنامج parrotron من google يقوم بتصحيح نمط الكلام غير الواضح وتحسين النطق وصياغة الكلام بشكل واضح ومفهوم.
تقنية OrCam مفيدة جدا للأشخاص الذين يعانون من العمى أو ضعف البصر، هي نظام رؤية اصطناعية تتكون من كاميرا صغيرة مثبتة على أطراف النظارة، تقوم بمسح المحيط الخارجي لها وتتم معالجة المعلومات الواردة ليتم نقلها بشكل رسائل صوتية عن طريق السماعة. نجد بهذا الصدد تطبيق seeing AI من Microsoft وهي منصة رؤيه حاسوبية تقوم بالوصف الشامل للمنطقة المحيطة والصور والنصوص والأشخاص القريبين عبر كاميرا الهاتف النقال، وتقوم بترجمة المعلومات الواردة إلى رسائل صوتية.
كل هذه الأدوات والبرامج التي تعتمد في مجملها على أنظمة الذكاء الاصطناعي تساعد فئة ذوي الاحتياجات الخاصة على التواصل الجيد والفعال مع المحيط والعالم الخارجي.
تقنيات الذكاء الاصطناعي تعزز الاندماج مع العالم المحيط
لاحظنا الجانب الإنساني في الذكاء الاصطناعي حيث أن التكنولوجيا الحديثة ركزت اهتماما كبيرا لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وقدمت مجموعة من الحلول الناجعة لأجل جعل حياة هؤلاء الأفراد من المجتمع أكثر سهولة ويسر، وساهمت هذه البرامج والتقنيات في إنجاح الاندماج الفعال داخل العالم والمحيط الخارجي، وفك العزلة المعاقين عن طريق توظيف تقنيات حديثة للتواصل والاحتكاك بالخارج، وتسهيل أداء المهام اليومية باستقلالية، ودون الاعتماد على الآخرين في كل الأمور، وتعزيز الكفاءات الشخصية وتطويرها لكي يتمتع الأشخاص الذين يعانون من الإعاقة بحياة سلسة وسهلة، ونجاحهم بتحقيق أهدافهم المهنية كأي شخص عادي أخر، وتمكنهم من العمل بشكل مستقل وفعال ومن التواصل الجيد مع الأخرين.