التكنولوجيا الحديثة في موجهة تحديات البيئة؛ كيف تأثر تقنيات الذكاء الاصطناعي في حماية البيئة؟
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخولالتغير المناخي، تدمير الموارد الطبيعية، النفايات البلاستيكية، تلوث الماء والهواء، انخفاض التنوع البيولوجي، انحصار المجال الغابوي؛ كل ما سبق هي تحديات بيئية تؤثر على حياه الإنسان مباشرة، وعلى صحة كوكب الأرض، وتستدعي إجراءات سريعة وفعالة على مستوى العالم للتصدي لهذه المشاكل، والحفاظ على سلامة كوكب الأرض وتحقيق الاستدامة البيئية.
إن قضايا البيئة أصبحت تحديا عالميا مهما لا يمكن تجاهله، لأنها تمس جوانب جد حساسة من حياتنا ومحيطنا، ويجب تضافر الجهود على مستوى العالم من أجل العمل المشترك لحماية البيئة وصحة الإنسان.
بالتعاون مع المنظمات التي تُعنى بحماية البيئة والباحثين المطورين لعالم التكنولوجيا يمكن الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لأجل معالجة المشاكل البيئية الراهنة، وتقديم مجموعة من الحلول التقنية لأبرز التحديات التي تقف أمام تحقيق البيئة المستدامة، فما هي أهم المشاكل التي تواجهها البيئة؟ وما هي الحلول المقدمة من خبراء الذكاء الاصطناعي؟ وكيف تؤثر هذه التقنيات الحديثة في حماية البيئة؟وهل يمكن أن يستعيد كوكب الأرض صحته رونقه في المستقبل؟
أهم المشاكل البيئية التي يواجها العالم
هناك العديد من المشاكل والتحديات التي تعتبر قضايا بيئية راهنة تستوجب دق ناقوس الخطر على مستوى العالم أجمع، فالكل مَعْنِي بالأمر، فنحن نلمس هذه المشاكل في حياتنا اليومية، والخطر قريب جدا منا إن لم نتدارك الموقف ونغير من حياتنا وأساليبنا الاستهلاكية، للمساهمة في العيش داخل بيئة أفضل، من أبرز التحديات والمشاكل البيئية التي تواجهها الإنسانية:
اقرأ ايضا
تلوث المياه والهواء:
يعني تلوث المياه والهواء وجود مواد دخيلة على المادة الأصلية (الماء والهواء) اختلطت معها ليصعب بعد ذلك فرزها أو اعادة تدويرها، وهذه الملوثات تكون مضرة بالصحة لينتج بعد ذلك مادة حيوية غير صالحة للاستعمال أو تؤدي إلى أثار صحية خطيرة.
التغير المناخي:
كالاحتباس الحراري الذي يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم، وتغير في نمط التساقطات المطرية، وتداخل الفصول، يؤثر كل ذلك سلبا على مجموعة من القطاعات الزراعية والفلاحية والذي يؤثر بدوره على الغذاء العالمي، كما يؤدي هذا التغير المناخي في حدوث مجموعة من الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والحرائق والأعاصير وذوبان الجليد القطبي، وقوع أحداث جوية قاسية كالأمطار الرعدية والبرد بأحجام كبيرة.
تآكل التربة:
انحصار التربة الخصبة الصالحة للزراعة والأعمال الفلاحية بفعل التصحر والتلوث، والانفجار العمراني الكثيف، مما يؤدي إلى خطر على الأمن الغذائي العالمي، وانحصار المجال الغابوي.
النفايات البلاستيكية والغير العضوية:
انتشار النفايات البلاستيكية في الوسط البيئي من محيطات وغابات وكذلك المجال الحضاري يؤدي حتما إلى تلوث المياه، وانحصار المجال الغابوي، ويؤثر حتما على الثروة السمكية في البحار.
تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق البيئة المستدامة
في ظل التطور الحاصل في مجال الذكاء الاصطناعي، ولأنه وُجِد لمعالجة واقتراح حلول للمشاكل التي تواجه الإنسان في حياته ومحيطه، لابد وأن يلعب دورا مهما في معالجة التحديات البيئية التي يواجها العالم الأن.
يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على تسريع الوتيرة التي يسير بها العالم نحو معالجة المشاكل البيئية، وبذلك تكثيف الجهود المبذولة لحمايه البيئة، وتقريب النتائج ووضع خطط مدروسة للسير عليها، من خلال المراقبة والتتبع للأنظمة البيئية، والتغيرات الناجمة عنها، والتنبؤ بالتغيرات المناخية، من خلال تحليل البيانات وتحسين الاستدامة في عمليات الانتاج، وإدارة الموارد بشكل أكثر فعالية، وكذلك تطوير التقنيات البيئية التي بوسعها تقديم المساعدة الضرورية للحفاظ على المحيط البيئي.
حلول الذكاء الاصطناعي لحماية البيئة
يقول الباحث "أوين مولهيرن" في تقرير له على منصة مؤسسة "إيرث" earth.org :أن للذكاء الاصطناعي القدرة على تسريع الجهود العالمية لحماية البيئة والحفاظ على الموارد من خلال مراقبة تلوث الهواء وانبعاثات الطاقة، والمساعدة في تطوير شبكات النقل ومراقبة إزالة الغابات، والتنبؤ بالظروف الجوية القاسية.
يبين الباحث أن الآلة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في التعلم العميق المبني على تحليل النتائج، تمتلك القدرة على جمع البيانات وتحليلها للمساعدة في تفادي المشاكل البيئية الوشيكة، وتقديم حلول بديلة لمكافحة التغير المناخي، تقوم بجمع البيانات اللازمة عن طريق نشر أجهزة الاستشعار والعدادات الذكية داخل المباني والمؤسسات، وجمع كل البيانات المحملة وتحليلها لتقديم طرق أفضل لاستخدام الطاقة والتركيز على استخدام الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة.
كما أن الاعتماد على الأقمار الاصطناعية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي يساهم في الحفاظ على التنوع البيئي عن طريق مراقبة التغيرات الحاصلة على الغطاء النباتي فوق سطح الأرض، من أراضي خصبة صالحة للزراعة، ومستوى تغير الغطاء الغابوي، والمصادر المائية، والتنوع البيولوجي داخل المحميات، والتنبؤ بالكوارث الطبيعية المحتملة والتغيرات المناخية، ومراقبة النتائج وتحليلها، ودراسة الآثار الناجمة عنها، وتقييم النتائج والملاحظات باستخدام التعلم الالي.
وقد أشار الباحث "أوين مولهيرن" إلى فعالية تقنية أجهزة تنقية الهواء التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، وقدرتها على تسجيل مدى جودة الهواء، والعمل على زيادة كفاءة المرشحات الهوائية، وتقديم البيانات البيئية على مدار الساعة.
يستطيع التعلم الآلي تحليل البيانات المجمعة عبر أجهزة الاستشعار وأجهزة الرادار والكاميرات، ومن المركبات والطائرات، وتقديم تحاليل عن تلوث الهواء ومستوى صلاحيته للاستعمال، وكذلك يمكنها إرسال تحذيرات للأفراد حول تلوث الهواء في المحيط ومدى كفاءته للاستعمال.
يستخدم علماء المياه الذكاء الاصطناعي في تقدير استخدام المياه في منطقة جغرافية معينة، والتنبؤ بالطقس وقراءة كمية الأمطار المتوفرة لاتخاذ التدابير المناسبة في الوقت المناسب.
وتُستخدم الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لمراقبة وجمع البيانات من المحيطات البعيدة التي يصعب الوصول إليها، تقوم بجمع بيانات عن مستويات التلوث ودرجات الحرارة ودرجات الحموضة، وبالتالي المساهمة في حماية الأنواع البحرية، وتتبع الصيد الغير قانوني في البحار.
تظافر الجهود من أجل بيئة أفضل
يساعدنا الذكاء الاصطناعي في حماية البيئة والمحافظة عليها من خلال البيانات الضخمة التي يقدمها لفهم المخاطر التي نواجها، ومراقبة البيئة عن كثب لكل التغيرات التي تؤثر سلبا على الأنظمة البيئية، من أجل اتخاذ القرارات الصحيحة للحفاظ على كوكب الارض.
لكن ما هي هذه الإجراءات التي يجب اتخاذها من أجل تعافي البيئة واسترجاع صحتها ورونقها؟
البيئة لديها قدرة طبيعية على التعافي إذا تم تقديم الدعم والاهتمام الكافي، مثل الحفاظ على المناطق البيئية الحساسة كالمحميات الطبيعية، والغابات الاستوائية، والمحيطات، فذلك يساعد على التنوع البيولوجي والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، ومن خلال إعادة التشجير وزراعة النباتات الأصلية في المناطق التي تعاني من تدهور التربة والتصحر، وتعزيز إعاده التدوير والتخلص الصحيح من النفايات البشرية، وتحفيز الأفراد والشركات على اتخاذ قرارات استهلاكية صديقة للبيئة، ودعم البحوث البيئية وتطوير التكنولوجيا الداعمة للبيئة، وكذلك التوعية بقضايا البيئة والتوجيه الصحيح لسلوكيات الأفراد من أجل بيئة مستدامة.