التفكير السلبي: ما هي أسبابه وكيف نواجهه؟

نشرت:
وقت القراءة: دقائق

يعدُّ تراودُ الأفكار السلبية حالةً شائعةً قد نعاني جميعاً منها من حينٍ لآخر؛ لكن لاستمرار هذا النمط من التفكير وسيطرته على الفرد أثرٌ سلبيٌ على الصحة النفسية والعقلية. كما أنّه يمكن أن يكونَ عائقاً كبيراً أمام تحقيق النجاح والوصول للسعادة. في هذه المقالة سنتعرف على التفكير السلبي و أسبابه، وسنعرض عدة طرق للتغلب عليه.

التفكير السلبي: ما هي أسبابه وكيف نواجهه؟

ما هو التفكير السلبي؟

قد يكون من الصعب التمييز بين التفكير السلبي والمشاعر أو الأفكار السلبية العابرة التي يعاني منها الجميع. فعلى سبيل المثال، يعدُّ الشعور بالحزن تجاه حدثٍ مؤلمٍ أو القلق بشأن الأعباء المادية والدراسية أموراً طبيعيةً.

ولكن عندما تتكرر هذه المشاعر وتسيطر على مزاج وسلوك الفرد ويظهر تأثيرها على العمل أو الدراسة والعلاقات الاجتماعية والأداء اليومي يمكن حينها أن تُصنّف ضمن خانة اضطراب التفكير السلبي.

يُعرف التفكير السلبي بأنه الميل إلى التركيز على الجوانب السلبية للمواقف أو الأشخاص أو حتى الذات. كما أنّه ينطوي على توقع حدوث أسوأ الاحتمالات، و الانتقاد السلبي المستمر للذات وللآخرين.

من أعراض التفكير السلبي: توقع حدوث أسوأ السيناريوهات.من أعراض التفكير السلبي: توقع حدوث أسوأ السيناريوهات.

ما هي أسباب التفكير السلبي؟

قبل أن نبحث عن أساليب وطرق مواجهة الأفكار السلبية، علينا أن نعلم ما هي الأسباب المولّدة لهذا النمط من التفكير. بشكلٍ عام، تصنّف الأسباب ضمن ثلاثة مجموعات رئيسية، وهي: الخوف من المستقبل، القلق بشأن الحاضر، والخجل من أخطاء الماضي.

1-الخوف من المستقبل: يقال أن الإنسان عدو ما يجهل. لذلك،غالباً ما يخاف الناس من المستقبل بسبب جهلهم بما سيحمله لهم من أحداثٍ وعقبات.

٢-القلق بشأن الحاضر: يشعر الكثير منا بالقلق تجاه تفاصيل الحياة اليومية. فكثيراً ما نفكر بما سيعتقده أصدقاؤنا وزملاؤنا عنا، وما إذا كنا نقوم بأداء جيد في العمل، وغيرها الكثير ممّا يتعلق بما نواجهه كل يوم من أحداث وعلاقات اجتماعية. ينبع هذا من الخوف غالباً من فقدان الثقة بالنفس والشعور بعدم التمكن من السيطرة على كافة جوانب الحياة.

٣-الخجل من الماضي: هل سبق لك أن استيقظت قلقاً بشأنِ شيء فعلته الأسبوع الماضي، أو حتى العام الماضي؟ الجميع معرض لأن يفعل أو يقول أشياءً قد تجلب الإحراج، لكنّ المفكرين السلبيين يميلون إلى الخوض في أخطاء الماضي وإخفاقاته بشكل مبالغٍ به.

بالإضافة إلى ما سبق، يمكن أن تكون الأفكار السلبية المستمرة عرضاً لأحد الاضطرابات النفسية كاضطراب الوسواس القهري (OCD)، أو اضطراب القلق العام (GAD)، أو الاكتئاب.

كيف نواجه التفكير السلبي؟

لحسن الحظ، يوجد عدة تقنيات تساعد على التغلب على نمط التفكير السلبي و مواجهته. من هذه التقنيات نذكر:

1. التعاطف مع الذات: كن لطيفاً ومتفهماً تجاه نفسك عندما تراودك الأفكار سلبية. تذكر أن كل شخص معرض لمواجهة هذه الأفكار من وقتٍ لآخر، وأنها لن تحدد قيمتك كشخص.

2. تحدي الأفكار السلبية: اسأل نفسك ما إذا كانت الفكرة صحيحة بالفعل، وما إذا كانت ستجلب لك نفعاً في الوقت الحاضر. استبدل الأفكار السلبية بأفكارٍ أكثر توازناً وواقعية.

3. التركيز على اللحظة الحالية: بدلًا من الخوض في مخاوف المستقبل أو الندم على عثرات الماضي، ركز على الأمور التي يمكنك التحكم بها في الوقت الحاضر.

4. الانخراط في الأنشطة التي تجلب لك السعادة: افعل الأشياء التي تشعرك بالسعادة والرضا، مثل قضاء الوقت مع أصدقائك، أو ممارسة الهوايات.

5. طلب الدعم: تحدث إلى الأصدقاء أو أفراد العائلة حول أفكارك السلبية. ففي بعض الأحيان، مجرد مشاركة مشاعرك مع شخصٍ يهتم لأمرك يمكن أن يساعدك على الشعور بالتحسن.

6. الاعتناء بالنفس: احصل على قسط كافٍ من النوم، مارس الرياضة بانتظام، واتبع نظامًا غذائيًا صحيًا.

7. استخدم التأكيدات الإيجابية: ردد التأكيدات الإيجابية، مثل "أنا قادر وقوي"، أو "أنا أستحق الحب والسعادة". يمكن أن يساعد ذلك في تقليل الأفكار السلبية وتجاهلها.

8. ممارسة الامتنان: فكر في الأشياء التي تشعرك بالامتنان، مهما بدت صغيرة. التركيز على ما لديك بدلاً من ما ينقصك يمكن أن يساعد في تغيير وجهة نظرك تجاه العديد من أمور الحياة.

9. طلب المساعدة من قِبل أخصائيي العلاج النفسي: إذا كانت الأفكار السلبية تؤثر على حياتك اليومية ولم تستطع أن تديرها بنفسك، فكر في طلب المساعدة من الطبيب أو المعالج النفسي.

في النهاية، يمكن أن يؤثر التفكير السلبي بشكلٍ سلبيٍ على نمط حياتنا وصحتنا النفسية. لذلك، من المهم أن نحاول دائماً مواجهة أي فكرة سلبية نتعرض لها كي نتجنب الدخول لدائرة القلق والتشاؤم، ولنحمي أنفسنا من المعاناة من الاكتئاب والمزاج المنخفض.

نجم السيوفي

طالب في كلية الطب البشري و مصمم جرافيك. أكتب في المجال الصحي و مجال تنمية وتطوير الذات.

تصفح صفحة الكاتب

اقرأ ايضاّ