التغلب على مخاوفك: 7 تقنيات مثبتة للتغلب على القلق بكل فعالية
القلق والخوف من الأمور التي تنزع الراحة والاطمئنان من قلبك ويومك، فإن كنت شخص موتور فإنك بهذه الحالة حتمًا تفقد الجودة الإنتاجية في حياتك، ما يجعلك مضطرب ومشوّش، لذلك فأنت بحاجة لأخذ قرار حازم حالًا في التغلب على مخاوفك؛ فإن هذا الخوف لم يزرع في أعماقك ليلازمك ما حييت؛ بل هناك العديد من تقنيات مثبتة للتغلب على القلق فعالة جدًا.

قد يكون القلق والتوتر آتٍ نتيجة هيمنة فكرة واحدة فقط على تفكيرك كاملًا؛ ما يجعلك سجين القلق الذي تبثه في أعماقك، مع زحام مرير من أفكار منبثقة عنها تضاعف هرمون الأدرينالين لديك لتكون مرتبكًا وخائفًا أكثر.
الأمر ليس نهاية العالم؛ لكنه سيكون كذلك إن لم تبادر في الخروج من هذه الدائرة والمضي قدمًا نحو حياة آمنة ومطمئنة، ولن تخرج من هذا المقال إلا بنفسية مطمئنة جدًا.
التغلب على القلق والمخاوف

يمكنني تسمية التغلب على القلق والمخاوف أيضًا باسم إدارة التوتر Stress Management، عبارة عن أسلوب واضح وعميق يأخذ بيدك للخروج من غياهب الخوف والقلق والتوتر إلى بر الأمان وشاطئ السلام، فإنك بذلك تكون قد أنهيت دوامة الارتباك والخوف.
في التغلب على القلق والمخاوف فإنك تمضي بمشوار الألف ميل نحو جودة حياة أفضل وإنتاجية ممتازة أكثر من أي وقتٍ مضى، لذلك ينصح خبراء علم النفس وفي مقدمتهم وليام جيمس مؤسس علم النفس إلى ضرورة مواجهة الخوف والقلق ومحاربته بشدة؛ يمكنك اعتبارها حربك لوحدك وبيدك القرار لرفع راية الانتصار لبلوغ الأمان والاستقرار النفسي.
استراتيجيات وتقنيات التغلب على القلق

يعّج علم النفس بكمٍ هائل من استراتيجيات وتقنيات التغلب على القلق التي أثبتت فاعليتها مع حالات مستعصية، إلا أن بعض الحالات لم تجدِ معها نفعًا لأسبابٍ دفينة قد تكون عائدة للشخص نفسه بعدم إيمانه بها، لكن ذلك لا يمنع أن نقف سويًا على هذه الاستراتيجيات جملةً وتفصيلًا:
1. إطلاق العنان للمشاعر
لا تكبّل مشاعرك نهائيًا؛ بل أطلق العنان لها بأن تواجه نفسك بعيش القلق والخوف ومحاولة الشرح لنفسك عن السبب في هذا القلق، قد تتولد لديك الطمأنينة على الأقل.
عليك مخاطبة نفسك بأن هذا القلق أمر مؤقت وزائل لا محالة، لا داعي لهذا الرعب المتجذّر إطلاقًا، بل يمكنك فتح الأفق للعثور على حلول جذرية بدلًا من الاستسلام.
2. البحث عن سبب القلق واقتلاعه
دون أدنى شك أن تلك الضربات المتسارعة والشحوب الذي يغزو وجهك لم يأتِ عبثًا إطلاقًا، بل أنه وليد موقف أو مشكلة معينة تواجهك، لذلك فإنك الآن ملزوم بأن تجلس وتفرد أوراقك في ذهنك حتى تكون واضحًا مع نفسك، وتقف على تفاصيل المشكلة مباشرةً دون لفٍ أو دوران، الوضوح بهذه الحالة سيد الموقف.
بعد أن تستعرض جميع التفاصيل عليك التدرج بالبحث عن حلول جذرية بحيث تكون نهائية دون عودة للقلق والمشكلة، أنت محتاج للعصف الذهني بينك وبين نفسك حتى تصل إلى حل.
3. مواجهة المخاوف
محاولة تجاهلك لما يؤرق راحة بالك ويولد لديك الخوف والقلق جرعة مضاعفة من الخوف أيضًا، لكن قف عن نقطة معينة وواجه مباشرةً تمعن وأبحر في ظروفك السيئة والتجربة السلبية التي مررت بها، لا تتجاهل مشاعرك أبدًا؛ بل كن مواجهًا.
الكثير من الأبحاث أكدّت على أن الإنسان القادر على مواجهة مخاوفه يعتبر شجاع، وذلك لعدم سهولة الأمر نهائيًا، في حال كان ممكنًا يمكنك القيام بذلك برفقة الأقربين إليك لتعزيز جرعة الدعم لديك، كما أنه يتطلب تعتيم النظرة السوداوية على الجانب المظلم، وافتح الفرصة للنظرة الإيجابية والإيمان بأن الحدث سيكون إيجابي بإذن الله.
ليس من الضروري أن يكون القلق والتوتر نتيجة مشكلة ما، بل قد يكون توتر من شيء آخر؛ كأن تكون خائفًا من الطلوع على السلم الكهربائي؛ إذ يعتبر ذلك قلق ورعب لدى الكثير عندما يذهبون إلى مكان لا توجد به سوى سلالم كهربائية؛ باعتقادهم أن طارئ ما سيحدث.
4. التخلي عن المونولج الداخلي السلبي
لا ننكر أن المونولج السلبي يضاعف جرعة الرعب والقلق لدينا، إذ نكون السبب قطعيًا بهذا التوتر المقيت الذي نعيشه، تجاهل خطابك لنفسك إذا كان سلبيًا، وحولّه إلى نقاش رفع معنويات معها.
الكثير منا تخونه نفسه في هذه اللحظات تحديدًا القلق والتوتر؛ إذ تتجه إلى سرد جميع المواقف والتجارب السلبية التي مر بها سواء كان لها علاقة أم لا، مع تجاهل التجارب الإيجابية، حاول تجنب ذلك.
5. تنفّس الصعداء
الكثير من الأعراض التي ترافقك خلال لحظات القلق والتوتر تحديدًا التنفس السريع والمضطرب، لذلك بهذه الحالة فأنت بحاجة ماسة إلى التنفس بعمق شهيقًا وزفيرًا بكل هدوء وبطؤ لتكون قادرًا لبلوغ مستوى من الهدوء.
الحل الأمثل لمقاومة الخوف والتوتر المتجذر داخلك أن تجلس في مكان مفتوح في الهواء الطلق، ثم البدء بالشهيق بهدوء والزفير أيضًا، ما يمنح جهازك العصبي فرصة للتراجع عن حالة التأهب للدفاع والقتال التي يمر بها تحت تأثير التوتر والقلق.
6. ممارسة التمارين الرياضية
الكثير من الأدلة في علم النفس تشير إلى أن ممارسة الرياضة عامل مهم جدًا في تهدئتها والتقليل من إفراز هرمون القلق والتوتر واستبداله بهرمون السعادة الإندروفين، لذلك ننصح بعدم التسويف أو التأجيل نهائيًا عند دخولك بحالة من القلق.
يمكنك البدء في الجري في الطبيعة المحيطة، التمارين الهوائية المختلفة منها ركوب الدراجات وأيضًا السباحة، كما تتاح لك الفرصة لتجربة أي نوع رياضة يناسبك لتكون قادرًا على تجاهل التوتر والقلق وأعراضهما.
7. استنشاق الروائح الزكية
دومًا ما نشعر براحة نفسية عند استنشاق رائحة زكية ومميزة، كأن تتصاعد رائحة البخور الزيتي بالزيوت العطرية المميزة مثل اللافندر؛ ما يبث في أعماقك شعورًا بالاسترخاء.
لذلك تعتبر هذه تجربة ممتازة وفرصة ذهبية لإضافة جرعة راحة نفسية لك، بادر باستنشاق الزهور والروائح الجميلة، العطور الزيتية وغيرها الكثير من الأمور الممكنة.
إلا أن الغالبية العظمى في علم النفس تشير إلى أن الزيوت العطرية على وجه الخصوص أكثر تأثيرًا في النفس ومنحها جرعة راحة، مثل اللافندر، الفانيلا، الجريب فروت أو أي نوع يعجبك.
ختامًا، كل ما بهذه الحياة زائل لا داعي للقلق المبالغ فيه، كن مؤمنًا بأن لكل شيء نهاية حتى شعورك العميق بالقلق والتوتر، كم من مرات تمكنا من تجاوزها خلال حياتنا كنا نؤمن قطعيًا بأنها النهاية، وانقضت بأمر الله تعالى وتجاوزنا حتى انتقلنا إلى مراحل متعددة في حياتنا.
المراجع
How To Overcome Fear And Anxiety: 15 Strategies That Can Help

إيمان الحياري
كاتبة محتوى تقني ومنوعكاتبة محتوى إبداعي واحترافي أشغف في إثراء المحتوى العربي، هدفي إفادة الشباب العربي بالمعلومات المستوحاة من مصادرها الموثوقة وتقديمها بأبسط ما يمكن لتكون متوفرة فور البحث عنه.