التسويق الشبكي أو الهرمي أهم الأنواع والفرق بينهما، وأبرز 3 شركات تمارسها
حتمًا قد رن هاتفك يومًا وبدأ المتصل بعرض خدماته ومنتجاته عليك محاولًا إقناعك بالشراء والاستفادة مما لديه، وفي سنوات أبكر مما نحن بها قد يكون أحدهم طرق باب منزلك وبدأ بفتح حقيبته وإخراج منتجاته وإقناعك به حتى تبادر بالشراء، ما بين أحدهم يقتنع ويشتري وآخر يرفض بطريقته؛ ما واجهته بهذه الحالة هو التسويق الشبكي Multi level Marketing.
لا بد أن يكون جميع أفراد المجتمع على علمٍ ودراية بما يحيط بهم في عالم التسويق، حتى يكون قادرًا على التعامل بطريقةٍ مضمونة ومشروعة مع المسوقين أو منافذ البيع، وذلك حتى لا يعود بالأثر السلبي على المجتمع كما هو الحال في التسويق الهرمي؛ الذي يزعزع ثقة الناس ببعضها.
في الواقع رغم النجاح الباهر الذي تمكنت العديد من الشركات الممارسة للتسويق الهرمي والشبكي تحقيقه؛ إلا أن التسويق الشبكي قد أثبت وجوده وبقاؤه لأطول فترة ممكنة، نظرًا لعلامات الاستفهام التي تدور حول المخطط الهرمي باعتباره احتياليًا وغير مشروع، سنقف في سطورنا القادمة على الكثير من التفاصيل حول النوعين والفرق بينهما، حتى تتخذ قرارك في نهاية المطاف باعتماد الأفضل.
التسويق الهرمي Pyramid scheme
الكثير من الإعلانات التي تنبثق أمامنا على الإنترنت تبحث عن أشخاص يعملون لديهم في التسويق مقابل عمولات، وكل مندوب يكون تحت اسمه مجموعة من الأشخاص يرأسهم يستقطبهم على طريقته الخاصة لترويج المنتجات؛ ويتخذ الأمر شكل هرمي بحيث يرتفع عدد المستثمرين أو المشاركين في العملية في كل مستوى من الهرم.
في الحقيقة يكون العدد قليل في البداية؛ إلا أنه يبدأ بالتفرع والتعدد تدريجيًا بجهود الأشخاص الجدد؛ إلا أن المستثمرين أو الأوائل الذين يعتلون قمة الهرم لهم حصة الأسد من الأرباح والأموال؛ تقريبًا على حساب جهود من يليهم المبذولة في البيع والشراء.
اقرأ ايضا
مبدأ عمل التسويق الهرمي
مثال حي على ذلك؛ في يوم شاهدت إعلان لشركة منتجات تجميلية طبية في دولةٍ ما تطلب مندوبين وفتيات لتسويق المنتجات، بعد التواصل وشرح العمل تبين أنه يمكنني بناء فريق يعمل بجهود جبارة وأنا أحصد نقاط مقابل عمليات البيع التي يقوم بها من يتم إدراجه تحت اسمي، أي لا يطلب مني سوى تحفيز فريقي للعمل وأنا أحصد المال دون مجهود، رغم محاولات التمويه والتسمية بأنواعها إلا أنه في نهاية المطاف تسويق هرمي بحت، وبالمجمل في معظم دول العالم لا تعترف بشرعيته وقانونيته أبدًا؛ بما فيها ولاية نيويورك.
للتوضيح، لنفترض أن الشركة X قامت بتوظيف "علي" لديها في قسم التسويق المباشر، بذلك فإن الهرم يبدأ من عند علي ليمارس دوره في بناء الهرم بوجود المستثمرين، في المستوى الأسفل لقمة الهرم "علي" يكون هناك أشخاص آخرين لهم أدوار محددة يتجهون خلالها إلى استقطاب عاملين في التسويق أيضًا؛ وذلك لبناء المستوى التالي وهكذا حتى بلوغ قاعدة الهرم؛ بهذا جميع المستويات تعمل لصالح بعضها؛ إلا أنها في نهاية المطاف تلبي المصلحة الأعظم للموظف علي.
في الحقيقة انطلاقًا من طبيعة هذا النوع من التسويق؛ فإن الكثير من التساؤلات تطرح حول مدى شرعية وقانونية التسويق الهرمي؛ إلا أن الجنة التجارة الفيدرالية قد أشارت أنه في حال حصول المسوّق على أرباح وعمولة مقابل مبيعات لعملاء التجزئة دون الحاجة لوجود موزعين جدد فإن الأمر يعتبر لا غبار عليه، علمًا بأن الأمر الأكثر قانونية هو أن تكون 70% من المبيعات ألا تكون للموزعين بل لغيرهم حتى يخرج من نطاق اللا مشروعية، أعلم أن هناك تساؤلات تحتاج لها حول هذا! في بعض الشركات هناك إجبار على أن تسجل قيد افتتاح شهريًا كأن يكون 20 دولار مثلًا حتى تحصل على هدايا ومميزات، بذلك تضطر لشراء منتجات من الشركة، وتستمر بالعمل معهم، ويعتبر ذلك منافٍ للقانون والشرائع.
أنواع التسويق الهرمي
يدرج تحت بند التسويق الهرمي مجموعة من الأنواع يتخذ كل منها مجموعة من الخصائص والأبعاد التي تشجع البعض على اعتمادها في أعمالهم، ومن أهم ما جاء في ذلك:
1. خطط التسويق متعددة المستويات، تصنف ضمن المخططات الهرمية التي تعتمد كليًا على بيع المنتجات والخدمات بواسطة الأعضاء وتوزيعها لأكبر عدد ممكن من العملاء، ما يسجل عوائد كبيرة للشركة والأشخاص، وحيث تقدم الشركة عمولات مبيعات للمشاركين إزاء البيع وتوظيف مشاركين جدد.
2. الرسائل المتسلسلة Chain Email، أسلوب تسويق لإقناع المستلمين بضرورة التبرع أو الشراء ومعاودة إرسالها لأشخاص آخرين؛ وفي حال قدوم العملاء عن طريق المستلم يحظى بعمولة أو مربح ما تحدده الجهة المرسلة، علمًا بأن هذا الأسلوب غير قانوني أبدًا.
3. نوادي الهدايا Gifting Club، تدعو هذه الجهات الأشخاص المشاركين إلى تجنيد أو توظيف أشخاص جدد للعمل والترويج للمنتجات مقابل الحصول على هدايا وأكواد خصومات وما شابه ذلك، لكن غالبًا الأكثر تشجيعًا يكون بتقديم مبالغ مالية.
4.سلسلة بونزي Ponzi scheme، ويشار له باسم آخر بالإنجليزية Naked Scheme، وتقريبًا هو النوع الأكثر شيوعًا وانتشارًا في الآونة الأخيرة؛ ويتمثل بتوظيف أشخاص يقع على عاتقهم مسؤولية توظيف أشخاص آخرين أيضًا لبناء قاعدة ضخمة من المسوقين، لكن في هذا البند يدفع الأعضاء الجدد رسوم اشتراك وانضمام؛ وغالبًا يكون هنا مربح الشركة في الدرجة الأولى.
أمثلة على التسويق الهرمي
رغم الاختلاف واضطراب الآراء حول مدى مشروعية وقانونية التسويق الهرمي؛ إلا أن هناك بعض الشركات الكبرى التي تمارسه بكل احترافية، ومن أبرز الشركات وأكثرها شهرة:
1. شركة ماري كاي للاستشارات Mary Kay Consulting
الكثير من الكلام قد دار حول شركة ماري كاي للاستشارات في مجلة هاربر، من وحي الكلام أنه ليس هناك تأكيدات حول خضوعها للتحقيق بواسطة هيئة الأوراق المالية والبورصة، لذلك يصعب وضعها تحت قمة المخططات الهرمية غير القانونية.
لكن هناك كلام دائر بأنها لم تطلب فعلًا من مندوبي المبيعات لديها شراء المنتجات والبضاعة أبدًا، لذلك اعتبرت العمولات قانونية مقابل البيع الفعلي للمنتجات، لكن تعالت أصوت من ناحيةً أخرى أن المبيعات كانت بين الشركة ومندوبي المبيعات وليس هناك مستهلكين حقيقيين، ما جعلها ضمن دائرة الشكوك.
تمكنت هذه الشركة من اتباع أسلوب مختلف لكسب المزيد من مندوبي المبيعات؛ وذلك من خلال طرح إعلانات تبيع من خلالها باقات اشتراك بالنوادي الصيفية بأسعار رخيصة جدًا في كندا، بحيث يمكن للمشترك أن يكسب ما يفوق 100 ألف دولار سنويًا من ذلك، لكن لا بد من دفع 3200 دولار أمريكي رسوم الانضمام للعمل في الشركة، علمًا بأن الربح سيكون 5 آلاف دولار مقابل بيع كل باقة للزبائن، والغريب أن أكثر من 2000 شخص وافقوا على ذلك ودفعوا الرسوم فعليًا؛ ما وفر للشركة مبالغ طائلة إلا أنها غير قانونية أبدًا
3. شركة BurnLounge, Inc
الكثير من أصابع الاتهام توجهت نحو شركة burnlounge التي فتحت أبوابها عام 2004م، وذلك لاعتبارها غير قانونية لفرضها رسوم اشتراك على المالكين والمشتركين الجدد في الموقع مقابل كسب المال لبيع الأغاني والموسيقى، حيث يتم استبدال النقاط بالمجمل بمنتجات الشركة فقط في حال عدم دفع رسوم الاشتراك، أما الأموال الحقيقية فإنها متاحة لك فقط في حال تسديد الرسوم التي تفرضها.
مخاطر التسويق الهرمي
هناك الكثير من العيوب التي تلتصق في التسويق الهرمي والمخاطر التي لا يمكن تفاديها، بحيث يجب الاطلاع عليها للحيلولة دون الوقوع في فخ النصب والإحتيال، وتتمثل بما يلي:
- التسبب في هدر الوقت والجهد والمال للأعضاء والراغبين بالعمل.
- انعدام الثقة في المجتمعات بين الناس ما يجعل المشاكل تزداد أكثر.
- تفشي السرقة والنصب والاحتيال وبالتالي انعدام المساواة.
- نشر الوهم والعشم بين المشاركين بأن هناك مستقبل زاهر، وذلك غير صحيح أبدًا.
- من أنواع التسويق الممنوعة قانونيًا ودوليًا في معظم الدول التي تفرض قيودًا اقتصادية على المجال.
التسويق الشبكي Multi-level marketing
قد يكون هناك خلط بين التسويق الشبكي والتسويق الهرمي إجمالًا؛ إلا أنه في الحقيقة أن التسويق الشبكي لا يلزمك بشراء منتجات الشركة أو حتى دفع رسوم اشتراك أبدًا، بل يطلب منك توظيف مشتركين وراغبين بالعمل جدد لبيع منتجاتها لمستهلكين فعليًا، مقابل الحصول على نسبة مئوية محددة يتم الاتفاق عليها مقابل المبيعات.
لذلك يكمن الفرق بين التسويق الشبكي والهرمي بأن الأول لا يجبر المشتركين أبدًا على شراء المنتجات لتحقيق الربح، بل أنك إن حققت نجاحًا في بيع منتج ما لمستخدم فعلي (مستهلك) فإنك تحصد نسبة مقابل هذا البيع، بينما التسويق الهرمي يلزمك بشراء أي منتج حتى تحقق مربح.
ختامًا، فإن الانخراط في عالم التسويق يحتاج منك التأني والصبر لفهم ما يدور حولك، وذلك حتى لا تقع في المحظور أو حتى ضحية النصب والاحتيال؛ تحديدًا في ظل انتشارها الكبير الذي أصبحنا نلاحظه في محيطنا وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقد وضحنا بدقة الفرق بين التسوق الشبكي والهرمي حتى يتم التمييز بينهما وأخذ الحيطة والحذر لعدم ضياع الجهود.
المراجع
Understanding Multi-Level Marketing
What Is MLM? How Multilevel Marketing Works
What Is a Pyramid Scheme? How Does It Work?
إيمان الحياري
كاتبة محتوى تقني ومنوعكاتبة محتوى إبداعي واحترافي أشغف في إثراء المحتوى العربي، هدفي إفادة الشباب العربي بالمعلومات المستوحاة من مصادرها الموثوقة وتقديمها بأبسط ما يمكن لتكون متوفرة فور البحث عنه.
تصفح صفحة الكاتب