البطل الأسطوري المصري الذي يستحق أن تحكى بطولاته في 1000 فيلم

تحدثت في المقالين السابقين عن جمال سالم و صلاح سالم المختلين الذين أخذا أكثر مما يستحقاه و خاصة صلاح سالم الذي لا يعرف أحد إنجازا واحدا له
و مع ذلك في كل محافظة من محافظات مصر يطلق إسمه على أهم شارع في عاصمة المحافظة و مع ذلك لا يوجد شارع رئيسي واحد بإسم بطلنا و فخر مصر الشهيد إبراهيم الرفاعي
من لا يعرف إبراهيم الرفاعي فيشرفني أن أعرفه عليه في السطور التالية
ميلاد البطل
يوم 27 يونيو سنة 1931 ولد البطل إبراهيم الرفاعي في قرية الخلالة مركز بلقاس محافظة الدقهلية
البداية
في عام 1951 دخل ابراهيم الرفاعى الكلية الحربية و تخرج سنة 1954 و إنضم لسلاح المشاةسنة 1955 أسس اليوزباشي جلال هريدي ( يوزباشي تعني نقيب ) أسس أول فرقة صاعقة في الجيش المصري و إختار مجموعة من الظباط حديثي التخرج و منهم الملازم إبراهيم الرفاعي
العدوان الثلاثي
في العدوان الثلاثي سنة 1956 تم تكليف الملازم إبراهيم الرفاعي و مجموعة من الصاعقة بالمشاركة في الدفاع عن مدينة بورسعيد و قام بأعمال بطولية في بورسعيد
أعماله بعد العدوان الثلاثي و حنى النكسة
بعد إنتهاء العدوان الثلاثي قرر الرئيس جمال عبد الناصر سنة 1957 تحويل فرقة الصاعقة إلى سلاح و تم إنشاء مدرسة الصاعقة و تعيين اليوزباشي إبراهيم الرفاعي مدرسا بها
سنة 1959 سافر بطلنا إلى روسيا للحصول على دورة أركان حرب و تفوق فيها
سنة 1960 حصل على أول وسام في حياته و هو نوط الشجاعة العسكري من الطبقة الأولى عن دوره في معارك بورسعيد وقت العدوان الثلاثيسنة 1962 سافر كرئيس عمليات الصاعقة المصرية فى اليمن و كانت رتبته نقيب
سنة 1965 تم ترقيته ترقية استثنائية لرتبة رائد نظرا لجهوده في حرب اليمن و حصل على وسام الترقية الإستثنائية
النكسة
في 5 يونيو 1967 كان الرائد إبراهيم الرفاعي مكلف بمهمة تدريبية في المحور الشمالي في سيناء و بعد الهزيمة و صدور أوامر بالإنسحاب بشكل عشوائي رأى إبراهيم الرفاعي أنه لو إنسحب بهذه الطريقة هو و جنوده سيدمرهم فقرر أن يتخفى و يختبئ لفترة
بعد فترة بسيطة تمكن هو و جنوده من تفجير قطار يحمل جنود و ضباط إسرائيليين في الشيخ زويد ثم فجروا مخزن ذخيرة كان للجيش المصرى ثم إنسحبوا و تركوه و كان هذا أفضل حل بدلا من تركه للإسرائيليينو إستطاع إبراهيم الرفاعي أن يرجع برجاله كاملين إلى قيادة الجيش الثاني في الإسماعيلية بسلام و وصله خطاب شكر من القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول محمد فوزي على هذه العملية البطولية
تأسيس المجموعة ٣٩ قتال
في نهاية سنة 1967 إستدعاه اللواء محمد صادق مدير المخابرات الحربية و طلب منه تأسيس مجموعة تقوم بعمليات خلف خطوط العدو مثل عملية الشيخ زويد فبدأ إبراهيم الرفاعي بـعشرون مقاتلا و بدأ ينفذ بمجموعته عمليات تعيد الثقة للجنود و الضباط في سنة 1968 نشرت إسرائيل صواريخ أرض أرض فإستدعاه الفريق عبد المنعم رياض رئيس الأركان و طلب منه إحضار صاروخ من هذه الصواريخ ليعرفوا تأثير المواد التي به على البشر و على المنشئات و بالفعل تمكن إبراهيم الرفاعي من إحضار ثلاث صواريخ و ليس صاروخ واحد
كما تمكن من أسر الملازم الإسرائيلي داني شمعون بطل إسرائيل في المصارعة الحرةفي نفس السنة منحه وزير الحربية وسام النجمة العسكرية تقديرا لبطولاته
إستشهاد الفريق عبد المنعم رياض
يوم 9 مارس 1969 إستشهد الفريق عبد المنعم رياض أثناء زيارته للجبهة في موقع نمرة 6 في الإسماعيلية بعد أن أطلق عليه صاروخ من تبة الشجرة و في نفس اليوم أخذ إبراهيم الرفاعي رجاله و هجم على التبة و أمرهم أن لا يستخدموا إلا السونكي فقط و قتلوا أربعة و أربعين ظابطا و جنديا و أصاب واحد و أربعون و أنزلوا العلم الإسرائيلي من على موقع نمرة 6 و رفعوا مكانه العلم المصري شرق القناة و الذي ظل مرفوعا لأيام طويلة لا يجرؤ أحد على إنزاله إذ أن إبراهيم الرفاعي قد وضع قناص يصطاد كل من يقترب من العلم
إسرائيل قدمت في نفس اليوم 9 مارس مذكرة للأمم المتحدة لأن جنودهم تم تمزيق أجسادهم بوحشية
منحه وزير الحربية وسام النجمة العسكرية للمرة الثانيةيوم 22 مارس 1969 تمكن البطل إبراهيم الرفاعي من رصد طائرة قائد الجيش الإسرائيلي في سيناء و تمكن قناص من رجال الرفاعي من قتله داخل طائرته الهليكوبتر كرد ثاني على مقتل الفريق عبد المنعم رياض و قد منحه وزير الحربية وسام النجمة العسكرية للمرة الثالثة عن هذه العملية
تركه الجيش و إنضمامه إلى منظمة سيناء

في 8 أغسطس 1970 وقعت مصر إتفاق وقف إطلاق النار طبقا لمبادرة روجرز فإستدعاه الرئيس جمال عبد الناصر وقال له أنه هو و مجموعته لو أرادوا الإستمرار في عملياتهم فيجب أن يكملوها كمدنيين و لا علاقة لهم بالجيش
على الفور وافق إبراهيم الرفاعي و عندما عرض الأمر على مجموعته وافقوا جميعا بلا تردد و تم تجريدهم من رتبهم العسكرية و إنضموا لمنظمة سيناء العربية و هي مجموعة فدائية من بدو سيناء و أكملوا عملياتهم بإسم منظمة سيناء
عودته للجيش
في يناير 1971 بعد أن تولى الرئيس محمد أنور السادات حكم مصر بحوالى شهر و نصف منح البطل المقدم إبراهيم الرفاعي نوط الواجب العسكري و رقاه لرتبة العقيد و منح كل أعضاء مجموعته وسام النجمة العسكرية
يوم 5 أكتوبر إستدعاهم الرئيس أنور السادات و أعادهم للخدمة و أعاد لهم رتبهم العسكرية و رقى إبراهيم الرفاعي و مصطفى كمال لرتبة العميد و الطبيب محمد عالي نصر لرتبة العقيد و كان أول تكليف لهم هو تدمير أبار البترول في بلاعيم بحري شرق خليج السويس و تم التنفيذ في نفس اليوم حتى لا يستفيد منه الإسرائيليين أثناء الحربكان إبراهيم الرفاعي يستخدم إشارة رأس النمر كشعار لمجموعته و قد أصبحت سيرته تثير الرعب عند الإسرائيليين لدرجة أن موشي ديان قال عنه انه أخطر رجل صاعقة فى العالم و جولدا مائير أمرت بضرورة أسره أو قتله بأسرع ما يمكن و لكن كانت كل محاولاتهم تبوء بالفشل
إستشهاده
بعد العبور و في يوم 16 أكتوبر ١٩٧٣ تمكن الإسرائيليين بقيادة شارون من عمل الثغرة في منطقة الدفرسوار و فور عبورهم إنقسموا لـمجموعتين أحدهما إتجهت شمالا لإحتلال الإسماعيلية و الثانية إتجهت جنوبا لإحتلال السويس
تم إستدعاء إبراهيم الرفاعي و مجموعته من سيناء لمواجهة الثغرةيوم 18 أكتوبر تمكن ابراهيم الرفاعى من تفجير الجسر الذي أقامه الإسرائيليين لتوصل الإمدادات لقواتهم و بهذا فقد فصل شارون و فرقته عن سيناء تماما
يوم 19 أكتوبر إنتظر قوة إسرائيلية متجهة إلى القاهرة من طريق الإسماعيلية القاهرة الزراعي عند جسر المحسمة و تمكن من تدمير القوة الإسرائيلية بالكامل ثم توجه بسرعة إلى مطار فايد لوقف محاولة الإسرائيليين السيطرة عليه
كان يوم 19 أكتوبر موافق الجمعة 23 رمضان و كان ابراهيم الرفاعى صائما و عند أسوار مطار فايد ضربت دبابة إسرائيلية عربته بمدفعها و تمكنت باقي المجموعة من تدمير هذه الدبابة ثم حملوا إبراهيم الرفاعي لمستشفى الجلاء العسكري في الإسماعيلية و عندما أراد الأطباء إدخاله غرفة العمليات قال إبراهيم الرفاعي لجنوده الذين كانوا يحيطون به : دخلوا ابوكم فدخلوا معه غرفة العمليات و لكن الأطباء أخرجوهم
عندما وصل الخبر للرئيس السادات أمر بنقله إلى مستشفى المعادي العسكري و لكن كان البطل العظيم العميد إبراهيم الرفاعي قد أستشهد
مات إبراهيم الرفاعي بالطريقة التي تليق به فهو يستحق أن يموت شهيدا صائما
عندما علم الإسرائيليين الذين كانوا يرصدون الجوائز لقتله أو أسره عندما علموا أنهم قتلوه بالصدفة ضربوا في هذه الليلة قذائف إنارة من مدافع الهاون احتفالا بقتله
رحمة الله على البطل الشهيد العظيم إبراهيم الرفاعي و أسكنه مع النبيين و الصديقين و الشهداء
كيف لا يطلق إسم شخص قام بكل هذه البطولات على شارع رئيسي واحد في حين أطلق إسم شخص تاريخه بلا إنجاز واحد و سمعته لا يختلف أحد على سوئها مثل صلاح سالم على كل هذه الشوارع الرئيسية
المصادر
١ - الشهيد - صفحات من ذاكرة العسكرية المصرية - منال نور الدين - ص٧٤
٢ - الكبرياء - أيام سعد الدين الشاذلي - سمير الجمل - ص٢٤٢
٣ - صفحات الشرف العسكرى - اشرف احمد ابراهيم - ص٦٥
٤ - حقيقة الثغرة في الدفرسوار - رواية الحرب من غرفة العمليات - مرسي عطا الله - ص٣٤
٥ - إعلام الحرب بين الحقيقة و التضليل - حرب أكتوبر - سالي عاطف فتح الله - ص٢٢٦
٦ - العسكرية المصرية فوق سيناء - حمدي لطفي - ص٣١٧
٧ - السادات سيرة و مسيرة - محمد رسدي بركات - ص٨٥