مما لا شك فيه أن للألوان خاصة ألوان الطبيعة من حولنا بالغ التأثير على حالتنا النفسية والمزاجية، وكما أن الطبيعة فيها من النباتات الطبيعة ما يعد علاج لكثير من الحالات المرضية التي تصيب الأبدان، فأنها كذلك بجمالها الأخاذ وألوانها البديعة التي تدل على جميل صنع الخالق تعد علاجا لكثير من الأمراض والعوارض النفسية والتي بدورها تؤثر على الأمراض والعوارض البدنية.
ما هو العلاج بالألوان؟
لاشك أن العلاج بالألوان ليس خرافة أو مبالغة فلكل شيء في الكون طاقة وهذا النوع من العلاج يهدف إلى استعادة التوازن الطاقي والاستشفاء بالطاقة المنبعثة من الألوان. فالألوان لها طاقة مشعة تولد نبضات كهربائية وتيارات مغناطيسية تنشط العمليات الكيميائية والهرمونية في جسم الإنسان أو تهدئها.
تأثير الألوان على الحالة المزاجية:
ولا شك أنه هناك أثر تحسه وتلاحظه في حالتك المزاجية بشكل فوري أحيانا عند النظر في ألوان السماء الزرقاء الصافية أو البحر أو الغابات الخضراء لاستمداد طاقة شفائية منها تساعد في التخلص من المشاكل والأمراض النفسية مثل القلق والتوتر والاكتئاب والصدمات، وكذلك انتقاء ألوان الملابس التي تساهم في تحسن الحالة المزاجية.
تأثير الألوان على الصحة النفسية:
للألوان خصائص نفسية عديدة فمثلا نجد أن:
- اللون الأبيض يترك في النفس شعورا بالنقاء والسلام والراحة, كما أن هذا اللون قد يكون الخيار الأفضل لمصممي الديكورات في المنازل أو المقاهي أو المكاتب, حين يكون الغرض من التصميم إضفاء لمسة تشعر المتواجدين بشعور بالراحة والرحابة والسعة في المكان.
- في حين أن اللون الأزرق يبعث على الشعور بالهدوء والاسترخاء والثقة التي قد تصل إلى مرحلة البرود.
- أما اللون الأحمر فقد يرمز أو يدل على حالة الخطر أو التهديد، كما قد نلاحظ كثيرا أن بعض الأشخاص عندما ينزف دما أحمر اللون يشعر بالذعر مباشرة خاصة إذا كان لا يعلم سببه.
و على النقيض تماما فهو يعد من ألوان الإثارة والحماس عند البعض الأخر, فهو يرمز للحب والمشاعر الملتهبة. فالهدايا ذات اللون الأحمر تأثير كبير في تأجيج المشاعر بين الأحبة وتعميق مشاعر الحب بينهم.
كما أن للون الأحمر في دول مثل إسبانيا يستخدم في رياضة مصارعة الثيران لإثارة الثور ودفعه إلى الركض مسرعا باتجاه قطعة القماش ذات اللون الأحمر التي بيد مصارع الثيران.
كما أن البعض قد يلجأ للحصول على الشعور بالنشاط والحماس لارتداء ملابس صفراء اللون أو برتقالية. أو تصميم المباني بتصميمات زجاجية تسمح بدخول أشعة الشمس على المكان والتي تبعث على الشعور بالحياة والنشاط ولا شك أن ضوء الشمس له تأثير كبير في علاج الاضطرابات والمشاكل النفسية, لأن التعرض له يزيد إفراز هرمون الميلاتونين في الجسم وهذا الهرمون يؤثر على الحالة النفسية للإنسان.
تجربة سباق الألوان العالمي كدليل على تأثير الألوان على الصحة النفسية والمزاجية والشعور بالفرح والسعادة
تتسابق العديد من الدول للمشاركة في هذه الفاعلية السنوية التي يحضروها ملايين الأشخاص من حول العالم ليقوموا بممارسة البهجة والسعادة ليس فقط عن طريق الرياضة فحسب "الركض" لكن باستخدام الألوان أيضا أثناء ممارستهم رياضة المشي أو الركض, حيث يقوم المشاركون بالتراشق بالألوان أثناء الركض ما يضفي على السباق المزيد من المرح والبهجة, ويشعر بعده المتسابقون بالراحة والسعادة نتيجة تأثير استخدام الألوان أثناء السباق على مزاجهم العام.
ولا شك أنه توجد فعاليات عديدة تعتمد على رياضة المشي أو الركض فقط وهي لا شك أنها مفيدة لتحسين المزاج والحالة النفسية, لكن استخدام الألوان في السباق يزيد من المتعة والبهجة والشعور بالسعادة خلاف السباقات العادية, وهذا ما يفسره الإقبال المتزايد على مثل هذه الفعاليات حول العالم.
المراجع:
1- مقال بعنوان " معلومات عامة عن العلاج بالألوان" – موقع ويب طب.
2- مقال بعنوان "العلاج بالألوان والضوء" – مقال منشور على صفحة سكاي نيوز عربية بتاريخ 21-2-2022م.
khawla Al Hafiz
مستشارة وكاتبة حرةمهتمة بنشر الثقافة القانونية بأسلوب بسيط، مهتمة بالوعي النفسي واكتساب مهارات الحياة الضرورية، مهتمة بالمعارف المرتبطة بتكوين العلاقات الصحية.