اكتشف أسرار متحف النماص الأثري: دليل شامل للزوار - المملكة العربية السعودية
عند الحديث عن متحف النماص أو قصر النماص للتراث فإنك تشير بالبنان إلى العراقةِ والأصالة، التجسيد الحقيقي للتاريخ العريق الذي عاصرته منطقة عسير في جنوب غرب السعودية، فإن من يجوب في أرجاء هذا المتحف سيخرج منه بحر زاخر من المعلومات التاريخية حول المنطقة، ليس ذلك فحسب! بل أنه يقف ويمعن النظر بقطعٍ تاريخية بمنتهى العظمة والجمال تؤكد أن التاريخ الماضي مصدر فخرٍ واعتزاز.
قصر النماص للتراث
متحف النماص الأثري من المباني الأثرية والتقليدية القديمة تتوافد إليها جحافل الزوّار من مختلف أرجاء البلاد للاطلاع على التاريخ العريق للمنطقة، الذي يروي تفاصيلًا عاشها الإنسان في هذه الرقعة خلال 250 سنة انقضت، في الواقع إن التجوال في هذا القصر التاريخي فرصة مميزة للتعرف على التراث والعادات والتقاليد السائدة في المنطقة، إذ يشاهد الزائر الملابس التقليدية وكل ما يستخدم من أدوات منزلية وزراعية وأسلحة مختلفة في تلك الفترة.
ما يثير انتباه الزائر إلى قصر النماص للتراث تلك النقوش الإسلامية العريقة العتيقة التي تزخرف الأسلحة والبنادق والصخور بطريقة مذهلة، لتمضي طريقك نحو بئر المياه القابع على بعد خطواتٍ قليلة لتقف وتشهد عظمة الطريقة المستخدمة في الفترات التاريخية القديمة باستخراج المياه، وبالطبع لا يقف الأمر هنا؛ فإنك أمام 4 طوابق واسعة جدًا تستعرض كل التفاصيل الذهبية.
محتويات متحف النماص الأثري
يتموضع متحف النماص للتراث في ربوع الحي القديم في منطقة عسير، ويجوب فيه الزوّار أربعة طوابق واسعة تستعرض في ثنايا كل طابق نمط ومحتوى معين للوقوف على أدق تفاصيل الحياة القديمة هناك، ومن أبرز محتويات قصر النماص الأثري:
محتويات قاعة الأدوات الزراعية
عند دخولك إلى الطابق الأول ستصادف أي أداة زراعية استخدمها أهالي عسير على مر التاريخ، حيث يتضمن هذا الطابق 3 قاعات كاملة لاستعراضها بدءًا من أدوات الحراثة التي كانت رائجة (المقرنة، القدوم، الشبنة، الشرفاء، القتبان، المينب)، ولن تمضي دون التعرف على الأدوات المذهلة التي استخدموها في استخراج الماء من الآبار للتسهيل قدر الإمكان منها الغرب، الدراية، العجلة وغيرها.
أما بالنسبة لللأدوات المستخدمة في موسم الحصاد؛ فإنك ستشاهد في أرجاء متحف النماص للتراث شيء مختلف تمامًا مثل المحش، الشريم، وأيضًا كل ما يحتاج إليه المزارع في نقل المحاصيل الزراعية إلى مكانها مثل الزنبيل، الشبك، القتبان، الحصيرة وغيرها،
كما كانت النساء تحرص كل الحرص على استخدام أدوات تنقية الحبوب وتصفيتها بأدواتٍ مخصصة مثل الغربال، الدويس، الميمة، التنكة وغيرها، كما تستخدم من قبل الفلاحين الذين يحضرون الحبوب بعد تنقيتها وتصفيتها استعدادًا لنقلها بواسطة أدوات تخزين متخصصة منها الميعان، العيبة.
محتويات قاعة الأدوات المنزلية
الكثير منا يهيم عشقًا بالوقوف على مقارنةٍ بين تفاصيل الحياة المنزلية القديمة البسيطة والحياة الحالية المفعمة بالرفاهية، فإن وصولك إلى قاعة الأدوات المنزلية في متحف النماص للتراث سيكون كتابًا بحد ذاته لتعرف أعماق الحياة المنزلية التي كانت تمارسها النساء باستخدامهن هذه الأدوات
حيث ستكون نساء العصر الحالي بدهشةٍ بأن الأدوات المنزلية في تلك الحقبة مصنوعة تمامًا من الفخار، الطين، النحاس، كما استخدمت أدوات حفرت وصممت من حجر الصوان كما هو الرحى، أما بالنسبة للنار المخصصة للطبخ فإنك ستكون أمام المركب، التنور، الميرفة، المشوفة والمحماس والملقاط وغيرها الكثير، كما أن أدوات حفظ الطعام والقهوة متاحة لتشاهدها ببساطتها، من الرائع أن أدوات حفظ الماء والألبان ومشتقاتها حاضرة أيضًا لتكشف عن مدى جودة الحياة ودقتها في عسير في السنوات الماضية.
استكمالًا للحديث عن قاعة الأدوات المنزلية في متحف النماص؛ فإنك ستقرع أبواب القاعة الثانية استئذانًا للدخول للاطلاع على أدوات المجلس الشعبي المميزة والتي تتضمن الدلال، المساند، الصلل، المصافي، اللمة، المراكي، الجاعد وغيرها، وأيضًا أدوات غرفة النوم من خصف، سحارية، مكحلة، مكواة الجمر للملابس وغيرها الكثير مما سيثير ذهولك وجمال وبساطة الحياة.
قاعة الأسلحة في قصر النماص الأثري
في أرجاء قاعة الأسلحة تقف حشود الزوّار مذهولة أمام عظمة الأسلحة المعروضة من الطراز العربي والأجنبي، فإن الزائر سيعرف مدى قدرة السعودي العربي على صناعة الأسلحة ومدى حاجته لاقتنائها في ظل ظروف الحياة القاسية التي كان يعيشها، مثل الجنابي، الخناجر، الصفوف، المحازم، الدروع وغيرها، كما سترى في الأرجاء ما يعرف باسم الفتيل العربية، المحدش، المعشر، ليس ذلك فحسب؛ بل أن عدة أنماط وأنواع من المسدسات والبارود والرصاص المرصوفةِ في كل زاويةٍ ستؤكد شجاعة المقيم هناك، ولم يتنازل السعودي في عسير عن الزي الرسمي لكل مناسبة؛ سواء ملابس الرجال في الحرب أو الأعياد وغيرها، ليكون المحزم، الدرع الحديدي والطاسة جزء لا يتجزأ من ردائه.
قاعة الملابس النسائية
بوجه خاص فإن هذه القاعة جميلة جدًا حيث تكشف عن مدى اهتمام المرأة بنفسها رغم بساطة الحياة جدًا، فإنها مليئة بالتفاصيل اليومية لما ترتديه المرأة يوميًا مثل مكلف وثوب عسيري، ومن ملابس الاحتفالات والأعراس الشيال، المعاضد، الأساور، محزم الفضة وغيرها الكثير من الأدوات الفارهة.
حقًا متحف النماص للتراث يستحق الزيارة للاستمتاع بعبق التاريخ السعودي العريق المرتبط بمنطقة عسير الأصيلة.
مواعيد عمل متحف النماص الأثري
يفتح متحف النماص الأثري أبوابه أمام الزوار والسياح من السعودية وخارجها يوميًا من الساعة 7:30 صباحًا وحتى الساعة 3:30 مساءًا، حيث تعتبر فرصة لا تعوض للتجوّل بين الأرجاء والاستمتاع بكل تفاصيل المتحف.
أنشطة في متحف النماص الأثري
يعتقد الزائر بأنه لن يقوم بأي شيء سوى التجوال في أدوار وقاعات المتحف فقط، رغم أنها فكرة مذهلة إلا أن هناك العديد من الأنشطة التي يمكنك القيام بها خلال تواجدك في المكان، من أهم هذه الأنشطة بعد الانتهاء من زيارة المتحف:
زيارة منتزه النماص
يبعد منتزه النماص عن المتحف نحو 2.6 كم فقط، حيث يسارع الزوار إليه للوقوف على إطلالةٍ مميزة من أعالي الجبال لإلقاء نظرة ثاقبة وعميقة على الآفاق وأبعد الأماكن، كما يتاح في المنتزه العديد من المرافق التي توفر لهم الراحة، كما أنك أمام فرصة للجلوس في أماكن مريحة وممشى والكثير من المرافق المناسبة للعائلات وأطفالهم.
زيارة قرية المقر السياحية
أما عن قرية المقر السياحية فإن الأقلام تجف مهما وُصِف جمالها بفضل موقعها في أعالي جبال السروات الشامخة في رحاب منطقة عسير، فإن وصولك إلى هناك يخبرك بأنك الآن على علو 2400 متر فوق مستوى سطح البحر، لتجوب أرجاء المنطقة وتزور القصر الأندلسي أو القصر الملكي لتقف محدقًا أمام العبق الإسلامي في التاريخ وإمعان النظر بالزخارف الإسلامية والقباب المصممة بطريقة مذهلة.
ختامًا، فإن زيارة متحف النماص الأثري والتجوال في المنطقة المحيطة من أجمل الرحلات التي تغذي مكتبة المعلومات التاريخية في أعماقك، وتجعلك أكثر علمًا واطلاعًا على التفاصيل التي كنت حقًا تحتاج إليها حول تلك الفترة من تاريخ عسير العريق.
المراجع
إيمان الحياري
كاتبة محتوى تقني ومنوعكاتبة محتوى إبداعي واحترافي أشغف في إثراء المحتوى العربي، هدفي إفادة الشباب العربي بالمعلومات المستوحاة من مصادرها الموثوقة وتقديمها بأبسط ما يمكن لتكون متوفرة فور البحث عنه.
تصفح صفحة الكاتب