إيجابيات وسلبيات الذكاء الاصطناعي في التعليم

saad aya
كاتب ومحرر
نشرت:
وقت القراءة: دقائق

يشهد التعليم الحالي في العالم عموما وفي العالم العربي خصوصا استخدامًا متزايدًا لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في تحسين عملية التعلم وتوفير تجارب تعليمية مبتكرة، مثل استخدام الروبوتات والتطبيقات التفاعلية ونظم التعلم الذكي، ورغم ذلك لا يخلو أي مبتكر تكنولوجي ـ رغم مزاياه التي جُعِلَ لها ـ من سلبيات قد تؤثر على حياتنا بشكل غير متوَقَّع، فما هي إيجابيات وسلبيات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية بِرُمَّتِها؟

في هذا المقال سنحاول معرفة أهم الإيجابيات والسلبيات التي ظهرت وربما ستظهر في قطاع التربية والتعليم لأجل العمل بهذه الإيجابيات وتعزيزها، ومحاولة تجنب السلبيات التي تؤثر على طلابنا ومؤسساتنا ما أمكن.

الذكاء الاصطناعي في التعليمالذكاء الاصطناعي في التعليم

أولاـ تعريف الذكاء الاصطناعي في التعليم:

الذكاء الاصطناعي في التعليم هو استخدام التكنولوجيا والبرمجة لتعزيز تجربة التعلم وتحسين جودة التعليم من خلال تطبيق أساليب وأدوات الذكاء الاصطناعي التي تمكن الأنظمة الحاسوبية من تحليل البيانات التعليمية واتخاذ قرارات مستنيرة.

تحسين جودة التعليم من خلال تطبيق أساليب وأدوات الذكاء الاصطناعيتحسين جودة التعليم من خلال تطبيق أساليب وأدوات الذكاء الاصطناعي

ثانيا ـ أهمية الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة التعليم:


اقرأ ايضا

    تعزيز تجربة التعلم بواسطة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تساهم في تحسين جودة التعليم وتعزز قدرة الطلاب على تحقيق تفوق أكاديمي عالٍ وتطوير مهاراتهم العقلية والاجتماعية. ومن أمثلة تطبيقات ناجحة للذكاء الاصطناعي في مجال التعليم: قد تتضمن نظامًا ذكيًا يُقَيِّم أداء الطلاب ويوفر توجيهات تحسينية، وأنظمة تحليل بيانات لتحديد احتياجات الطلاب، وتوفير تعليم متخصص بناءً على المستوى الفردي ومهارات كل طالب...إلخ.

    تعزيز تجربة التعلم بواسطة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعيتعزيز تجربة التعلم بواسطة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

    ثالثا ـ إيجابيات الذكاء الاصطناعي في التعليم:

    الإيجابيات التي رصدت للذكاء الاصطناعي في الجانب التعليمي والمتوقعة كثيرة، لكن نذكر أهمها:

    1ـ تعزيز تجربة التعلم بواسطة التكنولوجيا:

    تعزيز تجربة التعلم بواسطة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهم في:

    ـ تعزيز تفاعل الطلاب مع المواد التعليمية وزيادة مشاركتهم واستيعابهم للمعلومات.

    ـ استخدام الوسائط المتعددة والتفاعلية يجعل الدروس أكثر متعة وشيقة وتجذب اهتمام الطلاب.

    ـ استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في توفير مصادر تعليمية إضافية ومنصات تواصل لتحقيق تفاعلات طلابية مثل المناقشات الجماعية والتعاون على المشاريع.

    2ـ تحسين تخصيص المناهج التعليمية وفقًا لاحتياجات كل طالب:

    تحسين تخصيص المناهج التعليمية وفقًا لاحتياجات كل طالب يعد أحد الفوائد الهامة للاستخدام الذكي للذكاء الاصطناعي في التعليم، كما تعمل التقنيات الذكية على تحليل استجابات الطلاب وتوفير محتوى ملائم ومتنوع يلبي احتياجاتهم التعليمية الفردية.

    3ـ التعلم الفعال من حيث التكلفة:

    رغم أن بعض الدول العربية ما زالت تعتمد التعليم المجاني، وأن وزارات التعليم فيها تتحمل جميع التكاليف التعليمية إلا أن الذكاء الاصطناعي في التعليم ـ عموما ـ يؤدي إلى تقليل تكلفة التعليم من منظور المؤسسة التعليمية وبشكل كبير جدًا إذا تم استخدامه لإمكاناته.

    ثم أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أتمتة عدد من المهام المخصصة للإدارة والمعلمين وتكنولوجيا المعلومات. على سبيل المثال: يمكن للذكاء الاصطناعي تولي المهام اليومية مثل الدرجات والجدولة وإدارة البيانات وحتى التدريس.

    ومع وجود الذكاء الاصطناعي في التعليم يمكن ـ أيضا ـ للمؤسسات التعليمية توفير الميزانية عن طريق تقليص الموارد المطلوبة للعمل بكفاءة، وبالتالي زيادة الفعالية من حيث التكلفة.

    4ـ التقييم والتحسين المستمر على المدى الطويل:

    من إيجابيات الذكاء الاصطناعي التقييم والتحسين المستمر بحيث:

    ـ يمكن لأدوات تكنولوجيا التعليم (EdTech) المدعومة بالذكاء الاصطناعي جمع بيانات وتحليلها وتقديم التقارير للمعلمين حول نتائج تعلم الطلاب وأنماط سلوكهم.

    ـ باستخدام التحليلات التنبؤية، يمكن للذكاء الاصطناعي تزويد المعلمين برؤى قيمة من التنبؤ بالأداء المستقبلي، وتوفير التدخلات الشخصية، والتعرف المبكر على الطلاب المعرضين للخطر، وتحسين الاستراتيجيات التعليمية.

    ـ كما يمكن أن تمكن هذه المعلومات المفيدة المعلمين من الحصول على تقييم أكثر تعمقًا في فهم نقاط القوة والضعف لدى طلابهم في الفصل الدراسي.

    ـ بالإضافة إلى ذلك يمكن للمدرسين الحصول على فرصة لنقل استراتيجيات التدريس الخاصة بهم إلى المستوى التالي وتقديم أفضل الخبرات التعليمية لطلابهم.

    5ـ التقليل من الأخطاء والمخاطر التعليمية:

    كثيرا ما يصدر عن المعلمين والإداريين أخطاء تعليمية أو تقنية قد تؤدي بمصير بعض المتعلمين، لكن الذكاء الاصطناعي إذا أستغل بشكل صحيح فلن يرتكب نفس الأخطاء. فضلا على أنه يمكن أن ينوب الجهود البشرية بإدارة المخاطر في المؤسسات التعليمية وتقييمها وتقديم الحلول المناسبة لها، مثل المخاطر الإلكترونية (كالهجمات الإلكترونية التي تخترق أمنها السيبراني وسرقة أهم البيانات)، والمخاطر التمويلية (كالمخاطر التي يمكن أن تتعرض لها المؤسسات التعليمية الحكومية وتوفير التمويل من خلال تخطيط الميزانية المناسب لها) ...إلخ.

    تعزيز تفاعل الطلاب مع المواد التعليمية واستيعابهم للمعلوماتتعزيز تفاعل الطلاب مع المواد التعليمية واستيعابهم للمعلومات

    رابعا ـ سلبيات الذكاء الاصطناعي في التعليم:

    لاشك أن مزايا الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية غير محدودة وكلما مَرَّ الوقت وتكاثفت التجارب كلما ظهرت للعيان مزايا أكثر، لكن رغم ذلك لا يخلو استعمال هذه التكنولوجيا الحديثة من نقائص وسلبيات واقعة ومتوقعة نذكر من بينها:

    1ـ تأثير الذكاء الاصطناعي على الاتصال الإنساني في الصفوف:

    تأثير الذكاء الاصطناعي على الاتصال الإنساني في الصفوف قد يكون سلبيًا، حيث يمكن أن يؤثر على التفاعل الشخصي بين المعلم والطلاب ويقلل من التواصل الحقيقي في الصف. ولقد أثبت بعض الخبراء في الدراسات الحديثة أن الاعتماد المفرط على التكنولوجيا يمكن أن يتسبب في «انخفاض قيمة» الاتصال البشري ويؤدي إلى تضاؤل المصداقية.

    2ـ تهديد الأمن الوظيفي للمعلم:

    يأتي في المرتبة الأولى التهديدات التي يتعرض لها الأمن الوظيفي للمعلمين، ومن المثير للقلق أن التقدم واعتماد الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤثر على الحاجة إلى أدوار وظيفية معينة في التعليم، والطريقة التي يستمر بها الذكاء الاصطناعي في أتمتة المزيد من جوانب العملية التعليمية، قد يكون هناك عدد أقل من الطلبات على المعلمين البشريين، مما قد يؤدي إلى تحسين الإنتاجية وفقدان الوظائف المحتملة.

    3ـ تجربة التعلم منزوعة الإنسانية:

    أحد أكبر عيوب الذكاء الاصطناعي في التعليم هو أنه يمكن أن يجرّد تجربة التعلم من إنسانيتها، فمع إنشاء خوارزميات الذكاء الاصطناعي للمحتوى وتحديد إيقاع الدروس، قد يفوت على الطلاب النهج الدقيق الذي يمكن للمدرس البشري تقديمه.

    بالإضافة إلى ذلك يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي أن تديم التحيز؛ مما يعني أنها قد تفشل في توفير منهج شامل ومتنوع مصمم لتلبية احتياجات كل طالب.

    4ـ مكلف للمعلمين والمدارس معا:

    عيب آخر للذكاء الاصطناعي في التعليم هو أنه يمكن أن يكون مكلفًا للمعلمين والمدارس، فليست كل المدارس والمؤسسات التعليمية لديها ميزانية مخصصة للاستثمار في أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى أن تكلفة التطبيق الشامل للذكاء الاصطناعي في المدارس قد تكون كبيرة جدًا في هذا الوقت، وإذا كان المعلم هو الشخص الذي يتحمل التكلفة، فقد يكون ذلك مكلفًا ويصعب الحفاظ عليه.

    الاعتماد على التكنولوجيا:

    مع تزايد اعتماد المدارس على الحلول التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، هناك خطر أن يصبح المعلمون والطلاب معتمدين بشكل كبير على التكنولوجيا، وعلى المدى الطويل يمكن أن يؤدي هذا الاعتماد إلى إهمال طرق التدريس التقليدية الهامة وتطوير التفكير النقدي ومهارات حل المشكلات.

    خطر الاعتماد على التكنولوجيا بشكل كلي خطر الاعتماد على التكنولوجيا بشكل كلي

    خامسا ـ توجيهات للمستقبل في تكامل الذكاء الاصطناعي في التعليم:

    لتجنب السلبيات الناجمة عن تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في التعليم ننصح بالتوجيهات التالية:

    1ـ تعزيز تطوير التكنولوجيا التعليمية لتحسين تجربة التعلم للطلاب.

    2ـ تطوير المزيد من التطبيقات والأدوات التعليمية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل فعال.

    3ـ تحسين تدريب وتأهيل المعلمين لاستخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بشكل أفضل.

    4ـ تعزيز التكامل بين الذكاء الاصطناعي والتعلم الشخصي لتقديم تعليم مخصص لكل طالب.

    5ـ مواصلة البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في التعليم.

    تدريب وتأهيل المعلمين والمتعلمين لاستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أفضل.تدريب وتأهيل المعلمين والمتعلمين لاستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أفضل.

    وأخيرا رغم أن إيجابيات وسلبيات استعمال الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية كثيرة ومتداخلة وقد يصعب في البداية ادراكها وتمييزها، لكن هل هذا يدفع المدرس أن يمنع نفسه وطلابه من استخدامه؟ طبعا لا. فعالمنا اليوم في تطور مستمر ومتسارع، ونحن بحاجة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في الأغراض التعليمية لأن منافعه أكثر من ضرره، لذلك ينبغي عدم التأخر في اعتماده في التعليم بشكل كبير على غرار القطاعات الأخرى، لكن فقط علينا استخدامه بشكل معتدل، وتوجيه طلابنا بعدم الاعتماد عليه بشكل كامل بل ينبغي أن يثقوا في خبراتهم ومهاراتهم بشكل أساسي لتحسين أداءاتهم وتعزيز نجاحاتهم.

    المراجع:

    1ـ https://aawsat.com/home/article/4295266/

    https://www.classpoint.io/blog/ar

    3ـ https://bakkah.com/ar/knowledge-center/

    saad aya

    saad aya

    كاتب ومحرر

    الدكتور سعد عي بن مسعود من مواليد 01/04/1965 من الجزائر ، حاصل على دكتوراه LMD تخصص دعوة وثقافة إسلامية ، مؤلف كتاب : "جهود العلامة فريد الأنصاري في تجديد الفكر الإسلامي المعاصر " نشر دار الكلمة المصرية، سنة 2022م. كاتب عدة مقالات نشرت في مجلات عربية علمية محكمة . أشتغل الآن أستاذ التعليم الثانوي مادة العلوم الإسلامية .

    تصفح صفحة الكاتب

    اقرأ ايضاّ