إسماعيل ياسين و رحلة الفن و الشهرة

البداية
إسماعيل يس اتولد في بحيرة قارون سنة ١٩١٤، وسط عيلة بسيطة بتعاشر الفلاحين والبحارة. أيام صغره كان دايمًا بيقلد أصحابه وأفراد العيلة، والضحك كان بيملأ البيت من أول ما يصحى لحد ما ينام.وما بين نوبات الضحك دي، كان البيت كله بيشجعه على المسرحيات المدرسية في المدرسة الابتدائية والمتوسطة. أساتذته لاحظوا خفة دمه وحبه للضحك، وكانوا دايمًا بيكرموه بأدوار بسيطة على خشبة المسرح.
بداية المشوار الفني
بعد ما خلص دراسته الثانوية، إسماعيل حب يجرب حظه بعيد عن القرية، وسافر للقاهرة في آخر الثلاثينات. هناك اتعرف على مجموعة من موظفي الإذاعة والتمثيل، وكان أول ظهور رسمي ليه على مسرحية إذاعية صغيرة.الفرصة الحقيقية جات بعد ما شاهده المخرج نيازي مصطفى في عرض كوميدي، وقرر يدخلّه عالم السينما. وقتها كان السوق السينمائي محتاج وجوه جديدة،
الاسلوب الكوميدي الفريد

إسماعيل يس ماكنش بس بيضحك الناس بحركاته الجسدية، لكن كمان بصوته العالي وطريقته في تمطيط الجمل. الكوميديا عنده كانت مبنية على السذاجة المدروسة، اللي بتخلي شخصية “الغباء الظريف” بتاعته محبوبة ومقبولة.غير كده، كان بيعتمد على التمثيل الصامت والميمات الواضحة، وبيجمّلها بملامح وشه المعبرة. بفضل الأسلوب ده، قدر يتوافق مع جميع فئات الجمهور: من كبار السن للأطفال، ومن الطبقة العاملة لحد النخبة المثقفة
اهم أفلامه فى الخمسينات و الستينات
الأفلام اللي صنعت اسم إسماعيل يس كتير، وفيما يلي باقة من أهمها:يوم لابيك ويوم عليك (١٩٥٤): تجربة كوميدية ربطت بين الرغاء الاجتماعي والساخرة الشعبية.
الزوجة ١٨ (١٩٥٧): اتكلم فيها عن أزمة الشباب في اختيار الشريك بلمسة فكاهية راقية.
ألو … ألو شلبي (١٩٥٩): الدور ده أثبت إنه بيقدر يدخل الشخصية في قلب المشاهد من غير مجهود.
مطاردة غرامية (١٩٦٠): فيلم رومانسية كوميدي ضحك فيه على تقاليد المجتمع القديم.
البيجاما الذهبية (١٩٦٩): واحد من أشهر أعماله اللي لسه الناس بتتفرج عليه لحد النهاردة.
كل فيلم من دول كان بيحمل رسائل اجتماعية تحت طبقة الضحك، وده اللي فرق إسماعيل عن غيره من الكوميديين في جيله.
تعاوناته الشهيرة

إسماعيل يس ماكنش يمثّل لوحده، كان دايمًا جنبه نجوم كبار زيه. مع فاتن حمامة قدم أدوار رومانسية في بعض الأفلام، ومع عبد الفتاح القصّاب شارك في إبداعات كوميدية قنّنت لغة جديدة للضحك.غير كده، اتعامل مع كبار المخرجين زي حسن الإمام وأحمد ضياء الدين، واتفق معهم على نصوص بتبرز أسلوبه وتقدر تستغل مرونته الدرامية. وبالشراكة دي، اتولد مزيج كوميدي وساخر يقدر ينقل النقد الاجتماعي بشكل لطيف.
مراحل نجاحه و تطوره المهني
في أول رحلة سينمائية، نجم وحيد يقدّر يضحك الناس من خلال بعض الإفيهات والكادرات البسيطة. مع الوقت قرر يدخل تجارب جديدة ويحاول يجسد شخصيات “التاجر الطماع” أو “الملاّك المسرح”.دي الخطوة خلت الجمهور يشوفه مش بس ضحوك، لكنه ممثل قادر يترجم مواقف معقدة بكوميديا خفيفة. ومع الأفلام الدرامية الضاحكة، اتأكد إن جمهوره هيخليه بيتي مجدّد بغض النظر عن نوع الفيلم.
حياته الشخصية بعيدا عن الكاميرا

خلال مشواره الطويل، عانى إسماعيل يس من عدد من الزيجات الفاشلة قبل ما يستقر في آخر حياته. كان دايمًا بيتحدّث عن أسرار الفرح والحزن في الزواج في لقاءاته الصحفية بالطريقة الساخرة اللي بيعشقها.علاش الظروف قست عليه؟ يمكن ضغوط الشهرة أو اختلاف الطباع، لكن كان واضح إنه بيحافظ على هدوءه بعيد عن الأضواء. وأصحابه المقربين كانوا دايمًا بيحكوا إنه كان بيميل للانعزال والتأمل وقت الراحة.
أزماته الصحية و نهاية المشوار
أواخر الستينات بدأت صحته تتدهور بسبب مشاكل القلب وارتفاع الضغط. الحكمة اللي اتعلمها الجمهور إنه حتى ملك الكوميديا بشر، وبيحتاج يعيد حساباته مع الجسم اللي بيعيشه فيه.سنة ١٩٧٢ نزل المستشفى واستمر العلاج، ورغم محاولاته للرجوع للشاشة رجع وهو منهك. وبعد معاناة طويلة، توفي في القاهرة سنة 1972 تاركًا وراه إرث كبير في تاريخ الفن المصري.
الإرث و التأثير على السينما المصرية
لحد النهاردة، أسلوب إسماعيل يس في التمثيل بيكون مصدر إلهام لفنانين كتير. المواهب الجديدة بتحاول تلاقي “المونولج” الساخر أو “الميم” البسيط اللي يستخدمه إسماعيل.حتى في برامج المهرجانات والاحتفالات الإعلامية، الناس بتستدعي جملته الشهيرة “الشغل خبزي يا مرزوق” كرد تحية للجيل القديم. الإرث ده بيأكد إن صوته وضحكته هيفضلوا معانا كجزء من ذاكرتنا الثقافية.

مواقف وطرائف لا تنسي
مرة إسماعيل كان بيصور مشهد مميز، وانقطع السخان في الاستوديو. بدل ما يبطل، قرر يدخل الكوميديا في الموقف، وقال للجميع “يا جماعة إحنا هنخرج في بنطلون مبلول ولا إيه؟” وضحكت الدنيا كلها ومكملوش التصوير إلا بالضحك.في مرة تانية، سألته مراسلة عن رأيه في الأفلام الملونة وجاوبها: “لو الفيلم حلو والديكور عاجبنا، أي لون بيناسب الضحكة.” الجواب البسيط ده بينقل حسه بالمزاج العام أكتر من أي تحليل فني.
خاتمة
إسماعيل يس مش مجرد اسم على شريط سينما قديم، ده رمز فرح وبهجة تعبّر عن روح مجتمع كامل. أسلوبه الكوميدي اتطوّر معاه ومع ظروف الزمن، لكنه فضل دايمًا أقدر يضحكنا وينقلنا لوحة من الضحك النظيف.لما نتفرج على أفلامه دلوقتي، بنلاقي الراحة اللي بنحتاجها في زحمة اليوم. في كل ثانية ضحكة وردّ فعل، إحنا بنشكر إسماعيل يس إنه علّمنا إن الضحك ممكن يكون دواء للنفس وتذكرة إن الحياة محتاجة ضحكة على قدها.

الكاتب المبدع طارق عاطف
كاتب فني و ابداعياحب القراءة و كتابة المقالات الفنية و الرياضيه و الصحية و أيضاً الطهي و احب أيضاً متابعة مباريات الفنون القتالية و اخبار المصارعة الحرة كما أني أعمل في مجال الانترنت و تكنولوجيا الحاسبات و المعلومات