إتقان فن التوازن بين العمل والحياة: 7 استراتيجيات مثبتة لتخفيف توتر العمل

إيمان الحياري
كاتبة محتوى تقني ومنوع
نشرت:
وقت القراءة: دقائق

يبدو أن العصر الراهن لن يرأف بحالنا إطلاقًا؛ إذ لم يكتفِ بأن يأتي إلينا بالسرعة فحسب؛ بل حمل إلينا المزيد من الضغوطات والمتطلبات التي تحتاج منا جهدًا جبارًا للموازنة بينها، فإنه من المتعارف عليه أنها من المهام الشاقة جدًا!

في الحقيقة إن تحقيق التوازن بين العمل والحياة من المهام الصعبة نسبيًا؛ إلا أنها تعد من الضروريات الواجب تحقيقها لضمان الرفاهية للموظفين؛ فأنت بحاجة ماسة إلى إنهاء التوتر وضمان سيادة الصحة النفسية والبدنية بأعلى مستوياتها، بناءً عليه يتطلب الأمر ضرورة ملحة تنفيذ التدريب والتأهيل إزاء العملية وكيفية تحقيقها على أكمل وجه.

في الواقع إن تمكنت من ترجيح كفتيّ الميزان بين العمل والحياة؛ فإنك ستكون ناجحًا على الأغلب، بالتالي بلوغ الرفاهية المطلقة، وذلك يحتاج منك إدارة التوتر بكل احترافية وكفاءة وفاعلية.

فن التوازن بين العمل والحياة Work-life balance

إتقان فن التوازن بين العمل والحياة: 7 استراتيجيات مثبتة لتخفيف توتر العمل

التعبير الإجمالي واضح المعالم لمصطلح التوازن بين العمل والحياة بأنه التمكّن من تلبية كافة احتياجات حياتك الشخصية والمهنية على حدِ سواء دون تعدي أي منهما على الأخرى، فإن ذلك يعتبر من صفات الشخص الناجح.

النجاح الحقيقي عندما تتمكن من إعطاء حياتك الشخصية حقها بالكامل دون التهاون بالعمل مهما كلف الأمر، والعكس صحيح، كأن تحرص على إنهاء عملك كاملًا في الوقت المخصص له مع الاهتمام بالذهاب مع أطفالك إلى حديقة الحيوان لقضاء أمتع الأوقات دون ضغط أو تأفف.


اقرأ ايضا

    يمكن القول بأن فن التوازن بين العمل والحياة طريقًا إلى إدارة الضغوطات أو إدارة التوتر مثلًا، بالمجمل أن تكون مهيأ لتنفيذ الاستراتيجيات والمهارات الفعالة في ضبط انفعالاتك والسيطرة على الضغط النفسي والبدني في آن واحد، بالتالي تصبح إنسان يحظى بحياة متوازنة وسعيدة؛ إضافةً لتحقيق إنتاجية أعلى.

    استراتيجيات مثبتة لتخفيف التوتر : التوازن بين العمل والحياة

    إتقان فن التوازن بين العمل والحياة: 7 استراتيجيات مثبتة لتخفيف توتر العمل

    انطلاقًا من الأهمية الكبيرة في التوازن بين الحياة والعمل في حياة الموظف؛ فقد ظهر عدد من المهارات والاستراتيجيات الفعالة لتخفيف التوتر وإدارة الضغط، وتاليًا أهم استراتيجيات التوازن بين العمل والحياة:

    1. تحديد قائمة الأولويات والمهام

    إتقان فن التوازن بين العمل والحياة: 7 استراتيجيات مثبتة لتخفيف توتر العمل

    حتمًا جميع ما يتضمنه يومك مهم للغاية؛ إلا أن هناك بعض المهام تعتبر أكثر أهمية وأولوية من غيرها؛ لذلك يستدعي الأمر ترتيبها تبعًا لما تراه الأكثر أهمية وترتيب المهام تنازليًا.

    كما أنه خلال قيامك بخطوة تحديد المهام والأولويات من الضروري الوقوف على الالتزام بالوقت المحدد لإنهائها؛ على سبيل قد حددّت ساعة كاملة لكتابة مقالي هذا؛ فإنني سألزم نفسي في إنهائه فعليًا وإغفال الطرف عن جميع الأمور الجانبية حتى يكون الوقت خالصًا لهذا المقال فقط.

    2. رسم إطار واضح للحياة العملية والشخصية

    إتقان فن التوازن بين العمل والحياة: 7 استراتيجيات مثبتة لتخفيف توتر العمل

    أن ترسم إطارًا واضحًا ومسافة فارقة بين العمل والحياة الشخصية فرصة جيدة لتحقيق التوازن التام بينهما، فإنك بهذه الطريقة تفصل بينهما وتحد من مدى تأثير كل منهما على الآخر، بذلك قم بتحديد ساعات محددة للعمل في المنزل إن استدعى الأمر؛ لكن لا تفتح مجال للتداخل بين وقت العمل والوقت المخصص لعائلتك.

    فإن الوقت الشخصي حق لك للحصول على جرعة الاستجمام والراحة بعيدًا عن ضغوطات العمل، كما أن وقت النوم لا يمكن التعدّي عليه فإن عقلك وجسمك بمنتهى الحاجة له للحصول على راحة مطلقة؛ ما يفتح لك الأفق لإكمال المسيرة العملية التي تمضي بها.

    3. تطبيق فنون إدارة الوقت

    إتقان فن التوازن بين العمل والحياة: 7 استراتيجيات مثبتة لتخفيف توتر العمل

    يعتبر شأن إدارة الوقت أمر مهم وضروري جدًا وذلك لبلوغ أعلى مستويات التوازن بين العمل والحياة، لذلك من الضروري الانطلاق نحو استخدام الأدوات والتقنيات التي تسهّل عليك تنظيم وقتك مثل التطبيقات وكتابة المهام وغيرها.

    في الوقت الراهن جاءت التكنولوجيا بالعديد من الأدوات والتقنيات التي تسهّل عليك تنظيم وقتك وتذكرّك بالمهام الموكولة إليك في وقتها، مثل تطبيق TO-do list وتطبيق البومودورو وغيرها الكثير.

    4. التشجيع على العمل المرن

    إتقان فن التوازن بين العمل والحياة: 7 استراتيجيات مثبتة لتخفيف توتر العمل

    إن كنت صاحب عمل فإننا نوجهك لضرورة المساهمة في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية للعمال من خلال السماح بالعمل المرن، كأن تتيح الفرصة للعمل عن بعد مثلًا، قد يكون خيارًا نموذجيًا عند بعض الموظفين لحاجتهم للبقاء في المنزل أحيانًا.

    كما أن وجود فرصة للعمل المرن في حياة الموظف يسمح له تنظيم وقته وحياته بناءًا على المواعيد المتاحة له للعمل عن بعد.

    5. الحصول على أوقات راحة منتظمة

    إتقان فن التوازن بين العمل والحياة: 7 استراتيجيات مثبتة لتخفيف توتر العمل

    هل تعلم أن الموظف لديك يحتاج إلى وقت الراحة الكافي ليكون قادرًا على العمل وإتمام المهام الموكولة إليه على أكمل وجه؟! فإن الاستراحة خلال العمل بمثابة فرصة لتعظيم مستوى الطاقة والرغبة للعودة للعمل مجددًا.

    إضافةً إلى فتح المجال لهم للحصول على إجازات شخصية كافية لقضاء وقت خاص به؛ يوفر له الراحة النفسية بعيدًا عن ضغوطات العمل التي تلاحقه.

    6. توفير بيئة عمل داعمة

    إتقان فن التوازن بين العمل والحياة: 7 استراتيجيات مثبتة لتخفيف توتر العمل

    يحتاج الموظف دومًا لضمان تحقيق التوازن بين العمل والحياة إلى وجود بيئة داعمة مفعمة بالعمل الإيجابي، بحيث تفتح سبل التواصل بين أصحاب العمل والعل على تجهيز الموارد اللازمة لإدارة الإجهاد، إضافةً إلى تثمين الجهود المبذولة في العمل لتعزيز مستوى التوازن الصحي بين الحياة والعمل.

    كما أن البيئة الداعمة تولد في أعماق الموظف انتماء وولاء للعمل، ما يجعله يشغف في إنجاز الأعمال وتكون الطاقة لديه أكبر.

    7.الاهتمام بمستوى الرفاهية الشخصية

    عند توجيه الأنظار نحو ضرورة تحقيق التوازن بين العمل والحياة؛ لا بد من تقديم الصحة النفسية والجسدية والعقلية على أي مصلحة أخرى، فإنك بهذه الحالة بحاجة إلى الاسترخاء والتأمل، النوم لفترة كافية، الانطلاق في تقنيات اليقظة الذهنية وغيرها الكثير مما يساعد في القضاء على التوتر؛ بالتالي التمتع بصحة أفضل.

    أسباب ضعف التوازن بين العمل والحياة

    في الواقع تسببت الثورة التكنولوجيا إلى مضاعفة مستوى ضعف التوازن بين العمل والحياة؛ ويكمن السر بأنك أصبحت مخولًا للوصول إلى العمل وما يرتبط به من وحي منزلك وهاتفك وحاسوبك المحمول على حدِ سواء، لذلك فأصبح التداخل بين وقت العمل والحياة الشخصية جليّ، كما نضع بين يديك أهم الأسباب التي تعزز البعد بين العمل والحياة:

    • ساعات العمل طويلة، الكثير من الموظفين يمضون أطول وقت من يومهم في العمل، ما يحرمهم من الوقت المخصص للعائلة والأصدقاء؛ ما يجعل الحياة العملية طاغية على حياتهم الشخصية.
    • ضغط العمل، في العصر الراهن الكثير من المهام والأعمال توكل للموظف، ليس ذلك فحسب؛ بل أن التأجيل والمماطلة من قبل الموظف يجعل القائمة تطول أكثر؛ ما يولد لديه الإرهاق والتعب الشديد والحاجة لقضاء المزيد من الوقت في العمل.
    • سوء إدارة الوقت، التأجيل والمماطلة والتسويف من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى تراكم المهام والأعمال على كاهلك، ما يجعلك تهمل وقتك الشخصي كونك مضطر لإنهاء هذه الأعمال المتكدسة.

    ختامًا، فإن تحقيق التوازن بين العمل والحياة متطلب ضروري جدًا، وذلك حتى تصل إلى أعلى مستوى من الراحة النفسية والرفاهية من خلال منح نفسك الوقت الكافي، إضافةً إلى الوقت الكافي لإنهاء المهام وتحقيق الذات في العمل، إذ ترجيح الكفتين أمر مهم جدًا لبلوغ مستوى مرموق من الحياة التي يحلم بها أي موظف.

    المراجع

    7 Effective Strategies for Enhancing Work-Life Balance for Employees

    إيمان الحياري

    إيمان الحياري

    كاتبة محتوى تقني ومنوع

    كاتبة محتوى إبداعي واحترافي أشغف في إثراء المحتوى العربي، هدفي إفادة الشباب العربي بالمعلومات المستوحاة من مصادرها الموثوقة وتقديمها بأبسط ما يمكن لتكون متوفرة فور البحث عنه.

    تصفح صفحة الكاتب

    اقرأ ايضاّ