أمم أفريقيا بساحل العاج... من سيكسب الرهان ؟
ستشكل ساحل العاج الحدث القاري مع بداية السنة الميلادية الجديدة عندما تحتضن فعاليات أمم أفريقيا لكرة القدم، مانحة الفرصة لاقوى منتخبات القارة للظفر بلقب هاته النسخة الجد مميزة على جميع الاصعدة.
من هم المرشحون لنيل اللقب القاري؟
بكل تجرد، يصعب التكهن باسم من سيحقق اللقب في هاته النسخة التي تحتضنها بلاد الفيلة، ومع ذلك وكما يحدث في اي تنافس رياضي، هناك مرشحون فوق العادة اعتمادا على معايير التاريخ الكروي، والتركيبة البشرية ،الجاهزية الكروية.
منتخب البلد المستضيف لهاته النسخة يملك حظوظا وافرة للتصالح مع جماهيره، هو الذي نال هذا اللقب تحت قيادة الفرنسي هيرفي رونار، ومنذ تلك الفترة الذهبية قطع منتخب الفيلة صحراء قاحلة، وعاش في ماضيه، فتواصعت كل نتائجه، وحتما سيحاول العودة من الباب الواسع مستغلا لعبه على ارضه وبين جماهيره.
منتخب اخر بتاريخ عريق، يتعلق الأمر بفراعنة مصر، منتخب صال وجال في ملاعب القارة، بل يحمل الرقم القياسي في عدد التتويحات، علما انه فقد اللقب القاري في آخر نسخة امام منتخب السنغال، وبالضربات الترجيحية التي عاكست رفاق النجم محمد صلاح.
دون أدنى شك، يمتلك المنتخب المغربي كل مقومات الفريق القوي، مما يجعله مرشحا هو الاخر لحصد لقب هاته النسخة.
اقرأ ايضا
والحقيقة ان زملاء النجم حكيم زياش بصموا على انجاز تاريخي غير مسبوق، سواء قاريا او عربيا عندما وصلوا المربع الذهبي في كأس العالم، نسخة قطر، انجاز قد يكون حافزا لكتيبة وليد الركراكي لتحقيق لقب قاري ثان طارده المغاربة منذ زمن طويل، فاخر لقب فازت به الأسود الأطلسية يعود النسخة اثيوبيا 1976، بقيادة احمد فرس نجم الكرة الأفريقية في تلك الحقبة.
منتخبات قادرة على خلق المفاجأة
كما هو معلوم، فكرة القدم ليست بعلم دقيق، وعنصر المفاجأة وارد ، وهناك حتما منتخبات بمقدورها قلب الطاولة وخطف اللقب القاري من اعرق المنتخبات.
كمثال على ذلك، هناك منتخبات مالي، بوركينا فاسو، السنغال، زامبيا ونايجيريا، التي تقدم كرة فعالة معتمدة على الاندفاع البدني والسرعة، وفي نفس الوقت تتحدى كرة شمال أفريقيا التي تتبنى اسلوب التمريرات القصيرة والمهارات الفردية.
هو اذن طبق كروي أفريقي سيحول بوصلة الكرة العالمية نحو بلاد الفيلة ، اما الجماهير المشجعة فستضع الأيادي على القلوب منتظرة بكل شغف من سترفع له قبعة النصر، اليس كذلك يا ياسين بونو،؟
المنتخبات الأفريقية والعربية... لمن كلمة الفصل،،،؟
كانت المنافسة قوية على الدوام بين المنتخبات العربية والأفريقية، منتخبات تنتهج أساليب لعب جد متباينة. صحيح ان منتخب الفراعنة يتسيد المشهد الكروي القاري،خاصة وانه يحمل الرقم القياسي في عدد التتويجات، لكن وللانصاف ابان منتخب السنغال في النسخة الأخيرة عن مستوى عال جدا بفضل التجانس الموجود بين كل لاعبي هذا المنتخب العريق، وفكر مدربه العبقري اليو سيسي، دون أن نغفل عاملا اخر يصب في مصلحة منتخبات القارة السمراء، مقارنة بمنتخباتنا العربية، وهو تواجد كوكب من النجوم الأفارقة تنشط في دوريات عالمية، كالدوري الانجليزي، الاسباني، والالماني، تواجد يحمل قيمة كروية عالية مضافة لهاته المنتخبات، وفي نفس الوقت عامل رئيس لحسم المواجهات في فعاليات الكان الافريقي القادم في بلاد الفيلة.
سؤال اخر يطفو على السطح، يتعلق بالاسماء التي يمكنها ان تسطع في هاته المنافسة القارية، وهي بالمناسبة اسماء كثيرة و واعدة، منها نجوم منتخب المغرب، كالحارس المتألق ياسين بونو الدي كان له قصب السبق في وصول اسود الاطلس للمربع الدهبي في فعاليات مونديال قطر، محمد صلاح الورقة الرابحة لمنتخب الفراعنة، ونجم ليفربول الانجليزي.
دون أدنى شك سيكون ساديو ماني على المحك لكي يحافظ منتخب السنغال على لقبه القاري، اما ثعالب الجزائر فستلعب ورقة نجمها رياض محرز لحسم لقب اخر، خاصة وان كتيبة الداهية جمال بلماضي، صنعت التاريخ في تلك النسخة التي احتصنتها أرض الكنانة في ٢٠١٩.
لم يتبقى وقت طويل لكي تنطلق هاته المنافسة القارية بساحل اىعاج بكل اجواءها واهازيجها الأفريقية الرائعة، وكلمة الفصل ستكون فوق المستطيل الأخضر، اما الجماهير فستضع الأيادي على القلوب في انتظار الاعلان عن اسم الفارس الجديد لهاته المسابقة التي نجحت في تسويق صورة مشرقة ومشرفة لكرة القدم الأفريقية. اليس كذلك يا جورج وياه؟
المراجع
سيدي أحمد الصادقي
محرر مقالاتاستاذ علم التواصل بمعهد التكنلوجيا التطبيقية، مدينة خنيفرة المملكة المغربية.
تصفح صفحة الكاتب