أقوى 5 ملوك حكموا المصريين قدماء

نشرت:
وقت القراءة: دقائق
 أقوى 5 ملوك حكموا المصريين قدماء

إن تاريخ مصر القديمة مرادف للعظمة والغموض والقوة المذهلة التي كان يتمتع بها الفراعنة. منذ توحيد مصر العليا والسفلى حوالي عام 3100 قبل الميلاد وحتى فتوحات الإسكندر الأكبر عام 332 قبل الميلاد، حكمت مصر سلسلة من الملوك الأقوياء الذين تركوا بصمه لا تمحى على الحضارة. من بينهم، خمسة يبرزون كعمالقة في عصرهم، الذين أعادت عهدهم تشكيل مصر وكان لها صدى عبر سجلات التاريخ.

1- خوفو (2589–2566 قبل الميلاد):

تمثال الملك خوفو الوحيدتمثال الملك خوفو الوحيد

خوفو، كان فرعونًا مصريًا قديمًا حكم خلال الأسرة الرابعة من عصر الدولة القديمة، من حوالي 2589 إلى 2566 قبل الميلاد. اشتهر بتكليفه ببناء الهرم الأكبر بالجيزة، أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم وأكبر الأهرامات المصرية.

كان عهد خوفو بمثابة فترة مهمة في التاريخ المصري القديم، حيث تميزت بمشاريع البناء الضخمة والحكم المركزي والازدهار الاقتصادي. يعتبر بناء الهرم الأكبر في الجيزة أحد أكثر الإنجازات المعمارية طموحًا وإبهارًا على الإطلاق.

تم بناء الهرم الأكبر، الذي كان يقف في الأصل على ارتفاع مثير للإعجاب يزيد عن 146 مترًا (481 قدمًا)، باستخدام ما يقدر بنحو 2.3 مليون كتلة من الحجر الجيري، تزن كل منها عدة أطنان. ولا تزال الدقة التي تم بها قطع الكتل وترتيبها، وكذلك التقنيات الهندسية المستخدمة في بنائها، تبهر العلماء والباحثين حتى يومنا هذا.


اقرأ ايضا

    كان الغرض من بناء الهرم الأكبر هو الجنائزية في المقام الأول، حيث كان بمثابة مقبرة لخوفو عند وفاته. يحتوي الجزء الداخلي من الهرم على سلسلة من الغرف والممرات، بما في ذلك غرفة الملك، وغرفة الملكة، والمعرض الكبير. على الرغم من الحجم الهائل للهرم وتعقيده، فقد تم تصميم الجزء الداخلي بعناية لضمان المرور الآمن لروح الفرعون إلى الحياة الآخرة.

    بالإضافة إلى الهرم الأكبر، يعود لخوفو أيضًا الفضل في تنفيذ مشاريع بناء أخرى، بما في ذلك المعابد والجسور والأهرامات الأصغر لأفراد عائلته. هذه الهياكل، على الرغم من أن عظمة الهرم الأكبر طغت عليها، إلا أنها تثبت التزام خوفو ببناء المشاريع التي من شأنها أن تخلد ذكراه وتضمن تراثه الأبدي.

    تميز عهد خوفو أيضًا بالحكم المركزي القوي والبيروقراطية شديدة التنظيم. وكان الفرعون يسيطر على جميع جوانب المجتمع المصري، بما في ذلك الزراعة والتجارة والشؤون الدينية. شهد عهده تطور أنظمة إدارية متطورة من شأنها أن تستمر في تشكيل الحكم المصري لقرون قادمة.

    على الرغم من الإرث الدائم لإنجازاته المعمارية، إلا أن عهد خوفو لا يزال غامضًا إلى حد ما بسبب ندرة السجلات التاريخية من تلك الفترة. المعلومات المتاحة تأتي في المقام الأول من النصوص والنقوش والأدلة الأثرية المصرية القديمة المكتشفة في هضبة الجيزة.

    بشكل عام، يمثل عهد خوفو قمة الحضارة المصرية القديمة، حيث تميز بإنجازات هائلة في الهندسة المعمارية والحكم والثقافة. ويقف الهرم الأكبر بالجيزة بمثابة شهادة على تراثه الدائم والقدرات الرائعة للمجتمع المصري القديم.

    2- منقرع (حوالي 2532–2504 قبل الميلاد):

    الملك منقرعالملك منقرع

    منقرع، المعروف أيضًا باسم ميكيرينوس باللغة اليونانية، حكم مصر القديمة وتحديدًا خلال الأسرة الرابعة. عهده يرمز إلى استقرار وتوطيد مملكة مصر القديمة. يشتهر في المقام الأول بكونه باني ثالث وأصغر أهرامات الجيزة، والذي يحمل اسمه – هرم منقرع. على الرغم من صغر حجمه مقارنة بأهرامات أسلافه، خوفو وخفرع حيث ان منقرع هو ابن خفرع وحفيد خوفو إلا أن هرم منقرع يتميز بالدقة المعمارية وتعقيد تصميمه.

    كان عهد منقرع بمثابة استمرار لمشاريع البناء الضخمة التي بدأها أسلافه، والتي ساهمت في التراث الثقافي والمعماري لمصر القديمة. لم يشمل بناء مجمعه الهرمي في الجيزة الهرم نفسه فحسب، بل شمل أيضًا المعبد الجنائزي ومعبد الوادي، مما يعرض العمارة الجنائزية الشاملة النموذجية لفراعنة المملكة القديمة.

    بالإضافة إلى إنجازاته المعمارية، تميز عهد منقرع بحملات عسكرية وسعت نفوذ مصر وأمنت حدودها. ويُعتقد أنه شارك في حملات استكشافية إلى مناطق مثل النوبة وليبيا، مما عزز السيطرة المصرية على الأراضي المجاورة وضمن استقرار مملكته.

    شهد حكم منقرع أيضًا تطورات في التنظيم الإداري والحكم المركزي. وأشرف على بيروقراطية عالية التنظيم أدارت شؤون الدولة، بما في ذلك الضرائب والزراعة والتجارة. وساهمت الإدارة الفعالة للموارد في ازدهار واستقرار مصر القديمة في عهده.

    في حين أن إرث منقرع التاريخي يرتبط في المقام الأول بمساعيه المعمارية وحملاته العسكرية، فإنه ترك أيضًا بصمة ثقافية من خلال رعاية الفنون والأدب. وشهدت فترة حكمه ازدهار الأدب المصري، بما في ذلك تأليف الأعمال الأدبية مثل "تعاليم كاجيمني" و"حكم بتاح حتب"، والتي قدمت التوجيه الأخلاقي والعملي لعيش حياة فاضلة.

    يمثل عهد منقرع حقبة مهمة في التاريخ المصري القديم، حيث تميزت بالهندسة المعمارية الضخمة والتوسع العسكري والازدهار الثقافي. وعلى الرغم من مرور آلاف السنين، إلا أن إرثه لا يزال بمثابة شهادة على عظمة وتطور إحدى أقدم الحضارات في العالم.

    3- تحتمس الثالث (1479-1425 ق.م):

    الملك تحتمس الثالثالملك تحتمس الثالث

    ورث تحتمس الثالث العرش في سن مبكرة ربما في سن الثانية أو الثالثة تقريبًا، وذلك بعد وفاة والده تحتمس الثاني. خلال السنوات الأولى من حكمه، كانت زوجة أبيه، حتشبسوت، بمثابة الوصي على العرش وحكمت مصر فعليًا. و بعد وفاتها، تولى تحتمس الثالث السيطرة الكاملة وشرع في سلسلة من الحملات العسكرية التي من شأنها تأمين إرثه كواحد من أعظم الفراعنة المحاربين في مصر.

    كان تحتمس الثالث، الذي يشار إليه غالبًا باسم "نابليون مصر القديمة"، أحد أبرز وأقوى الفراعنة في فترة المملكة الحديثة. حكم من عام 1479 إلى 1425 قبل الميلاد تقريبًا، واشتهر بفتوحاته العسكرية التي وسعت الإمبراطورية المصرية إلى أقصى حدودها الإقليمية.

    تميزت حملاته العسكرية بالذكاء الاستراتيجي والابتكار التكتيكي. قاد تحتمس الثالث العديد من الحملات الناجحة في بلاد الشام وسوريا والنوبة، مما عزز السيطرة المصرية على طرق التجارة الرئيسية والمناطق الاستراتيجية. ومن أشهر انتصاراته العسكرية معركة مجدو التي وقعت حوالي عام 1457 قبل الميلاد. أسفرت هذه المعركة، الموضحة في نقوش معبد الكرنك، عن انتصار حاسم لتحتمس الثالث وعززت هيمنة مصر في المنطقة.

    وسعت الفتوحات العسكرية التي قام بها تحتمس الثالث النفوذ المصري إلى مناطق كانت في السابق خارج نطاق سيطرته. أسس دولًا تابعة وعيّن حكامًا مخلصين لإدارة الأراضي المحتلة، مما يضمن استمرار ازدهار واستقرار الإمبراطورية المصرية. شهد عهده توسع شبكات التجارة، والحصول على الجزية من الشعوب الخاضعة، وتدفق الثروة إلى خزائن مصر.

    بالإضافة إلى براعته العسكرية، كان تحتمس الثالث أيضًا راعيًا للفنون والهندسة المعمارية. بدأ العديد من مشاريع البناء في جميع أنحاء مصر، بما في ذلك توسيع وتجديد المعابد والآثار. ومن أبرز هذه المشروعات معبد الكرنك حيث تم إضافة قاعة المهرجان الشهيرة وصرح الدولة الوسطى.

    يمثل عهد تحتمس الثالث العصر الذهبي للقوة والنفوذ المصري. وقد حولت فتوحاته العسكرية مصر إلى قوة مهيمنة في الشرق الأدنى القديم، كما أرست إصلاحاته الإدارية الأساس لقرون من الرخاء والاستقرار. واليوم، يُذكر تحتمس الثالث باعتباره واحدًا من أعظم فراعنة مصر القديمة، وهو ملك محارب أعادت فتوحاته تشكيل المشهد الجيوسياسي للعالم القديم.

    4- أمنحتب الثالث (1391-1353 قبل الميلاد):

    الملك أمنحتب الثالثالملك أمنحتب الثالث

    أمنحتب الثالث، كان الفرعون التاسع من الأسرة الثامنة عشرة في مصر القديمة، حكم من حوالي 1391 إلى 1353 قبل الميلاد خلال فترة المملكة الحديثة. يُنظر إلى فترة حكمه على نطاق واسع على أنها فترة ازدهار واستقرار وازدهار ثقافي كبير، مما أكسبه لقب "ملك الشمس" بسبب ارتباطه بإله الشمس رع. وحسب المتداول حاليا في الخلاصات التي انتهى إليها علماء الآثار، ينتهي نسب الملك "توت عنخ أمون" إلى الملك "أمنحتب" الثالث (1390-1353 ق م) وزوجته الملكة "تيي" (1390-1340 ق م).

    ورث أمنحتب الثالث مملكة كانت قوية ومزدهرة بالفعل من والده تحتمس الرابع. وفي ظل حكمه، شهدت مصر فترة من الثروة والقوة غير المسبوقة. كان أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في ازدهار عهد أمنحتب الثالث هو إدارته الماهرة لموارد مصر، بما في ذلك ثروتها الزراعية الهائلة المستمدة من الأراضي الخصبة في دلتا النيل والوادي.

    كانت إحدى السمات المميزة لعهد أمنحتب الثالث هي مشاريع البناء واسعة النطاق التي كانت تهدف إلى تمجيد الآلهة وتخليد تراثه. قام ببناء العديد من المعابد والآثار والقصور في جميع أنحاء مصر، بما في ذلك معبد الأقصر الرائع الذي أهداه للإله آمون رع. تم تزيين مجمع المعابد في الأقصر بالتماثيل الضخمة والمسلات والأبراج المزخرفة بشكل معقد، مما يعرض عظمة العمارة والفن المصري القديم.

    ربما يكون أشهر إنجاز معماري لأمنحتب الثالث هو تمثال ممنون، وهما تمثالان ضخمان للفرعون كانا يحرسان مدخل معبده الجنائزي على الضفة الغربية لنهر النيل في طيبة (الأقصر حاليًا). تعد هذه التماثيل الضخمة، التي يبلغ ارتفاع كل منها أكثر من 18 مترًا، من أكبر التماثيل القديمة في العالم وأصبحت رموزًا مميزة لمصر القديمة.

    بالإضافة إلى مشاريع البناء الخاصة به، كان أمنحتب الثالث راعيًا للفنون والأدب، مما عزز المشهد الثقافي النابض بالحياة خلال فترة حكمه. قام بتكليف العديد من الأعمال الفنية، بما في ذلك التماثيل والمنحوتات البارزة والأشياء الزخرفية التي تزين المعابد والقصور في جميع أنحاء مصر. اشتهر بلاطه ببذخه وتطوره، حيث اجتذب الشعراء والموسيقيين والحرفيين من جميع أنحاء العالم المعروف.

    شهد عهد أمنحتب الثالث أيضًا نشاطًا دبلوماسيًا كبيرًا، حيث انخرط الفرعون في زيجات دبلوماسية وتحالفات مع قوى أجنبية لتأمين مصالح مصر والحفاظ على السلام في المنطقة. تزوج من عدة أميرات أجنبيات، منهن تيي، التي أصبحت واحدة من أكثر الملكات تأثيرًا في التاريخ المصري القديم.

    بشكل عام، يُذكر عهد أمنحتب الثالث باعتباره العصر الذهبي للحضارة المصرية، الذي تميز بالازدهار والاستقرار والإنجاز الثقافي. إن إرثه كباني وراعي للفنون ورجل دولة لا يزال شاهدًا على عظمة مصر القديمة الدائمة.

    5- رمسيس الثاني (1279-1213 ق.م):

    الملك رمسيس الثاني الملك رمسيس الثاني

    رمسيس الثاني، المعروف أيضًا باسم رمسيس العظيم، حكم باعتباره الفرعون الثالث من الأسرة التاسعة عشرة في مصر خلال فترة المملكة الحديثة، من 1279 إلى 1213 قبل الميلاد. وهو واحد من أكثر الحكام شهرة وتأثيرا في التاريخ المصري القديم، وترك أثرا عميقا على المشهد الثقافي والعسكري والمعماري في مصر.

    كانت براعته العسكرية إحدى السمات المميزة لعهد رمسيس الثاني. وقام بالعديد من الحملات العسكرية طوال فترة حكمه، مما أدى إلى توسيع حدود مصر وتعزيز هيمنتها في المنطقة. ورث رمسيس الثاني مملكة مستقرة ومزدهرة من والده سيتي الأول، لكنه سعى إلى توسيع النفوذ المصري وتأمين حدودها.

    واحدة من أشهر الاشتباكات العسكرية التي خاضها رمسيس الثاني كانت معركة قادش، التي خاضها ضد الإمبراطورية الحيثية حوالي عام 1274 قبل الميلاد. على الرغم من النكسات الأولية، أعلن رمسيس الثاني النصر في هذا الصراع، أو على الأقل قدمه على هذا النحو في نقوشه الدعائية الواسعة. تعتبر معركة قادش واحدة من أقدم المعارك المسجلة في التاريخ، وقد تم تصويرها بتفصيل كبير على جدران المعابد مثل أبو سمبل والكرنك.

    بالإضافة إلى فتوحاته العسكرية، يشتهر رمسيس الثاني بمشاريع البناء الغزيرة. قام ببناء العديد من المعابد والآثار والتماثيل في جميع أنحاء مصر، تاركًا وراءه إرثًا معماريًا خالدًا. ولعل أشهر مشاريعه الإنشائية هو مجمع المعابد في أبو سمبل المخصص للآلهة آمون ورع حوراختي وبتاح. تعد تماثيل المعبد الضخمة لرمسيس الثاني الجالس عند مدخله رموزًا مميزة للعظمة المصرية القديمة.

    أجرى رمسيس الثاني أيضًا تجديدات وتوسعات واسعة النطاق للمعابد والآثار الحالية، بما في ذلك قاعة الأعمدة الكبرى في الكرنك ومعبد الرامسيوم الجنائزي على الضفة الغربية لنهر النيل في طيبة.

    إلى جانب إنجازاته العسكرية والمعمارية، يُذكر رمسيس الثاني لبراعته الدبلوماسية وحنكته السياسية. تفاوض على العديد من معاهدات السلام والزيجات الدبلوماسية، مما أدى إلى تعزيز الاستقرار والازدهار في جميع أنحاء المنطقة. غالبًا ما يُعتبر عهده ذروة الحضارة المصرية، حيث اتسم بالثروة والقوة والازدهار الثقافي.

    يمتد تراث رمسيس الثاني إلى ما هو أبعد من حياته، حيث يتم الاحتفاء بصورته وإنجازاته في النقوش والأدب والفن المصري القديم. ترك عهده علامة لا تمحى في تاريخ مصر، ولا يزال يأسر مخيلة الناس في جميع أنحاء العالم باعتباره أحد أعظم فراعنة مصر القديمة.

    اقرأ ايضاّ