هل طيبتك تعبر عن الوجه الحقيقي للقوة الإنسانية أم دليل غباء وضعف
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخولوأنا ذاهبة للنوم ذات يوم ،جاءت في مخيلتي عبارة " سكنتم قصور أوهامنا، وتلذذتم بنسيم أرواحنا"، في تلك اللحظة لم أكن أعلم مصدر هذه الكلمات، وأي جانب بداخلي قام بولادتها، لكن ما أنا متأكدة منه، هو أن تلك الفترة كانت مرحلة خيبة أمل اتجاه من كنا نعتقد أنهم أهل للمودة والحب، وتلك العبارة كانت بمثابة صوت الروح، وخلاصة لتجربتنا مع أشخاص أعطيناهم من وقتنا، وجهدنا، وصدقنا، ووفائنا، فما كان منهم إلا أنهم خيبوا ظننا فيهم، ونكروا جميل ما صنعنا فيهم، لكن لا نلوم أي شخص، فالرخيص يبحث عن الرخيص، وإذا قابل الغالي هرب منه، لأنه لا يقوى على الوصول لبريقه ونوره.

مع مرور الأيام جعلتنا الحياة ندرك قيمة ذواتنا، وقيمة ما كنا نعبر عنه من طهر ووفاء، فبدلا من أن تتحسر على ما قدمت من جميل، عليك أن تكون فخورا بإنسانيتك، وأصالتك، فمشاعر الندم والحسرة لا تليق بإنسان قدم من صدقه وجمال روحه الكثير، والذي يجب عليه أن يتحسر ويندم هو الذي فقد شخصا طيبا طاهرا، لأن زمننا اليوم أشبه بغابة كثيفة الأشجار، وصعب أن تجد فيها زهرة تثمر في زاوية، فالناس موجودون بكل مكان، لكن صاحب النبل والأخلاق العظيمة، والنفس الطاهرة، وصاحب الود والوفاء، قليلون جدا لدرجة أنك ستبحث عنهم فلا تجدهم.
إن صاحب النفس الطاهرة سيزهر في أي مكان يتواجد فيها، ولابد أن يلتقي بأهله وشركائه في المودة والمحبة، ولكي تدرك قيمة شخص غالي، فلابد أن تعيش تجارب مع أشخاص أقل منهم، لعلك تدرك قيمة هذا الشخص وتحافظ عليه، فالصحة لا تدرك قيمتها إلا بالمرض، والنعم لا تحس بأهميتها إلا عند فقدها، فلا تعتقد أن الأشخاص الذين كانوا سببا في جروحك الماضية، لا دور لهم، فلابد منهم لكي تكتمل أجزاء الصورة وتضع كل شخص في مكانه الطبيعي.
لا تحزن عندما تقدم جميلا لمن لا يستحقه، ودعهم يقدموا مما لديهم في أحشائهم من غدر ونفاق، وخيانة، فليست هناك خيانة أعظم من خيانة الأصالة، والكيان الإنساني، واعذرهم فإنهم لا يستطيعون أن يصلوا بذكائهم، وغدرهم، ما وصلت إليه من نقاء الروح وطيبة خاطر.
إن طيبتك هي سر من أسرار محبة الله لك، ولم تكن يوما كما هو مروج " هبل" أو" غباء"، بل هي فطرة الإنسان الحقيقية، والتي بفضلها يعيش العالم، فمنها تنبثق مشاعر الرحمة، والود، وصفاء النية، لكن الإشكال الكبير الأول: يقع عندما تبالغ في هذه الطيبة، لدرجة أن تسمح في حقك، وتتنازل كثيرا، وتبحث عن تقبل الناس ورضاهم، هنا تصبح الطيبة ضعف، لأنها انبثقت من مصدر احتياج والبحث عن التقبل، والإشكال الثاني: تكون الطيبة محل استغلال عندما تقدمها لمن هب ودب، لو كنت تتوفر على كنز كبير هل من الحكمة أن تقدمه لكل شخص تقابله، الطيبة أعظم من كل كنز وجد، والعبرة لا تفرق طيبتك على من يستغلك، وينقص من قيمتك، قم بتوجيه طيبتك للمكان الصحيح، عند من يستحقها ويعرف بقيمتها، وإلا هل من الحكمة أن تكون طيبا مع من يتكبر عليك ويحتقرك، ويتنمر عليك وينتقدك بشراسة؟

لا تسمح لأشخاص السوء أن يسلبوا منك أصالتك، وإنسانيتك، ابتسامتك، سعادتك، فهذه خطة الشيطان في الأرض ليدمر ما خلق الله فيك من جمال، وتشكك في قيمتك، وتكره الحياة، وليست المشكلة دائما من الآخرين، لذلك يجب أن تتحمل مسؤولية أفعالك، فقد تقول "استغلني فلان" أكثر من مرة، وسأقول لك بأنك أنت من أعطيته الفرصة ليدخل أول مرة لعالمك، وإذا لم تتعلم من المرة الأولى، فاسمح لي أن أقول لك بعيون الأم الصارمة، أنك تستحق الصفعات التالية بكل قوة، فالناس عندما يستغلونك، هم يستغلون نقط ضعف موجودة في شخصيتك، فافتح عيونك واجعل منها نقط قوة، وتذكر أن الطيبة نعمة فقدها الأغبياء ويفوز أصحاب النوايا الطيبة بالنهايات مهما تزاحمت خسائرهم.
إن مملكة الله هي مملكة البشر الأصفياء القلوب، فالبقاء للألطف والطيب، وليس كما يقال" أن البقاء للأقوى"، ربما لفترة من الزمن، لكن وكما هو موجود في سير التاريخ، فإن كل من ادعى القوة وتمرد على مشاعر الرحمة والطيبة، كان مصيره الهلاك والعذاب، وهنا اقتباس لباولو كويلو يقول " في غياب اللطف والدفء الإنساني فإن الحياة تصبح شاقة من أجل البقاء".
لقد رأينا كيف يكون مصير من لا يدرك قيمة وفائك، وطيبتك، وسخائك، فالحياة تعطيه مما ينفر منه، وتشربه من كـأس اليأس والأذى فالحياة عادلة، إياك أن تظن أن الحياة تسير بوتيرة النسيان، وطي صفحة من سبب لك الأذى، ربما تنسى أنت لكن الزمن لا ينسى كما تم تصميمه من الخالق العادل، فاطمئن عندما لا تعتدي على أحد ويقابلك بالأذى، فسترى عدل وبرهان الله فيه، امضي وأنت واثق من تلقلا يمكن الحديث عن سعادة ورضا في قلب إنسان حاقد، كاره، حاسد، لأن هذه المشاعر في حد ذاتها نار تحرق صاحبها داخليا، وتفسد عليه جمال اللحظة، وينسى بها النعم التي بيديه، فالإنسان الطيب عن قوة، هو إنسان سعيد بطبعه ، فهو راض وغير مؤذ للآخرين، ويهتم لمشاعر الآخرين بتوازن، فيكون جزاء هؤلاء رحمة ورضا يقذف في قلوبهم، فلا يدرك الجمال من تدنس قلبه، ولا يرى الحقيقة من عبست نفسه، فالطيب يستطيع أن يرى جمال الحياة، ويدرك قيمة النعم، ويحس بقيمة ما يملكه ويشكر عليه المولى، وتكون الحياة الطيبة من نصيبه، فتجده راض ومسامح، وعلى ذكر التسامح هنا، فإني لا أقصد أن تسامح من أذاك وترجع إليه وكأن شيئا لم يقع، بل أن تسامح وتضع الحدود، التسامح لا بد منه لتحرر روحك من قيود مشاعر الغضب، لكن ضع حدودا مع من أذاك، وإذا أتاك يطلب العفو فاعفوا عنه، ولا ترجع معه في العلاقة كما كنت، تذكر جيدا أنت من تحس بمشاعر الغضب بداخلك عندما تقرر عدم مسامحة الآخرين " كن طيبا متسامحا"يه للجزاء الذي يستحق.

العلاقة بين السعادة وطيبتك؟
لا يمكن الحديث عن سعادة ورضا في قلب إنسان حاقد، كاره، حاسد، لأن هذه المشاعر في حد ذاتها نار تحرق صاحبها داخليا، وتفسد عليه جمال اللحظة، وينسى بها النعم التي بيديه، فالإنسان الطيب عن قوة، هو إنسان سعيد بطبعه ، فهو راض وغير مؤذ للآخرين، ويهتم لمشاعر الآخرين بتوازن، فيكون جزاء هؤلاء رحمة ورضا يقذف في قلوبهم، فلا يدرك الجمال من تدنس قلبه، ولا يرى الحقيقة من عبست نفسه، فالطيب يستطيع أن يرى جمال الحياة، ويدرك قيمة النعم، ويحس بقيمة ما يملكه ويشكر عليه المولى، وتكون الحياة الطيبة من نصيبه، فتجده راض ومسامح، وعلى ذكر التسامح هنا، فإني لا أقصد أن تسامح من أذاك وترجع إليه وكأن شيئا لم يقع، بل أن تسامح وتضع الحدود، التسامح لا بد منه لتحرر روحك من قيود مشاعر الغضب، لكن ضع حدودا مع من أذاك، وإذا أتاك يطلب العفو فاعفوا عنه، ولا ترجع معه في العلاقة كما كنت، تذكر جيدا أنت من تحس بمشاعر الغضب بداخلك عندما تقرر عدم مسامحة الآخرين " كن طيبا متسامحا"
KELTOUM AGOURRAME
كاتبةكلثوم اكرام أعمل كمختصة اجتماعية في مؤسسة تعليمية،وابلغ من العمر 27 سنة،ولدي ميل للكتابة اكتشفته منذ فترة ولابد أن يحمل هذا الميل الهام لمساعدة الناس للتغيير للأفضل. ان وجودنا تعبير عن روح تعرف ما فيها وما عليها،ومتى اكتشف الانسان سبب وجوده وهدفه في الحياة سمح له ذلك بعيش الحياة بأسلوب أكثر جودة وباحساس هائل.
تصفح صفحة الكاتب