هل النسيان يمثل علامة حيوية خطيرة ؟
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخول
تختلط الأمور الحياتية وينتبه الفرد إلى الطبيعة التي ترميه في كل جانب ، حتى يجد نفسه أمام كومة من الأشياء المتداخلة والتي تم إدراجها ضمن قائمة المنسية إلى أجل هكذا فقط دون سابق إنذار. ثم يعود فيجد ذاكرته تتهيأ لاستقبال دفعة جديدة من الحشوات المتكررة والتي ستتعرض لذات العملية مرة أخرى. النسيان عبارة تتردد يوميا على مسامعنا والتي تشكل أحداث حياتنا المفقودة ، لا نعلم ماهية العملية التي تحدث وما أسبابها ، في هذا المقال سنتطرق إلى بعض حيثياتها على نحو سلس .
١- ما هو النسيان ؟
النسيان هو حالة من فقدان الذاكرة للمعلومات الموجودة في الذاكرة قصيرة المدى أو طويلة المدى أو حتى عملية تغييرها ، قد يحدث الأمر بشكل مفاجئ دون أية علامات أو تدريجيا . النسيان قد يكون طبيعيا في بعض الأحيان وأحيانا أخرى قد يكون مفرط وهذا يشير إلى حالة صحية يتطلب فيها الكشف الطبي المناسب.
٢. أسباب النسيان :

تتنوع الأسباب التي تسبب النسيان بعضها يعد من أبرز السلوكيات الخاطئة التي يمارسها الإنسان والتي تؤثر على نشاط الدماغ بشكل عام :
- قلة النوم : يعد أهمية النوم من أكثر الأمور حديثا اليوم ، والوضع يستحق ذلك لما في النوم من فوائد ليست فقط على نشاط الجسم وإنما يتعدى ذلك إلى تقوية ذاكرة الدماغ وزيادة الناقلات العصبية والتي تساهم في ربط المعلومات ببعضها البعض ونقلها من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى. حيث نشرت دراسة في مجلة الجمعية الأميركية لطب الشيخوخة أن النساء الأكبر سنّا اللاتي ينمن أكثر من ٩ ساعات أو أقل من ٥ ساعات يواجهن صعوبة في مستوى الإدراك ونقص في معدلات الاسترجاع مقارنة بمن يستهلكن ٧ ساعات في النوم .
- التوتر المفرط : سرعة الحياة اليومية وما يلازمها من زيادة معدلات ووسائل التشتت ، ركنت بالإنسان نحو باب الطلب الأكثر. التركيز على أكثر من موضوع في الوقت ذاته يزيد من توتر الشخص ويدخله في دوامة من القلق المستمر والتي تؤثر سلبا على أداء الشخص و قد تصل إلى درجة عدم الاستقرار النفسي. كل ذلك قد يتسبب فى حدوث ضعف في الذاكرة وفقدان القدرة على التركيز. يصاحب هذا ارتفاع في مستويات الكورتيزول ( cortisol) الذي يرتبط بنشاط الدماغ .
- مشاكل الغدة الدرقية: كل اتزان في الجسم يساهم بشكل مباشر في اتزان العمليات الحيوية وتقوية نشاطها الطبيعي لكن حدوث أي خلل هرموني يؤدي إلى حدوث مشاكل صحية عديدة ومن ضمنها أمراض الغدة الدرقية والتي تسبب نتائج سلبية على عمليات الذاكرة والتخزين . قد يسبب أيضا انكماش في حجم الحصين ( hippocampus) والذي يعد جزءا مهما في عملية الاسترجاع والتخزين في الدماغ .
- الإكتئاب: معظم المصابين بالاكتئاب يعانون من ضعف في الذاكرة إضافة إلى انخفاض مستويات الإدراك والتركيز، يرجح أغلب الأطباء السبب وراء هذا هو ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول ( cortisol) .
٣.النظريات الشائعة حول النسيان :
تندرج مجموعة من النظريات حول أساس عملية النسيان والتي تم تدارسها مرارا ، نذكر منها التالي :
- نظرية التلف والاضمحلال: تمثل هذه النظرية الأقدم من الناحية التفسيرية ، والتي تركز على عمليتي الممارسة والتكرار حتى يتم استذكار المعلومات أكثر من مرة. معظم المعلومات التي يصعب تذكرها أو حتى تم نسيانها هو بسبب عدم استرجاعها بعد فترة من التعرض لها مثل أسماء الأشخاص أو الأماكن. هذه النظرية كانت ناقصة نوعًا ما لأنها لم تفسر لماذا يتذكر الإنسان بعض أحداث طفولته بكل تفاصيلها على الرغم من أنها حدثت من فترة طويلة أو حتى لماذا باستطاعته نسيان أحداث حدثت من فترة قصيرة.
- نظرية الإحلال والتداخل : تمثل هذه النظرية على عوامل مختلفة ، منها ما يكون على شكل إحلال معلومة مكان أخرى وهو ما يحدث في الذاكرة قصيرة المدى، ومنها ما يكون على شكل تداخل معلومة جديدة مكان معلومة أخرى قديمة والذي يؤثر على عملية الاسترجاع ومن ثم النسيان . يعود الأمر إلى عملية الإزاحة التي تحدث للمعلومات نتيجة لوجود المنبهات الحياتية بالإضافة إلى تفاعلات الفرد اليومية واكتساب للخبرات المستمرة.
التداخل ما بين المعلومات يأخذ نوعين من الأشكال حسب نتائج الدراسات العملية للعلماء :
- التداخل البعدي: هو صعوبة استرجاع المعلومات أو الخبرات السابقة نتيجة لتداخل معلومات جديدة تعيق عملية تذكر ما تم معرفته سابقا ، بمعنى أنه تم حدوث تداخلا راجعًا أي اتجه نحو الخلف كأن يحدث بين دراسة مادتين مختلفتين دون فترة راحة.
- التداخل القبلي : هو عدم القدرة على تعلم واسترجاع المعلومة التي تم ممارستها حديثا نتيجة لوجود معلومة سابقة شبيهة بها إلى حد ما، والذي يؤدي إلى نوع من التأثير السلبي على عملية الأداء .
- نظرية الكبت : تتمثل هذه النظرية حول عملية لا شعورية للفرد والتي وضحها العالم فرويد في كتاباته والتي تركز حول الطبيعة الدفاعية للفرد لأي مشاعر سلبية مثل الألم والحزن والقلق. فقدان الذاكرة هنا يحدث نتيجة للتعرض لبعض الصدمات النفسية والتي يقابلها النسيان والرفض في التعامل مع الأحداث ، لكنها لازالت موجودة و بالمقدور استثارتها عن طريق الأحلام أو التنويم المغناطيسي.
٤-أنواع النسيان :

يوجد أنواع مختلفة للنسيان حسب الحالة :
- فقدان الذاكرة التراجعي
- فقدان الذاكرة العالمي العابر
- فقدان الذاكرة الطفولي
- فقدان الذاكرة الانفصالي
- فقدان الذاكرة التقدمي
- فقدان الذاكرة الرضحي
- فقدان الذاكرة الناجم عن الأدوية
٥- إرشادات ونصائح :
الكثير من التساؤلات حول علاج النسيان أو ما هي الخطة العلاجية للوقاية منه ، نلخص منها الآتي :
- تسجيل الملاحظات الهامة بشكل دوري
- ربط المواضيع ببعضها البعض بحيث يسهل تذكرها
- الابتكار وترك بعض الآثار التي تعمل كأنها منبه بشكل يومي
- المحافظة على الوجبات الغذائية
- الحصول على قسط كافٍ من النوم
المراجع :
https://www.aljazeera.net/health/2022/8/19/
https://www.aljazeera.net/health/2021/6/15/
https://emufeed.com/ar/article/
https://elearn.univ-oran2.dz/enrol/index.php?id=3752
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/21455-amnesia
Fatma Al-Shuhoumi
طالبة طب بشري / كاتبةأهلاً بك ، أنا فاطمة ، طالبة طب بشري وكاتبة . مهتمة بالقراءة والتدوين بمختلف أنواعه . أكتب بعض المقالات والكتابات النثرية لمختلف المواضيع ، منها ما يترجم صوت النفس الداخلي ويدفع للتفكير وآخر يسرد الواقع المحيط.
تصفح صفحة الكاتب