منظار وسائل التواصل الإجتماعي ما بين حسن التمييز و سوء التقدير
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخولنظرتنا للآخرين عن بعد تخدعنا في الكثير من الأحيان ، تختلف النظرة حسب لون النظارة التي تضعها على عينيك و دقة منظارك و قوة بصيرتك ، و على حسب الصورة التي يرغب الشخص الآخر أن يصدرها لنا على صفحته إن كانت تصنع و إستعراض أو صورة حقيقية صادقة .
الشخص الذي بمنظارك عنده رفاهيات معينة بنمط الحياة و أنت تفتقدها ، من الممكن بالنسبة لهذا الشخص هي ضرورة لأسلوب حياته و تركيبته و لا يعتبرها رفاهية ، بالمقابل النقص الذي تراه عنده و أنت تمتلكه فممكن بالنسبة لنفس الشخص ليس ضرورة أصلاً و لا يحتاجه .
كل شخص منا عنده تركيبة شخصية و أسلوب حياة خاص به و ترتيب الأولويات يختلف من شخص إلى آخر حسب الزمان و المكان و الشخص نفسه ، طبعاً مع توفر أساسيات الحياة التي من المفروض أن تكون موفرة للجميع .
كل شخص منا يمتلك أشياء و تنقصه أشياء و الأكثرية من التفاصيل نحن لا نعرفها عن الأشخاص من وسائل التواصل الإجتماعي و نظرتنا البعيدة ، تفاصيل أشياء مفرحة و تفاصيل أشياء مؤلمة لا نعلمها عن الأشخاص .
و مهما كانت دقة منظارك في التقريب فلن تعرف لأنها تفاصيل ليست للتصدير ، فلا تتسرع و تستنتج و لا تثق بمنظارك دائماً فربما عدسته تعكس رؤية غير دقيقة .
دع مساحة فارغة في منظورك تتسع لإحتمالات مفتوحة .
لا تنسَ أهم وظيفة لمنظارك أن توجهه نحوك و تكبر الصورة لتتعرف على تفاصيل نفسك بوضوح أولاً قبل أن تستكشف الآخرين .

رامي رضا
Rami Rida
كاتب هاويأسمي رامي رضا من سورية مقيم في برلين ، درست في كلية التربية قسم المناهج و طرائق التدريس ، أعمل كمهنة مربي أطفال في روضة ، و كهواية أعمل ممثل مسرحي .
تصفح صفحة الكاتب