منطقة الراحة Comfort Zone ما بين الرغبة بالبقاء وإلزامية الرحيل .. خطوات الخروج منها
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخولإن تواجدك في حيز معنوي في حياتك يمنحك كمًا هائلًا من الراحة واللا مبالاة وعدم الاكتراث دليل قطعي على بلوغك منطقة الراحة، لكن من المؤسف أن أخبرك رغم جمالية ما تشعر به؛ إلا أنني أتيت لأمد يدي لك لإخراجك منها والمضي قدمًا، قد تعتقد أنني قد أتيت لأسلبك وأنتزع منك هذا الاستقرار؛ إلا أنه مزيف بكل جدارة حيث ستنهض في وقت متأخر أو لا تنهض في حال الاستسلام التام لهذه الراحة، تشجّع واقرأ سطوري التالية.
منطقة الراحة Comfort Zone
إن كنت شخصًا تمر بفترة في حياتك لا تخضع مهاراتك وقدراتك للتقييم أبدًا، ولست ملزمًا ولا مطالبًا بأي تجديدات وتغييرات تساعدك في النجاح والتقدّم؛ فاعلم تمامًا وجزمًا أنك في منطقة الراحة، وقد يكون الاسم خادعًا نسبيًا يوهمك بأنك في المكان الصحيح؛ لكن يمكنني اعتبارها منطقة مزروعة بألغام الفشل الذريع؛ إذ ستفتح عينيك فجأة وتلاحظ أنك هدرت وقتًا ثمينًا بالراحة وقد ضاعت منك فرص ذهبية هائلة دون أن تشعر.
منطقة الراحة أو كما يسميها البعض منطقة الأمان لا يسعني القول إلا أنها مرحلة الهدوء الذي يسبق العاصفة، فإنك مليء بالشعور الهادئ والاستقرار النفسي لأسباب ليست جيدة؛ فإنك مرتاح لشغفك بعدم تحمل أي مسؤولية تجاه نفسك على الأقل، لذلك ستمر بإحدى المراحل: إما الانتفاض والخروج من هذه الدائرة المغلقة من خلال المسارعة إلى التغييرات والتطوير على مهاراتك وقدراتك، أو البقاء في مكانك بالتالي الفشل مستقبلًا لا محالة.
كيفية الخروج من منطقة الراحة؟
وصولك إلى هذا الشق من مقالي دليل قطعي على حاجتك الماسة للإنقاذ مما أنت عليه، لذلك آن الأوان للخروج منها دون عودة، كن حريصًا على إغلاق القفل بإحكام بعد خروجك:
التغيير الجذري للروتين اليومي
الخطوة الأولى حتى تتمكن من التخلص من هذه المرحلة أن تدخل تغييرًا جذريًا على تفاصيل حياتك الشخصية التي اعتدت عليها، بهذا البند أخاطبك عن التغيير في الحياة العادية التي يعيشها الأشخاص وليس الأهداف والنجاحات، ابدأ بتغيير موعد نومك بالاستيقاظ مبكرًا والخروج في الطبيعة والمشي لمسافة حسب مقدرتك أولًا.
الاندماج مع المحيط وتقديم المساعدة، امنح بعض الأمور اهتمامًا وتحمل مسؤولية متابعتها؛ مثل ري المزروعات مثلًا؛ حيث سيكون فعالًا في تحقيق الرغبة لديك في الوصول إلى نتيجة معينة بحيث تطرح الثمار أو حتى تزهر بألوان مبهجة وروائح فواحة.
إن كنت معتادًا على الاستماع للموسيقى صباحًا؛ تخطى ذلك فقط من باب كسر الروتين والشعور بأن تغيير ما قد حدث فعلًا.
تنمية الشغف بتعلم ما هو جديد
قد تكون هناك رغبة أو هواية دفينة في أعماقك ترغب في تنميتها؛ إلا أنك تؤجل دومًا ذلك، لذلك لا بد من تنمية الشغف لديك والانطلاق فورًا وعدم المماطلة؛ وعليك الشعور بأن الأمر إلزامي وليس اختياري؛ فإن ذلك الصوت الخفي الذي يصدح صوته في أعماقك ويخبرك بأنك لست ملزم لذلك اتركه جانبًا؛ وحتمًا يأتي دوره يومًا ما! نعم تجاهله تمامًا فقد مررت به طويلًا وسمعته وقد دمّر أشياء جميلة في حياتي مع الأسف.
قد تكون متجهًا إلى تعلم السباحة مثلًا؛ انطلق الآن إلى مدرب السباحة وابدأ الدورة مباشرةً، أو ركوب الخيل، أو في أي مجال آخر، إن كنت مهتمًا بالبرمجة أو ما يمكن توفره عبر الإنترنت فإنك بذلك ستفتح أبوابًا للشغف والرغبة بالاستزادة، ومن الرائع أنه قد تضيء شعلة الاهتمام بالعمل في مجالٍ ما عبر الإنترنت وتتجه إلى البحث أفضل طرق الربح من الإنترنت وتعلمها فورًا.
مواجهة المخاوف
فئة كبيرة تلقي بزمام أمورها وتجلس بفترة نقاهة طويلة لا محدودة في منطقة الراحة، وذلك تجنبًا لمجابهة أي مخاوف في الحياة، وانطلاقًا من ذلك فإنها ستكون متوقفة تمامًا عن أي إنجاز في حياتها، من هذا البند لا بد من التوجه إلى المواجهة الفعلية وعدم المماطلة أو المراوغة؛ حتى تتخلص مما أنت فيه فعليًا لا بد من المواجهة الفورية لأي أمر يؤرق راحتك ويثير القلق في أعماقك بأنك ستفشل به أو سيكون عائقًا.
تحديد هدف واضح
إن الانطلاق نحو أول خطوة من خطوات الخروج من منطقة الراحة هو تحديد هدف واضح قبل البدء فعليًا، لكن النصيحة الذهبية تتمثل بعدم المبالغة والإفراط في التفكير بهذا الأمر؛ فإن بالغت فإنك ستبدأ بخلق الأعذار التي تدعوك إلى المماطلة والتخلي عن الفكرة.
لكن حدد هدفك؛ ثم امضِ قدمًا نحو التفكير بالخطوة الأولى للتنفيذ دون التفكير بالعقبات والتحديات، واترك الأمور لوقتها دون استباق الأحداث.
الخروج تدريجيًا من منطقة الراحة إلى النمو
قد يكون الأمر صعبًا أن تخرج فجأة من هذه المنطقة؛ فإنك بحاجةٍ ماسة إلى وصول منطقة النمو بعد حربٍ طويلة ستخوضها خلال الانتقال من منطقة الراحة مرورًا بمنطقة الخوف ثم الوصول إلى منطقة التعلم التي ستكون المرحلة الأكثر أهمية والتي تتطلب منك صبرًا وثباتًا حتى تصل مرحلة النمو وترفع راية النصر في أعالي القمم هناك.
دعني أفسر لك الأمر بطريقة أخرى، فإن كنت مقيمًا في منطقة الراحة فأنت بهذه المرحلة تشعر بحالة غريبة من السكينة والاطمئنان واللامبالاة وعدم الحاجة للقيام بأي مهمة، لكن إن تولدت لديك الرغبة بالنجاح؛ عليك البدء مباشرة وستدخل خلال هذه الخطوة بفترة تسمى مرحلة الخوف التي تتزعزع خلالها في أعماقك الثقة بالنفس وتبدأ تلقائيًا بالبحث عن أي سبب أو عذر للتراجع والتوقف عن الرحلة.
في حال الاستسلام للأعذار فإنك ستعاود أدراجك فاشلًا إلى منطقة الراحة؛ لذلك عليك المقاومة والمحاربة حتى تتمكن من بلوغ منطقة التعلم؛ بهذه المرحلة تحتاج إثبات وجودك بطريقة مميزة من خلال المثابرة في التعليم ومقاومة الرغبة بالراحة مجددًا.
خلال منطقة التعلم ستكون قادرًا على اكتساب المزيد من المهارات والقدرة على مواجهة المشكلات والتعامل معها بكل أريحية، بالتالي وصول منطقة النمو التي يمكننا اعتبارها الهدف حاليًا؛ بذلك فإنك على أعتاب السيطرة الكاملة على الشغف ورسم المزيد من الأهداف الفعلية التي يجب المضي قدمًا لتحقيقها.
إيمان الحياري
كاتبة محتوى تقني ومنوعكاتبة محتوى إبداعي واحترافي أشغف في إثراء المحتوى العربي، هدفي إفادة الشباب العربي بالمعلومات المستوحاة من مصادرها الموثوقة وتقديمها بأبسط ما يمكن لتكون متوفرة فور البحث عنه.
تصفح صفحة الكاتب