مقالة عن اللغة العربية وتطور دلالة الألفاظ علي المعني المشترك اللفظي

آخر تحديث:
وقت القراءة: دقائق
لا توجد تعليقات

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق

تسجيل الدخول

الاشتراك والتضاد والترادف علاقات الألفاظ بعضها ببعض قسم العلماء الألفاظ – بحسب ارتباطها بالمعاني – أقساما أهمها ما ذكره سيبويه من أنها على الوجه التالي: اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين نحو جلس وذهب. اختلاف اللفظين واتفاق المعنيين نحو ذهب وانطلق . اتفاق اللفظين مع اختلاف المعنى نحو وجدت عليه من الموجدة، ووجدت إذا اردت وجدان الضالة. وكلفظ العين.

فائدته: يفتح مجالات متعددة أمام الناطقين باللغة ليعبروا عما يحتاجون إليه ، فلذلك الأثر الكبير في ثراء اللغة، ونموها يفيد منه ، بخاصة – الأدباء والشعراء ، وأرباب البيان. أسبابه : أسبابه كثيرة، أهمها: اختلاف اللغات واللهجات : فاللغة قد تستمد ألفاظا من لغات أجنبية عنها، وذلك قد يسبب بجانب ألفاظ أخرى فيها – قد تتحد معها في الصيغة – وجود الاشتراك، مثل: كلمة (سَكَّر) فإنها معربة وإن كانت في العربية مادة (سكر) بمعنى أغلق.المجاز: مثل لفظ: الحوت فهو في الأصل للسمك، ثم أطلق على أحد أبراج السماء، وشاع ذلك حتى صار حقيقة فيه. تطور المعنى: فقد يكون للفظ معنى واحد في اللهجات العربية ثم يحدث أن يتغير معناه في بعض اللهجات ويبقى المعنى الأصلي في بعضها الآخر فيصبح لذلك اللفظ معنيان فينشأ الاشتراك. وذلك مثل كلمة (الهجرس) فهي تعنى القرد في لهجة الحجاز، وتعبر عن الثعلب عند تميم على أساس أنها كانت – في الأصل تدل عند الفريقين على أحد الحيوانين ، ثم تغير هذا المعنى عند إحدى القبائل لأمر طارئ على حياتها اللغوية. اختلاف الاشتقاق : كأن تؤدي القواعد الصرفية إلى أن تتفق لفظتان متقاربتان في صيغة واحدة، فينشأ عن ذلك تعدد في معنى هذه الصيغة يؤدي إلى جعلها من المشترك مثل وجد (يجيء ماضيا من الوجدان بمعنى العلم بالشيء ، أو العثور عليه، فيقال : وجدت الضالة إذا عثرت عليها ، ووجدت زيدا كريما إذا علمته كذلك ، ومن الموجدة بمعنى الغضب فيقال : وجدت عليه إذا غضبت ومن الوجد بمعنى الحب الشديد فيقال: وجد به وجدا إذا هوية وتفانى في حبه) .التطور الصوتي: فقد تتغير بعض أصوات اللفظ، أو تحذف أو يزاد بعضها عليه فيتفق في صورته مع لفظ آخر يختلف عنه في المعنى فينشأ الاشتراك.ومن ذلك في اللهجات الحديثة حضر "من الحضور بمعنى المجيء" بنطق الضاد ظاء عند أهل اليمن ونجد، وحظر "من الحظر بمعنى المنع" فقد تطور صوت الضاد العربي المعروف إلى صوت الظاء عندهم فاتفق اللفظ الأول مع الثاني في الصورة الصوتية التي اصبح لها معنيان "المجيء" و "المنع" ويفهم المراد منهما بالسياقحدوث الاشتراك من الواضع الواحد: هذا عند قصد المتكلم الإبهام والتعمية على السامع، حيث يكون التصريح سببا في المفسدة كما روى عن أبى بكر الصديق رضى الله عنه وقد سأله رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم وقت ذهابهما إلى الغار: من هذا؟ قال: هذا رجل يهديني السبيل.آراء العلماء في وقوع المشترك اختلف العلماء فيه بين منكرين ومؤيدين، وإليك البيان. رأي المنكرين: أنكر فريق من العلماء القدامى وجود الاشتراك في اللغة ، ومنهم ابن درستويه "فاللغة موضوعة للإبانة عن المعاني ، فلو جاز وضع لفظ واحد للدلالة على معنيين مختلفين، أو أحدهما ضد الآخر لما كان ذلك إبانة بل تعمية وتغطية" ولكن هذا الرأي معيب لأن الابهام يزول بالقرآن الصارفة.

مقالة عن اللغة العربية وتطور دلالة الألفاظ علي المعني المشترك اللفظي

رأي المثبتين: قال بوقوعه طائفة كبيرة من العلماء، منهم الخليل وسيبويه والأصمعي وأبو عبيدة، وأبو زيد، وابن فارس ، وأبو علي الفارسي وابن جني ولكنهم اختلفوا فيما بينهم على صفة الوقوع: هل ذلك يكون من جهة الوجوب، أو الأغلب أو إمكان الوقوع مطلقا؟ والأكثرون على أنه ممكن الوقوع من واضعين مثل الهجرس، أو من واضع واحد، مثل رجل يهديني السبيل. ودليلهم على ذلك وجود الألفاظ التي وقع فيها الاشتراك في لغة العرب وأساليبهم ولا يمكن إنكارها. ويبدو لنا أن 1-كلا من الفريقين مبالغ فيما ذهب إليه فلا يمكن إنكار الاشتراك لوقوعه في ألفاظ العربية، وعدم التمكن من تأويل كل ما ورد منها 2-من التعسف التوسع في إثباته بحيث يشمل العديد من ألفاظ اللغة لأن بعض ما يتصور من المشترك يمكن تأويله وإخراجه من هذا النطاق. إذاً، فالرأي الأجدر بالقبول هو ما ذهب إليه أكثر المحدثين من اللغويين وهو التسليم بوجوده في اللغة مع عدم التوسع والمبالغة.

الاشتراك

هو : دلالة اللفظ على معنيين أو أكثر على التساوي. وذلك مثل لفظ : (العين) فإن له معاني كثيرة منها (الباصرة)، و(الجاسوس) ، و(عين النفس: أصابه بعين) و(مطر أيام لا يقلع)، و (الخال) لأخي الأم ، وللشامة في الوجه، وللبعير الضخم وللسحاب.

اقرأ ايضاّ