مقال بعنوان: "أحلام الشباب في بلاد مظلمة"

آخر تحديث:
وقت القراءة: دقائق
لا توجد تعليقات

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق

تسجيل الدخول

مقال بعنوان: "أحلام الشباب في بلاد مظلمة"

لا شيء نراه نحن الشباب ضمن حدود بلادنا، سوى المستقبل المظلم الذي يلوح في الأفق كغيمة سوداء. الكثير منا يحمل شهادات علمية كبيرة، فمنا الطبيب، والمهندس، والمعلم، والمحامي، ومنا الموهوب والفنان. لكن، إذا بحثت عنا، تجدنا نعمل في أعمال لا تليق بنا. المعلم، الذي هو أساس المجتمع، أصبح يعمل عتالاً، ترك التعليم وأطفأ شموع النور التي كان ينير بها المجتمع، وأصبح يعمل في مجال التحميل.

إلى متى ستبقى أحلامنا هكذا؟ إلى متى ستبقى أدغاث أحلامنا تتلاشى في زوايا النسيان؟ إلى متى ومواهبنا تدفن تحت التراب؟ لننظر إلى الناجحين من أبناء بلادنا التي نتغنى بها، أين نجحوا؟ لقد نجحوا خارج هذه الحدود.

لماذا؟ لأنهم وجدوا مجتمعات تقدّر وتعترف بقدراتهم. أليس هذا هو الذي يجري؟ أن تكون بروفيسور أو أفلاطون زمانك لا يعني شيئًا في بلادك، سوى التفكير في كيفية الحصول على قوت يومك من فتات الخبز، الذي تسعى من أجله يومًا كاملًا لتحصل عليه من شخص جاهل وسخيف لكنه يتمتع بمركز مرموق.

لقد انقلبت الموازين اليوم. كنا في خير تام، لكن اليوم نحن في أسوأ حال. في عام 1978، حصل الأديب السوري ممدوح عدوان على جائزة أحمد شوقي للأدب. وفي عام 1980، حصلت سوريا على جائزة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) لمساهماتها في الثقافة العربية. وفي عام 1990، حصل بعض الباحثين السوريين على جوائز في مجالات العلوم الطبيعية والإنسانية في مؤتمرات دولية. كانت دمشق في عام 2008 عاصمة للثقافة، وفي أضواء الأزمة الغذائية العالمية، كانت خيرات سوريا تكفي لعيش 100 مليون نسمة برخاء ورفاهية
الغني أصبح فقيرًا، والكريم أصبح ذليلًا. والذي كان في الطرقات والشوارع وتحت الجسور يلمع الأحذية، أصبح يمتلك مزرعة لشم الهواء، وسيارة فارهة، وحسابًا بنكيًا يحمل آلاف الدولارات باسمه. بل أصبح يمتلك حراسًا شخصيين له. لماذا؟ لأنه أصبح من المهمين في البلد، ولماذا لا وهو لا يمتلك شهادة (سادس أعدادية) أو ربما يكون أميًا لا يعرف القراءة والكتابة.

هذا هو واقعنا المرير، حيث تتبدل القيم وتختل الموازين. نحن نعيش في زمنٍ يفتقر إلى العدل والإنصاف، حيث تُهدر الطاقات وتُقمع الأحلام. لكن رغم كل ذلك، يبقى الأمل معلقًا على عاتق شبابنا. علينا أن نؤمن بأن التغيير ممكن، وأن الجهود المبذولة لن تذهب سدى. فالمستقبل لنا، ونحن من سنصنعه.

تأليف: أسامة محمد | Osama Mohammed

أسامة محمد | Osama Mohammed

أسامة محمد | Osama Mohammed

كحيلان طي

اسعى للوصول لحلمك ⚖️ شاب سوري محب للعلم والتعلم يدرس القانون في جامعة الفرات

تصفح صفحة الكاتب

اقرأ ايضاّ