مشكل استغلال إختلاط الثقافات و كيف يؤدي إلى الاغتراب الهوياتي.

سمير  المسناوي
محرر و مدون
آخر تحديث:
وقت القراءة: دقائق
1
لا توجد تعليقات

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق

تسجيل الدخول

"تجد نفسك أينما وجدت وطنك ، أبحث عن وطنك تجد نفسك"

من خلال القولة اعلاه يتضح جليا أهمية الوطن في حياة كل إنسان ، باعتبار أن هذا الأخير كائن اجتماعي يعيش داخل مجموعات من بني جنسه يتفاعلون فيما بينهم و يقيمون علاقات داخل مجال معين .

يجب التفريق بين مفهوم الدولة و الوطن لأن في الكثير من الأحيان ما يتم ربط الأولى بالثانية رغم وجود فرق و اختلاف كبير بين الاثنين بل و أكثر من ذلك فإن أغلب الدول باعتبارها تنظيمات سياسية للمجتمعات تمارس سلطة داخل مجال جغرافي معين عن طريق سن مجموعة من القوانين من طرف مؤسسات تابعة لنفس التنظيمات، تحاول نزع الحس الوطني من الشعوب خصوصا الأصلية التي لها من الخصائص ما يكفي لترفض الخضوع لأي سيطرة خارجية كيف ما كان نوعها.

في حين الوطن هو تلك البقعة أو المكان الذي يولد فيه الإنسان و تربطه به علاقات فطرية حيث أنه دائما يشعر بالانتماء له. حتى و إن غادره لفترات طويلة فإنه يبقى منتسب لنفس الوطن.

في صدد الغوص اكثر في تحليل هذا الإشكال المهم يحق لنا التساؤل:

كيف تسيطر الأنظمة على الشعوب ؟ و كيف تستعمل اختلاط الثقافات لتغريب الإنسان داخل وطنه ؟ و ما العواقب التي تنتج عن هذا الاغتراب و كيف يمكننا تجاوزه ؟

تتدعي أغلب الأنظمة أنها تسهر على حماية مواطنيها و تعمل على حفظ حقوقهم وكذا فرض السلم و الأمن العام إلى هنا يبدو كل شيء على ما يرام و أن الأنظمة لها فضل كبير على المواطنين ولكن الغوص في التفاصيل يكشف المستور و المخفي فأغلب هذه الأنظمة تقتات على خيرات الاوطان و تستغل قوة الشعوب لخدمة مصالحها ولكن قبل انجاز مهمتها تتجه لسلب المواطن من كل وطنيته أي من ذلك الارتباط بين الشخص و أرضه فتسخر كافة وسائلها من أجل القيام بهذه المهمة التي تعتبر السبيل الأكثر سلاسة لنجاح خطتها.

ولعل أبرز هذه الوسائل هو العمل على مزج الثقافات قصد إلغاء الهوية.

كما لا يخفى على الجميع فإن البشرية عرفت تطور مستمر تطور اتسم بالتقدم و الديمومة حيث أن الفطرة الطبيعية لبني البشر ترفض الجمود ، لذلك كان من الطبيعي أن نرى إختلاطات و إمتزاجات بين أفراد لا ينتمون لنفس المكان و يختلفون من ناحية العادات و التقاليد و المبادئ و القيم و الايديولوجيات تحت لواء التعايش و قصد تحقيق تنمية شاملة عن طريق تبادل الخبرات و التجارب و المعارف في مختلف المجالات.

وجب التركيز على الغاية وراء تناقح الثقافات ؛ ولكن هناك من استغل هذا المعطى و هذا التناقح لأغراض أخرى من قبيل إلغاء الوعي بأهمية الانتماء الأصلي لموطن ما مستغلين الإعلام و الدين ( احيانا) و اللغة التي لا يمكن اعتبارها على أي حال محدد رئيسي للهوية لأنها قابلة للتغيير لبسط سيطرتهم على الشعوب الأصلية و إفراغهم من وطنيتهم و بالتالي تسهيل السيطرة عليهم و استغلالهم و توجهيهم أينما و كيفما أرادوا.

ينتج عن هذا الاغتراب عواقب وخيمة حيث بسببه تنتشر كافة أشكال العبودية غير مباشرة بالإضافة إلى تنامي الظلم و الفساد و الاستغلال.

مشكل استغلال إختلاط الثقافات و كيف يؤدي إلى الاغتراب الهوياتي.

ختاما يجب أن تتظافر الجهود لإيقاف الآفات المسببة للاغتراب الهوياتي و التعايش قصد الاستفادة لا الخروج من قوقعة الأصل و الاستلاب منه.

اقرأ ايضاّ