مراجعة لرواية لتر من الدموع للكاتبة اليابانية آيا كيتو
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخول#قراءات#عنوان_الرواية: لتر من الدموع
#المؤلف: آيا كيتو (نضال شابة للحياة) مذكرات آيا
#عدد_الصفحات: 199صفحة
أنا آسفة جدا يا آيا. أنا حقا آسفة لكل ما مررت به. وستكون مذكراتك هذه أجمل وأصدق ما قرأت في حياتي كلها.قبل أن أقدم قراءتي حول رواية لتر من الدموع أود أن أبكي قليلا، ها أنا ذا ابكي، أبكي وبشدة. علي أستطيع أن أؤكد لآيا كيتو أنها كانت على حق، وأنها نجحت فعلا في أن تكون شخصية عظيمة، وهي التي قالت في مذكراتها جملة جعلتني أتوقف عندها طويلا: "أنا متمسكة بالأمل واتضرع كي أصبح شخصية عظيمة"ان يتحدث الإنسان عن نفسه، عن آلامه وأوجاعه، أن يمتلك شجاعة البوح. هذا ليس بالأمر الهين أو البسيط.أن تحكي للآخرين عن لحظات ضعفك وعن كل ما تمر به من أوقات عصيبة مع مرض لعين لا يتداوى ولا يشفى أمر عظيم جدا، وحتما سيجعلك عظيما في نظر نفسك أولا وفي نظر الناس أخيرا. وهذا ما أرادت آيا كيتو أن تعيش من أجله، فرغم صعوبة مرضها، وعلمها أن حالها سيزداد سوء بمرور الأشهر والسنين، وأن عدد سنين عمرها ضئيل إلا أنها اختارت الصمود والكفاح، اختارت أن تكون عظيمة وحكيمة. وأعلم يقينا أنها لو استمرت آيا في الكتابة لقالت الكثير، كانت ستحكي لنا كل ما يجول بخاطرها، وتحكي لنا عن معاناتها بقلب فتاة حنونة وعظيمة.
*عن ماذا تدور أحداث الرواية؟
تدور أحداث الرواية حول مذكرات حقيقية لفتاة يابانية تدعى آيا كيتو. كانت في الخامسة عشر من عمر عندما اكتشفت انها تعاني من مرض مستعص لا علاج له. وهو مرض يتطور بمرور الوقت وهذا المرض يدعى (Spinocerebellar ataxia) (يختصر SCA) ويسمى أيضا (Spinocerebellar Degeneration) وهو مرض يبدا في جزء من المخ بالتحديد المُخيخ – الحبل الشوكي. حيث تبدأ الخلايا بالموت التدريجي والضمور، ويؤدي هذا المرض إلى فقدان القدرة على الحركة وعدم القدرة على المشي، ومن ثم فقدان حركة الاطراف، ثم ينتهي الأمر بالمصاب به على الكرسي المتحرك وبعدها على السرير. لا يتحرك، لا يتكلم ولا يستطيع أن يعبر عن نفسه، كما يجد الأشخاص من حوله صعوبة في فهم ما يقول، مع أن قدراته العقلية تكون سليمة تماما، ولا يصاب بالتخلف العقلي، ذكاؤه ثابت لكن قدرة جسمه على الحركة تختفي تدريجيا. إلى أن تختفي نهائيا وهذا ما حدث تماما مع آيا كيتو. كانت تختفي تدريجيا. أخبرها طبيبها في حصة من حصص التأهيل أن تبدأ بكتابة ملاحظات فيما يخص ما يطرأ على جسمها من تغيرات، وما تشعر به ليطلع عليها، ويرى مدى تطور المرض لأن ذلك سيساعدهم في تتبع حالتها بشكل جيد. وعندما بدأت آيا بكتابة ملاحظاتها، وقد كانت تكتب أيضا ما تشعر به، وما يراودها من أفكار لتصبح ما هي عليه الآن "لتر من الدموع" ولكن مع تدهور حالة آيا، أصبحت مذكراتها غير مقروءة. ولكن رغبتها في الكتابة لكي تعيش لم تضمحل على الإطلاق، بل واصلت الكتابة في كراسة الرسم باستخدام قلم سحري بكل صعوبة في يد لا تتحرك كما تريد. لذلك قامت شيوكا كيتو "والدتها" بإعادة صياغتها وقد وجدت بعض الصعوبة في ذلك. ولكن مع تعاون عائلتها وأصدقاء العائلة وتشجيعهم المتواصل نجحت في ذلك. وقد كانت كلمات ابنتها آيا راسخة في ذهنها. "سيكون من الجميل أن أموت وأنا متمددة على سجادة جميلة من الزهور وأستمع إلى الموسيقى المفضلة لدي".
*وفاة آيا كيتو
توفيت آيا بهدوء بينما كانت محاطة بعائلتها قبل خمس دقائق من الواحدة بعد منتصف الليل يوم 23 مايو 1988 وعمرها خمسة وعشرون عاماً. وعلى الرغم من عجزها عن الكلام، تلفظت قبل مغادرتها هذا العالم بوضوح بالصوت «a» وهو المقطع الأول من كلمة ’arigato‘ (شكراً لكم).
كان يمكن أن اقرأ الرواية في جلسة واحدة ولكن فضلت أن أقسمها على 4 أو 5جلسات حتى لا أسكب لترا من الدموع دفعة واحدةانصح الجميع بقراءة هذه الرواية وخاصة أولئك الذين تيبست وتحجرت قلوبهم، متأكدة ان الدموع ستحييها من جديد
●من الاقتباسات التي راقتني ولامست شغاف قلبي ما يلي:
*سيظل الوقت يمر حتى لو حطمت كل الساعات في العالم.*ألا يمكن للإنسان أن يعيش بعقله فقط؟*أحتاج على الأقل إلى لتر من الدموع لاتخاذ هذا القرار، وسأحتاج إلى المزيد مستقبلا.*في أغنية سوكياكي غنت كيو ساكاموتو بالقول"أنظر إلى أعلى أنا أمشي، حتى لا تسقط دموعي"*أتساءل عما إذا كان مرضي يمكن أن يشفى بشكل طبيعي؟ أنا الآن في السابعة عشر. وأتساءل كم عدد السنوات التي سأصمد فيها حتى يغفر الله لي. لا أستطيع تخيل نفسي في نفس عمر أمي الآن (الثانية والأربعين). ولم أتخيل أن أصبح تلميذة في الصف الثاني في مدرسة هيجاشي الثانوية؛ والآن أخشى أنني قد لا أتمكن من العيش حتى سن الثانية والأربعين. لكنني أريد أن أظل على قيد الحياة إلى حين بلوغ هذا السن! * أعلم أنني لا أستجيب بسرعة. وفي يعض الأحيان لا أعترف لنفسي بأنني معاقة. أنا غارقة في أعماق اليأس. لكن الغريب لا أشعر برغبة في الموت لأنني أشعر أن السعادة ستعرف طريقها إلي يوما ما في المستقبل.
#Ranim_Zarif
