نعيش اليوم في عالمٍ لا ينضبُ الحديث فيه عن إدارة الأعمال كمجالٍ واختصاص وتعلم، فهي فنٌ حقيقي يتقنه البعض دراسةً وآخرون تجربةً، ويتلهّف الكثيرون ممن لم يتعرفوا من قبل على هذا المجال أن يفهموه أكثر ويحاولون خوضه، لمحاولة حصد ثمار النجاح فيه والإتيان بثروة ربما!
يتعرف الناس على إدارة الأعمال بالدورات أو بالكتب
أكثر ما يجتذب من يريدون التعرف على "إدارة الأعمال" هي الدورات التعريفية والتدريبية للمجال، يعدُّها ويعطيها من لديه الكمّ الوفير من الخبرة والتجارب والدراسات أيضا ليحصل المتدرب على معلومات تكفي فضول كل تساؤلٍ لديه.
والوسيلة الأخرى هي الكتب التي تتناول مجال إدارة الأعمال من قبل مؤلفين ذوي خبرة ومؤهلات دراسية وكذلك أسلوب في الكتابة والإبداع، وأرى في الكتاب فائدةً لا تنقص عن الدورة أبداً لأنه بلا قيود زمانية او مكانية، فلا وقت محدد لديك حتى تنهي جلستك مع زبدة الخبرة التي بين يديك، كأن المؤلف نفسه جالسٌ معكَ ساعات مطولة دون أي مقاطعات، يتحدث إليك ويشرح لك بكل تأنٍّ كل فكرة ويسهب فيها دون المقاطعة بسؤال شخص ما أو سماع جرس انتهاء اليوم التدريبي، واليوم سنتحدث عن أفضل تلك الكتب التي تمنحك ما تريد وأكثر في مجال إدارة الأعمال.
كتاب الأب الغني والأب الفقير
حظيت بفرصة تدريبية رائعة وفريدة في مشروع تمكين الشباب التابع لمنظمة UNDP الدولية، وكذلك كان لدي تجربة سابقة في حضور دورة تدريبية في القيادة الإدارية في إدارة الأعمال، ولا أُغفل أنني حضرت عدة مساقات تعليمية في منصة إدراك العربية، ولِعجَبي الشديد، وجدتُ في هذا الكتاب ما أخذته في الأماكن الثلاثة مجتمعة! كل فصل كان يدهشني ويذكرني بكلام الدكاترة وأصحاب الخبرات الطويلة وهم يشرحون كيفية النجاح والاستمرار وتأسيس شركة ناشئة (startup). يأخذك روبرت تي كيوساكي من يدك ويدخلك بكل تمهل وصبر إلى عالم العمل، ثم الريادة، ثم الأسهم والبورصة والعقارات! وكل ذلك بتفاصيل دقيقة جداً تشمل النواحي المالية والحسابية والقانونية كذلك، دون أدنى عرقلةٍ في فهم أو إدراك ما يصبو إليه شرحه، إذ أنه بسيط ومُشبعٌ بالعاطفة حقاً، حتى أنا كقارئ أريد الفائدة البحتة لا التسلية، شعرت بذلك!
يبدأ معك بالخطوات المبكرة جداً من أي مشروع وهي التفكير، يُريك الطريقة المُثلى للإتيان بأفضل النتائح وأضمنها دون خسائر فادحة منذ البداية لكن طبعا مع المخاطرة المعقولة، إذ لا يمكن لرائد الأعمال أن يمتلك تلك الصفة ما لم يكن مخاطراً. ثم يجول بك في طرق الإنفاق وكيفية جعل كل إنفاق يلتفّ ويعود لك بالنفع دون أن يخرج من جيبك. وكما يردد على مدار صفحات الكتاب "اجعل المال يعمل من أجلك"، فهو يرى المشقة والكد والتعب المفرط للحصول على مال سينفَق على احتياجات محددة وجزء منه لن يدخل جيبك أصلا ما هو الا كذبة كبيرة عاشها الناس لخوفهم من المخاطرة وفقدان رؤوس الأموال مهما بلغ صِغرُها ولضمانهم الوظيفة بما يحصلون عليه منها من راتبٍ ثابت لا يرقى لأي مخاطرة. وينتهي بنصائحَ عمليةٍ تماماً كي تمتلك تجارةً ناجحة فعلا تضمن أنها ستنمو وتكبر مع الأيام لتصبح مصدراً من مصادر ثروتك الحقيقية.
رأي شخصي
باختصار، إنه كتاب عبارة عن دورة تدريبية مكثفة جدا لريادة الأعمال والبدء بالمشاريع من الصفر بأساسات متينة، دون إغفال أصغر التفاصيل أو أكبرها، لا أعتقد أنك ستحتاج إلى أي إجابة بعد انتهائك منه، لأنه سيثير الاسئلة في عقلك لكنه لا يلبث يجيبك عليها في الصفحة التالية😉لقد وقعت في حب هذا الكتاب كليّاً، وغمرني الامتنان لأنه صادف دوراتٍ فعلية حول الريادة، فلم أجده إلا داعماً رائعاً لكل معلومة حظيت بها💕
عن الكاتب
رغد حمزة
محامية، كاتبة
محامية شابة ، تخدم القلم والكتاب