ما هي تقنية البلوكشين؟ ودورها في تداول العملات الرقمية

الكاتب

Mohamed Ahmed

لا بدّ أنّك سمعت مؤخرًا عن مصطلح البلوك تشين الذي غالبًا ما يأتي ذكره عند الحديث عن العملات الرقميّة. وفي حين قد تكون على دراية بأنّ هناك علاقةً ما بين تقنيّة البلوك تشين والعملات الرقميّة، فهل سألت نفسك من قبل ما هي تحديدًا تقنيّة البلوك تشين؟ ومما تتكوّن؟ وكيف تعمل؟ ولماذا تُعد مُهمّةً في تداول العملات الرقميّة؟

في عصرٍ بدأت فيه العملات الرقميّة في الانتشار واستبدال طرق التمويل التقليديّة شيئًا فشيئًا، فإنَّ فهم التكنولوجيا وراءها أصبح ضرورةً لا غنى عنها حتى تكون مُلمَّاً بكل ما يحدث حولك ولا تتأخّر عن الركب!

وفي هذا المقال، سنجيب عن كل هذه الأسئلة السابقة ونُوضِّح كل ما تحتاج إلى معرفته عن تقنيّة البلوك تشين سواءً كنت ترغب في دخول عالم العملات الرقميّة كمُستثمر أو كنت ببساطة فضوليًا بشأن هذا العالم الرقمي الجديد الذي أحدث ثورةً في الطريقة التي يتم بها تداول الأموال حول العالم.

ما هي تقنيّة البلوك تشين؟

البلوك تشين هي عبارة عن دفتر حسابات رقمي يُسجِّل المعاملات عبر العديد من أجهزة الكمبيوتر بطريقة تضمن أمان البيانات وشفافيتها وعدم إمكانيّة تغييرها. لتبسيط الأمر، تخيّل دفتر حسابات ورقي تستخدمه إحدى الشركات لتتبُّع المبيعات والنفقات، ولكن بدلًا من أن يكون على الورق، يتم تخزينه إلكترونيًا عبر أجهزة كمبيوتر مُتعدِّدة بشكلٍ لا مركزي. يعني هذا النظام اللامركزي أنَّه لا يوجد كيان واحد لديه سيطرة كاملة على الدفتر، مما يجعله أكثر أمانًا.

فكِّر في البلوك تشين كمستند جوجل (Google Doc). عندما تنشئ مستندًا وتشاركه مع مجموعة من الأشخاص، يُمكن لأي شخص في المجموعة رؤية المستند وإجراء تعديلات لحظيّة عليه. تكون هذه التعديلات مرئيّة للجميع، ولا يتحكم فيها شخص واحد بعينه. ومع ذلك، على عكس مستند Google، بمُجرَّد إضافة المعلومات إلى البلوك تشين، لا يُمكن تغييرها أو حذفها.

كيف تعمل تقنيَّة البلوك تشين؟

قد تبدو تقنيَّة البلوك تشين مُعقّدة بعض الشيء، لكنّها تصبح أكثر وضوحًا عندما تُحلِّلها إلى مكوناتها وعملياتها الرئيسيّة. وفيما يلي نبذة عن بنية البلوك تشين وكيف يتم إضافة المعاملات إليها:

أولًا: بنية تقنية البلوك تشين

كما ذكرنا، تُشبه تقنية البلوك تشين النسخة الرقميَّة من دفتر الملاحظات حيث تكون كل صفحة عبارة عن كتلة، وكل كتلة متصلة بالكتلة السابقة، لتكوين سلسلة تُعرف بسلسلة الكتل (Block Chain). وتحتوي كل كتلة في تقنيَّة البلوك تشين على ثلاثة أجزاء رئيسية هي:

• البيانات: وهي تتضمّن تفاصيل المعاملات، مثل المُرسِل والمُستقبِل ومقدار العملة المشفرة (إذا كانت سلسلة كتل للعملات المشفرة).
• التجزئة: فكّر في هذا باعتباره بصمة رقميّة مُميزة للكتلة، حيث يتم إنشاؤه باستخدام البيانات الموجودة في الكتلة ويضمن أن تكون كل كتلة فريدة ومُختلفة عن غيرها.
• تجزئة الكتلة السابقة: تربط هذه التجزئة الكتلة الحالية بالكتلة السابقة، مما يؤدي إلى إنشاء سلسلة من الكتل. الأمر أشبه بكتابة الجملة الأخيرة من الصفحة السابقة في أعلى الصفحة التالية في دفتر المُلاحظات للحفاظ على الاستمراريّة. في الواقع، تجزئة الكتلة السابقة هي ما تمنح للبلوك تشين اسمها المعروف - سلسلة الكتل (Block Chain)

هناك أيضًا مُصطلح هام في بنية البلوك تشين يُعرف بالعقد، وهي عبارة عن أجهزة الكمبيوتر التي تشارك في شبكة البلوك تشين. تحتوي كل عقدة - أو جهاز كمبيوتر - على نسخة من سلسلة الكتل بأكملها وبالتالي تُساعد في التحقُّق من المعاملات الجديدة وتسجيلها.

نتيجةً لذلك، يضمن هذا النهج اللامركزي - على عكس قواعد البيانات التقليديّة التي تسيطر عليها سلطة مركزيّة مثل البنك - عدم سيطرة أي كيان واحد على السلسلة بأكملها.

ثانيًا: عملية إضافة المعاملات إلى البلوك تشين

تتضمّن عمليّة إضافة مُعاملة إلى الـ blockchain عدّة خطوات لضمان الأمان والدقّة. وفيما يلي وصف تفصيلي لكل خطوة:

1. بدء المعاملة

لنفترض أنّ هناك شخص يريد إرسال بعض العملات المشفرة إلى شخص آخر. للقيام بذلك، فإنّه يستخدم محفظته الرقميّة لبدء المعاملة. تقوم المحفظة الرقميّة بإنشاء طلب معاملة، والذي يتضمّن تفاصيل مُهمّة مثل عنوان المُرسِل والمُستقبِل، ومقدار العملة المشفّرة المطلوب تحويلها، والتوقيع الرقمي الذي يثبت أنّ المعاملة مُرخّصة من قبل المُرسِل.

2. نشر الصفقة

بمُجرَّد إنشاء طلب المعاملة، يتم نشره إلى جميع العقد الموجودة في الشبكة، وهذه العقد هي أجهزة الكمبيوتر التي تُشارك في شبكة الـ blockchain. تتلقّى كل عقدة طلب المُعاملة وتضيفه إلى مجموعة من المعاملات غير المؤكّدة، والتي يشار إليها غالبًا باسم "mempool"، والتي تُعد في الأساس منطقة انتظار للمعاملات التي لم يتم التحقُّق منها بعد وإدراجها في الكتلة.

3. التحقُّق من صحة المعاملة

تُعد عملية التحقق أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على أمن شبكة الـ blockchain، وهي تشمل العمليتين التاليتين:

• بداية التَحقُّق: تبدأ العقد في الشبكة بالتحقُّق ممّا إذا كان لدى المُرسِل أموال كافية في محفظته لإكمال المعاملة والتأكُّد من صحة التوقيع الرقمي. تضمن هذه الخطوة أنّ المُرسِل مسموح له بإنفاق العملة المشفرة وتمنع محاولات الإنفاق المزدوج (حيث يحاول شخص ما إنفاق نفس العملة المشفرة مرتين).
• آلية الإجماع: لتحديد المعاملات التي سيتم إضافتها إلى الكتلة التالية، تستخدم شبكات البلوك تشين ما يُعرف بآليّة الإجماع.

4. إضافة الكتلة

بمُجرَّد التحقُّق من صحَّة المُعاملة، يتم تجميعها مع المعاملات الأخرى التي تم التحقق منها في كتلة، حيث تتضمّن هذه الكتلة جميع المعاملات التي تم التأكُّد من صحتها. بعد ذلك، يتم تجزئة الكتلة الحالية، وتجزئة الكتلة السابقة مما يؤدّي إلى تمييز كل كتلة وربطها بالكتلة السابقة في السلسلة، مما يضمن الاستمرارية والأمان كما ذكرنا في القسم السابق.

5. نشر الكتلة الجديدة

يتم بعد ذلك نشر الكتلة الجديدة إلى جميع العقد في الشبكة، حيث تقوم كل عقدة - أو جهاز كمبيوتر - بتحديث نسختها من البلوك تشين لتشمل الكتلة الجديدة، مما يضمن أنَّ جميع نسخ البلوك تشين مُتطابقة وحديثة. تعتبر هذه الخطوة حاسمة للحفاظ على الطبيعة اللامركزية للـ blockchain، حيث لا يوجد كيان واحد لديه السيطرة على السلسلة بأكملها.

6. إتمام الصفقة

بمُجرَّد إضافة الكتلة الجديدة إلى سلسلة البلوك تشين، تُعتبر المعاملة كاملة. في هذه اللحظة، يتلقّى المُستقبِل العملة الرقميّة من المُرسِل، ويتم تسجيل المعاملة بشكلٍ دائم على الـ blockchain. هذا السجل غير قابل للتغيير، مما يعني أنّه لا يُمكن تغييره أو حذفه، مما يُوفِّر سجلاً شفافًا وآمنًا للمعاملات.

ما الفرق بين البلوك تشين العامّة والخاصّة؟

تأتي تقنية البلوك تشين بأشكال مُتعددة، كل منها يناسب حالات استخدام مُختلفة. ومن خلال فهم هذه الأنواع، ستتمكّن من فهم تطبيقاتها بشكلٍ أفضل. وفيما يلي نبذة عن نوعين رئيسيين للبلوك تشين هما البلوك تشين العامّة والخاصّة:

أولًا: البلوك تشين العامّة

كما يوحي الاسم، فالبلوك تشين العامّة مفتوحة لأي شخص يُريد المشاركة، حيث يُمكن للجميع الانضمام إلى الشبكة والتحقُّق من صحة المعاملات والوصول إلى بيانات البلوك تشين. ويضمن هذا النوع من البلوك تشين الشفافية، حيث إنّ جميع المعاملات مرئيّة لأي شخص على الشبكة.

تُعد كل من شبكة البيتكوين والإيثيريوم أشهر الأمثلة على البلوك تشين العامّة، فهي تسمح لأي شخص بالمشاركة في عمليّة التعدين (إنشاء كتل جديدة) والتحقُّق من صحة المعاملات.

ثانيًا: البلوك تشين الخاصّة

كما يبدو من الاسم، البلوك تشين الخاصّة مُتاحة فقط لمجموعة مُحدَّدة من المشاركين، حيث يتم التحكُّم في الشبكة بواسطة كيان واحد. ولذلك، يجب منح المشاركين الإذن للانضمام إلى الشبكة مما يضمن أنَّ الكيانات الموثوقة فقط يُمكنها التحقق من صحة المعاملات والوصول إلى البيانات.

وعلى عكس البلوك تشين العامّة، تكون سلاسل الكتل الخاصّة أكثر مركزيةً، حيث يتم إدارتها بواسطة كيان واحد أو مجموعة من الكيانات لديها التحكُّم الكامل في كل شيء.

تُعد منصتا Hyperledger Fabric وR3 Corda مثالَيْن على سلاسل الكتل الخاصّة المستخدمة في صناعات مثل التمويل وإدارة سلاسل التوريد.

ما هو دور تقنية البلوك تشين في تداول العملات الرقميّة؟

تلعب تقنيّة البلوك تشين دورًا حاسمًا في عالم تداول العملات المشفرة من خلال توفير منصّة آمنة وشفّافة للمعاملات. ذكرنا في القسم السابق كيف تتم العمليّة من لحظة إرسال العملة المشفّرة إلى لحظة استقبالها. وفيما يلي شرح لكيفيّة تسهيل تقنية البلوك تشين لتداول العملات الرقميّة حول العالم:

1. المعاملات اللامركزيّة

كما ذكرنا، تعمل تقنية البلوك تشين على شبكة من أجهزة الكمبيوتر التي تحتوي جميعها على نسخة من البلوك تشين كاملةً، والتي تتضمّن جميع المعاملات التي تمت. وهو ما يختلف تمامًا عن معاملات الأنظمة المصرفيّة التقليديّة، حيث تُدير السلطة المركزيّة بمفردها مُتمثلةً في البنوك المعاملات وتتحقّق منها. وبالتالي، فإنّ تقنية البلوك تشين تضمن عدم وجود أي احتيال أو تلاعب أو سرقة في تداولات العملات الرقميّة.

2. الأمان والثبات

من بين المخاوف المُثارة عند بعض الناس بشأن عالم العملات الرقميّة هو القلق من أن تتعرّض الشبكة لأي اختراق يؤدي إلى فقدان الأشخاص لعملاتهم الرقميّة. لا بد أنّك سمعت هذا الادّعاء من قبل، لكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا!

في الواقع، تتمثّل إحدى المزايا الرئيسيّة لتقنية الـ Blockchain في أمانها، حيث يتم تشفير المعاملات عليها باستخدام تقنيّات تشفير مُتقدِّمة بمُجرَّد تسجيلها في كتلة وإضافة هذه الكتلة إلى سلسلة الكتل (البلوك تشين).

3. الشفافية

تتميّز كل معاملة تتم على الـ blockchain بأنها مرئيّة لجميع المشاركين في الشبكة. وبالتالي، تضمن هذه الشفافية أنّ جميع الأطراف يُمكنهم التحقُّق من تفاصيل كل معاملة. وفي سياق تداول العملات الرقميّة، يعني هذا أنَّ المتداولين يُمكنهم رؤية التاريخ الكامل للعملة المشفرة، بما في ذلك عدد الوحدات الموجودة وكيف تم تداولها بمرور الوقت.

4. سرعة المُعاملات

يُمكن أن تستغرق المعاملات المالية التقليديّة - خاصةً المعاملات الدوليّة - عدّة أيام حتى تكتمل. وعلى العكس، تُقلِّل تقنيّة الـ blockchain بشكلٍ كبير من الوقت المطلوب للمعاملات، حيث يُمكن معالجة معاملات العملات الرقميّة في غضون دقائق، بغض النظر عن المواقع الجغرافيّة للمُشاركين.

وتُعد هذه السرعة مفيدة بشكلٍ خاص للمتداولين الذين يحتاجون إلى تنفيذ الصفقات بسرعة للاستفادة من فرص السوق.

5. خفض التكاليف

تُزيل تقنيّة البلوك تشين الحاجة إلى الوسطاء مثل البنوك الذين يحصلون على نسبة من كل معاملة ماليّة تتم من خلالهم. ومن خلال الاستغناء عن هؤلاء الوسطاء، تُقلِّل تقنية البلوك تشين بدورها من تكاليف المعاملات المرتبطة بالتداول. وبالنسبة لمتداولي العملات الرقميّة، فإنّ وجود رسوم أقل يعني أرباحًا أعلى.

6. المعاملات التي لا تتطلب الثقة

تُمكِّن تقنية البلوك تشين من القيام بمعاملات ماليّة لا تتطلب الثقة، بمعنى أنَّه يُمكن للطرفين التداول مباشرةً مع بعضها البعض دون الحاجة إلى الاعتماد على طرف ثالث. أي أنّ البلوك تشين نفسها تعمل كوسيط موثوق، حيث تقوم بالتحقُّق من كل معاملة وتسجيلها.

وتُعد هذه الطبيعة التي لا تتطلّب الثقة في الطرف الآخر جذّابة بشكلٍ خاص في عالم تداول العملات الرقميّة، حيث قد لا يعرف المشاركون بعضهم البعض شخصيًا، ومع ذلك لا يوجد أي قلق من أي عمليّات احتياليّة.

ما هي العقود الذكيَّة؟

العقود الذكيّة هي عقود ذاتيّة التنفيذ يتم فيها كتابة شروط الاتفاقيّة مباشرةً في الكود. بعد ذلك، تُنفّذ هذه العقود تلقائيًا وفقًا للشروط المتفق عليها. وتعمل العقود الذكيّة على منصّات البلوك تشين، حيث يتواجد كل من الكود والشروط عبر شبكة مُوزَّعة ولامركزيّة.

وأفضل ما في العقود الذكيّة هو أنّها تلعب دورًا ثوريًا في تداول العملات الرقميّة، من خلال تعزيز الأمان والثقة في عمليّات التداول ومنع أي عمليات احتياليّة.

ما هو دور العقود الذكيَّة في تداول العملات الرقميّة؟

تلعب العقود الذكية دورًا محوريًا في تداول العملات الرقميّة بفضل طريقة عملها الثوريّة والتي تشمل:

1. أتمتة الصفقات

يُمكن للعقود الذكيّة أتمتة عمليّات التداول من خلال تنفيذ أوامر الشراء أو البيع مباشرةً عند استيفاء شروط مُعيّنة. على سبيل المثال، يُمكن للمتداول تعيين عقد ذكي لبيع البيتكوين تلقائيًا عندما يصل سعره إلى قيمة معينة. تسمح هذه الأتمتة للمتداولين بالاستفادة من فرص السوق دون الحاجة إلى مراقبة السوق باستمرار.

2. ضمان الثقة والأمان

في التداول التقليدي، تُعد الثقة بين الأطراف أمرًا بالغ الأهميّة، وغالبًا ما تتطلّب وسطاء لضمان وفاء الطرفين بالتزاماتهما. تزيل العقود الذكيّة الحاجة إلى هؤلاء الوسطاء من خلال فرض شروط التداول تلقائيًا. وبمُجرَّد استيفاء الشروط المُحدّدة في العقد الذكي، يتم تنفيذ العقد تلقائيًا، مما يضمن حصول الطرفين على ما اتفقا عليه. وهذا بدوره يُقلِّل من خطر الاحتيال.

3. تسهيل البورصات اللامركزية

العقود الذكيّة هي جزء لا يتجزأ من تشغيل البورصات اللامركزيّة والتي يُرمز لها بالرمز (DEXs). على عكس البورصات التقليديّة التي تتطلّب من المستخدمين إيداع الأموال في حساب مركزي، تسمح بورصات DEXs للمستخدمين بالتداول مباشرةً من محافظهم، بينما تتولّى العقود الذكيّة مطابقة أوامر الشراء والبيع، ونقل الأموال، وتسوية الصفقات، كل ذلك دون الحاجة إلى سلطة مركزيّة.

4. إنشاء أدوات ماليّة مُعقّدة

تتيح العقود الذكيَّة إنشاء أدوات ماليَّة مُعقَّدة ومشتقات في تداول العملات المشفرة. على سبيل المثال، يمكن استخدامها لتطوير منتجات التمويل اللامركزي (DeFi) مثل منصّات الإقراض، وحسابات التوفير المشابهة لحسابات البنوك، ومجموعات السيولة. تُوفِّر هذه الأدوات بدورها للمتداولين فرصًا إضافيّة لكسب عوائد على استثماراتهم.

مثال عملي

لنفترض أنّك تريد شراء بيتكوين من شخصٍ آخر مقابل سعر مُحدّد من عملة تقليديّة مثل الدولار أو الريال أو الدرهم أو الجنيه أو غيرها من العملات. ومن خلال إحدى منصّات العملات الرقميّة التي تستخدم تقنيّة البلوك تشين، قمت بدفع الأموال بالعملة التقليديّة التي يتم إرسالها فورًا إلى عقد ذكي.

يتم برمجة العقد الذكي بحيث يحتفظ بالدفعة في حساب الضمان أثناء انتظار الطرف الآخر لتأكيد تحويل البيتكوين إليك. بمُجرّد أن يُرسل الشخص الآخر البيتكوين، يتحقّق العقد الذكي من المُعاملة على البلوك تشين ويصدر الدفعة إليه. إذا لم يقم الشخص الآخر بإطلاق البيتكوين لتصل إلى محفظتك، يتم إلغاء المعاملة فورًا وتعود الأموال التي دفعتها إليك مرةً أخرى.

خاتمة المقال

كما رأينا، فإنَّ فهم تقنيّة البلوك تشين وكيفيّة عملها هو أمر ضروري لتكون على دراية بالنظام المالي القادم الذي سيكون منافسًا شرسًا للنظام المصرفي التقليدي فيما يتعلّق بالمعاملات الماليّة في المستقبل. من الطريقة التي يتم بها التحقُّق من المعاملات إلى استخدام العقود الذكيَّة التي تعمل على أتمتة وتأمين الصفقات، فإن تقنية البلوك تشين ستكون بلا شك هي العمود الفقري للاقتصاد الرقمي القادم.

وأخيرًا، لا تنسَ الاشتراك في موقع نثري حتى لا يفوتك كل ما هو جديد من مقالاتنا المفيدة في مجال العملات الرقميّة وغيرها من المجالات، وإذا أعجبك المقال فلا تتردَّد في مشاركته مع الأهل والأصدقاء لتعم الفائدة!

المصادر: investopedia، onetrading، ig