لوم بنية الإصلاح | في التسامح عزة

محمد عبدالوهاب حسن
لوم بنية الإصلاح
آخر تحديث:
وقت القراءة: دقائق
لا توجد تعليقات

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق

تسجيل الدخول

يا أيها الغافل عن حكمة الحياة، إن التمسك بالندية في المعاملة لهو حمق يهوي بك إلى وديان الهلاك.

كم من نفس طاهرة تحولت إلى مستنقع من الأحقاد بسبب هذا الوهم الباطل. إنك بمجادلتك للناس في كل صغيرة وكبيرة تقتل روحك النقية، وتحولها إلى كائن عدواني لا يعرف السلام.

ألا تعلم أن الحياة سفينة تسير في بحر الفتن، وأن مجاذيفها هي التنازل والتسامح؟ إنك إن لم تنزل عن كبريائك أحيانًا، فإنما تسير إلى غرق مؤكد. فإن كان في قلبك مثقال ذرة من حكمة، لعلمت أن التنازل هو تاج الحكمة، وأن التسامح هو مفتاح الفلاح.يا من تعتقد أن قوتك في الندية، تأمل في سيرة نبي الله يوسف عليه السلام، كيف صبر على ظلم إخوته، وكيف رد عليهم بالإحسان بعدما ألقوه في الجب وباعوه بثمن بخس.

ألم تكن قدرته على التسامح هي ما رفعته إلى قمة العزة والشرف؟يا من تبحث عن العزة في الانتقام، إنما العزة في العفو، وإنما الرفعة في التواضع. فكيف ترجو بعد موتك ذكرى طيبة، وأنت في حياتك لم تزرع إلا الشوك؟ إنك بتمسكك بالندية تكتب نهاية مظلمة، وتغلق أبواب الرحمة في وجهك.

فتذكر أن الحياة قصيرة، وأن ما تتركه من أثر بعد موتك هو ميراثك الحقيقي. فانظر كيف تعامل من يسيء إليك، وكيف تصبر على أذاه، فإن في ذلك رفعةً لك عند الله، وذكرى طيبة تخلد بعدك في قلوب الناس. كن من الذين يتركون بعدهم أثرًا طيبًا، ولا تكن من الذين ينسى الناس ذكرهم كما ينسى التراب البذور الفاسدة.

محمد عبدالوهاب #لوم_بنية_الإصلاح

لوم بنية الإصلاح | في التسامح عزة

اقرأ ايضاّ