لعبة الظلال (Lعبة al-Ẓilāl) - The Game of Shadows
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخوللا أشعة شمس تخترق نافذة غرفتي الضيقة في الطابق السفلي. لطالما كرهت هذا القبو، لكن جدتي أصرت أن أُقيم هنا لرعاية قطتها الفرعونية العجوز، نفرتيتي. منذ وصولي، والغرابيب لا تفارقني.
في كل ليلة، يبدأ العواء عند منتصف الليل تمامًا. ليس عواء حيوان بري، بل صوت يشبه احتكاك المعدن الصدئ. يتسلل الصوت عبر الجدران الحجرية الصلبة، يملأ الغرفة ويخنقني بالهلع.
حاولت تجاهله في البداية. لكن كل ليلة، يزداد العويل قوة وإلحاحًا. في إحدى الليالي، لم أحتمل أكثر. نهضت وارتديت ملابسي، مصممة على اكتشاف مصدر الصوت.
نزلت الدرج بحذر، كل صرير خشبة يصدح في الأجواء الهادئة. انبعث العواء من نهاية الممر المعتم. لم يكن هناك سوى باب خشبي قديم مغلق بإحكام. لم أتذكر وجود هذا الباب من قبل.
دفعته برفق. صرير صدأ مخيف أجابني، وكأنما الباب يقاوم الفتح. لم يكن هناك مصدر للضوء في الممر، لكن فضولي تغلب على خوفي. تقدمت ببطء، كل خطوة تبعث صدى مخيفًا في الممر الضيق.

بمجرد أن عبرت العتبة، لف عليّ الهواء البارد كالموجة. شعرت برطوبة غريبة في الجو، رائحة عفونة تفوح من مكان مجهول. أمامي، امتد ممر حجري طويل، يضيق تدريجيًا حتى يختفي في الظلام.
لم أستطع الرؤية بوضوح، لكن شيئًا ما تحرك في طرف الممر. بدا وكأنه ظل قاتم يتلوى ويتحرك ببطء. توقف قلبي عن الخفقان للحظة.
دفعتني قدماي للخلف، وشيء ما اصطدم بساقي. نظرت إلى أسفل لأجد تمثالًا صغيرًا منحوتًا من حجر أسود لامع. كان على شكل قطة فرعونية برأسين، تبرق عيناها الصفراوين في الظلام.
شعرت برعشة تسري بأعصابي. تذكرت فجأة أساطير جدتي عن نفرتيتي، وكيف كانت قطة فرعونية مقدسة لها القدرة على التجول بين عوالم الأحياء والأموات.
أمسكت التمثال وأسرعت بالعودة إلى غرفتي. أغلق الباب وأحكمت إغلاقه خلفي. العواء لم يتوقف، بل أصبح أقرب وأكثر شراسة. بدا وكأن الصوت يأتِ من خلف الجدران نفسها، يحيط بي من كل جانب.
لجأت إلى هاتفي الباحث عن إجابات. بحثت عن قبو المنزل، والباب السري، والتمثال ذو الرأسين، لكن لم أجد شيئًا. كلما تصاعد عواء الوحش، كلما قلت النتائج التي تظهر على الشاشة.
بدا هاتفي وكأنه يبتعد عني. كل محاولة للاتصال أو إرسال رسالة تفشل. شعرت بالعزلة التامة، مغلقة في هذا القبو المرعب مع وحش يزأر ويخدش الجدران.
فجأة، توقف العواء. ساد صمت مخيف، أثقل عليّ أكثر من أي صوت. ثم سمعت صوت أقدام ثقيلة تتجه نحو باب غرفتي. ضربت الأقدام الباب بقوة، تلو الأخرى، وكأنها تحاول تحطيمه.
تراجعت إلى أقصى الزاوية، قلبي يكاد ينخلع من صدري. أمسكت بالتمثال بقوة، أتوسل إلى أي قوة خفية أن تحميني. تحطم الباب الخشبي القديم بضربة مدوية.
دخلت إلى الغرفة قطة عملاقة. لم تكن نفرتيتي، بل وحش أسود يجمع بين جسد قوي ووجه بشري مشوه. كانت عيناها الصفراوين تلمعان ببغض لا يوصف.
حاولت الهرب، لكن تحركاتي كانت بطيئة كأنما أجري في الكِسل. أمسكتني القطة الوحش بمخالبها الحادة وأرفعتني عاليًا. نظرت في عينيها الصفراوين، ورأيت فيها ان