لا تدع العالم يفقد فرصته في التعرف على بصمتك المتفردة " كن أنت"

آخر تحديث:
وقت القراءة: دقائق
لا توجد تعليقات

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق

تسجيل الدخول

كثيرا ما سمعت كلمة " كن أنت" ربما تظهر للعيان بأنها كلمة عادية، لكني لما سمعتها تبادر لذهني سؤال محير، كيف أكون أنا؟، او بالأحرى ألست أنا هي أنا، وكيف لا نكون نحن؟ أليست هذه الشابة هي نفسها طفلة الأمس؟ أليست شخصيتي هي نفسها التي صممت لأكونها في هذا العالم؟ هل نظرتي للحياة اليوم، هي نفس النظرة التي أراد الكون أن أكونها عن الحياة؟

قدرتك على احتضان وحدتك هو سر من أسرار قوتكقدرتك على احتضان وحدتك هو سر من أسرار قوتك

ربما تظهر لك هذه الأسئلة كأنها أسئلة فلسفية، وبغض النظر عن نوعها إلا أنها تفرض نفسها، وتجعلنا أمام تحدي كبير لنعرف حقا ما كنا نعتقد أننا نعرفه جيدا، فلو سألت شخصا من أنت، لعرف نفسه باسمه ونسبه، لكن كيف تعرف نفسك بشيء اختاره لك الآخرين؟

واسمح لي أن أطرح هذه الأسئلة لتتضح الرؤية أكثر :

الرجوع إلى " أنت" هو الرجوع لذاتك الأصلية لكن كيف ذلك؟

كيف يمكن تحديد من نحن؟

هل اسمنا كاف لتحديد من نحن؟

وهل قمنا باختيار اسمنا بأنفسنا؟

هل من المنطقي أن نحدد من نحن من خلال شكل وجهنا وجسدنا؟

وهل من المنطقي أن نعرف أنفسنا من خلال شيء لم نخلقه ولكن وجدنا شكل أجسادنا عليه؟

هل نحدد من نحن بنسبنا؟

وهل من المنطقي أن تغيب عن الوجود بمجرد غياب المقربين منك؟

هل نعرف من نحن بأننا ذاكرتنا؟ والذاكرة شيء يمكن أن يغيب في أي وقت وتنسى كل شيء كأنك ولدت للتو؟

ما هو أقرب تعريف نستطيع أن نعرف به من نحن؟ هل نحدد من نحن من خلال عملية التفكير؟ وهل هذا يعني أننا عندما لا نفكر يعني أننا لا نوجد؟

- كيف يمكن السفر إلى الأبعاد المتعلقة بالذات الداخلية؟

- هل ستأخذ زمام الأمور في كتابة قصتك في هذه الرحلة الأرضية، أم ستتركها لمؤلف آخر؟

لا أعرف كيف سيستقبل ذهنك هذه الأسئلة، لكنها تستحق أن تكون كمفتاح لدخولك وفهمك للحياة، ولإعادة النظر في نفسك التي تعتقد أنك تعرفها، ومعرفة سبب وجودك في هذه الرحلة الأرضية.

؟؟؟؟؟؟

لقد تبنت الكثير من الأكاديميات المهتمة بتطوير الذات مفهوم " كن أنت" كمنهج جديد للرجوع إلى الذات الأصلية، وانتشر المفهوم بشكل كبير، وأخذ سمعة مؤثرة في وعي الناس وأعماقهم، فاليوم يوجد الكثير من النسخ المتكررة من تقليد الناس بعضهم البعض، في أبسط الأشياء بدءا بطريقة المشي إلى تقليد طريقة تعاملهم مع الحياة، وقليل ما نجد الأشخاص الذين حفظوا على أصالتهم وحسهم المتفرد، فكان النداء لتكون "أنت" ذا أهمية كبيرة للرجوع للذات الأصلية، وليست رحلة سهلة إنما هي رحلة شجعان يؤمنون بحقهم في أن يكونوا تعبيرا حقيقيا لأصلهم الذي صمم الخالق أن يكونوا عليه.

لقد سمعت بعبارة كادت أن تحدث زلزالا في إدراكي، وتعيدني للخلف بخطوات كثيرة وهي أن: "مشكلتنا الكبرى هي الجهل بما نحن عليه، وحقيقة ما خلقنا لأجله"، فنقف وقفة تأمل لمعرفة ما تخفيه هذه الكلمات من أسرار، فمشكلة الكائن البشري هي جهله بما يؤثر في حياته، ويمنعه من التطور والنمو في جميع الجوانب، إلى جانب جهله الكبير بحقيقة ما خلق لأجله، وما خلق ليكونه ويصنعه في وجوده، ليشعر بإنسانيته ويتمتع بإمكانياته اللا متناهية، وبالاستمتاع برحلة وجوده.

ماهي بعض تجليات الذات المزيفة؟

يمكن تحديد بعض تجليات الذات المزيفة على الشكل الآتي:

التقليد، لعب دور الضحية، الخوف من الاختلاف، الكذب، التضحية من أجل الآخرين، نكران الذات، البحث عن رضا الآخرين، كره الذات، تأنيب الضمير، قول الباطل بدلا من الحق، الرضا بالذل، لوم النفس على أتفه الأشياء، الغضب في حال الفشل في مهمة، الشعور بالنقص...)

ماهي بعض تجليات الذات الحقيقية؟

يمكن تحديد أهمها على الشكل الآتي:

-الصدق مع الذات ومع الآخرين

-تحمل المسؤولية

-التعاطف مع الآخرين من جانب القوة

-الشجاعة

-المرح

-الاستمتاع بالحياة

-الشعور بالرضا والامتنان

-التطور في الوعي باستمرار

- اللا تعلق بالأشياء والأشخاص

-العمل على اكتشاف الإمكانيات

كيف يمكن تحقيق توافق مع ذاتنا الحقيقية؟

بعض الثقافات تتبنى جلسات مع الذات، يعيشون فيها حالة السلام ويشعرون بالهدوء داخليا بدلا من الفوضى الداخلية (إدمان الأفكار، الأفكار السلبية، صوت المسؤوليات، صوت الماضي، صوت المنتقدين، ضجيج السيارات، ضجيج المقارنات…)، ويتجلى نفس هذا الشكل عندنا في الصلاة بخشوع تام، فالجلسة مع الذات تستحق ان تؤخذ على محمل الجد، فما دامت الوحدة تخيفك فاعلم أنك تهرب من نفسك، وليست هناك جريمة أعظم من أن تهرب من نفسك وروحك وتنكرها، واعلم أنك لن تستطيع الانسجام مع ذاتك الأصلية إلا إذا استطعت الوصول لصوت الحدس بداخلك، وصوت الهدوء بأعماقك.

جلسة إنصات مع الذات تغنيك عن كل الجلساتجلسة إنصات مع الذات تغنيك عن كل الجلسات

لا تعتقد أنك في سباق مع الآخرين، أنت في سباق مع نفسك، لتزكيتها، للرقي بها لأعلى المستويات، لتهديك شعورا بالرضا والاطمئنان، وتمدك بمشاعر السلام والسكينة، وأنت في سباق مع قدراتك لتكتشف الكنوز المدفونة والأسرار المخزنة فيك والتي أودعها الله فيك لتدرك عظمة خلقه، وتذكر جيدا هذه القاعدة "ليست مهمتك في الحياة أن تكون أفضل من غيرك، إنما وظيفتك فيها هي أن تسمح لنفسك بأن تتطور بأقصى إمكانياتها".

السباق مع نسختك الضعيفة وليس مع شخص آخرالسباق مع نسختك الضعيفة وليس مع شخص آخر

حاول ما استطعت أن تحافظ على أصالتك، أن تقلل التقليد، وخاصة للأمور التي تشكك في قدراتك، ولا تخدم تطورك في هذه الرحلة الأرضية، وحافظ على القيم الإنسانية والكونية، فالتميز لا يعني التمرد على القيم التي تهذبك وتخلق منك إنسانا خلوقا، إنما التميز رحلة إيمانك بقدراتك، وباختلاف بصمتك في الحياة، فأنت تنتمي للآخرين، وهم ينتمون إليك، لأننا من روح واحدة، لكن في قدراتك و في إمكانياتك وبصمتك في الحياة، فـأنت خلقت متفردا، والخالق بقوته وعظمته لا يخلق نسخا متكررة في الكون، ولكن المجتمع بتأثير أجندته يخلق الكثير من النسخ المتكررة، تذكر جيدا " لا تتصنع لإرضائهم، كن أنت وستجد في أصالتك ما يغنيك عن كل شيء موجود بالحياة".

KELTOUM AGOURRAME

KELTOUM AGOURRAME

كاتبة

كلثوم اكرام أعمل كمختصة اجتماعية في مؤسسة تعليمية،وابلغ من العمر 27 سنة،ولدي ميل للكتابة اكتشفته منذ فترة ولابد أن يحمل هذا الميل الهام لمساعدة الناس للتغيير للأفضل. ان وجودنا تعبير عن روح تعرف ما فيها وما عليها،ومتى اكتشف الانسان سبب وجوده وهدفه في الحياة سمح له ذلك بعيش الحياة بأسلوب أكثر جودة وباحساس هائل.

تصفح صفحة الكاتب

اقرأ ايضاّ