كيف حققت التوازن بين حياتي الشخصية والمهنية

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخول
مقدمة:
لم يكن تحقيق التوازن بين عملي وحياتي الشخصية بالأمر السهل. كنت أعمل لساعات طويلة، أتحقق من رسائل البريد الإلكتروني حتى أثناء العشاء، وأشعر بالذنب إذا أخذت يوم راحة. ظننتُ أنني أسيطر على حياتي، لكن في الحقيقة، كنتُ أفقدها تدريجيًا.
أتذكر جيدا ذلك اليوم الذي مرضت فيه زوجتي و كدت أفقدها ،أتذكر عندما وقفت أنظر إليها عاجزا وهي ممددة على سرير المستشفى! شعرت حينها بصفعة على وجهي ياه! كم أنا مقصر تجاه عائلتي ، فأنا لا أذكر حتى متى آخر يوم خرجنا فيه لتناول عشاء أو في نزهة العمل أخذ كل وقتي ماذا لو فقدتها الآن !
قررت حينها إن أعطاني الله فرصة وشفيت زوجتي أن أضع حدودا واضحة بين العمل وحياتي الشخصية.وبعد أسبوع من الخوف والقلق تحسنت صحة زوجتي وعدت بها إلى المنزل وبدأت في تنفيذ خطتي.
1) وضعتُ حدودًا واضحة بين العمل وحياتي واشخصية
في البداية، لم أكن أرى مشكلة في التحقق من البريد الإلكتروني مساءً أو إكمال بعض المهام في عطلة نهاية الأسبوع. لكن مع الوقت، أدركتُ أن العمل كان يتسلل إلى كل لحظة في حياتي.
كيف غيرتُ ذلك؟
بدأتُ بإنهاء العمل في موعده المحدد يوميًا،
أغلقتُ إشعارات العمل بعد الدوام.
أنشأتُ مكتبًا صغيرًا في المنزل، وعند مغادرته، كنتُ أعتبر أنني "خرجت" من العمل.
2) نظّمت وقتي بذكاء
كنتُ أشعر دائمًا أنني غارق في المهام، حتى عندما لا أكون فعليًا مشغولًا. كنتُ أتنقل بين المهام دون خطة واضحة، مما جعلني أشعر بالإجهاد الدائم
. كيف غيرتُ ذلك؟
استخدمتُ تقنية بومودورو: 25 دقيقة عمل، ثم استراحة قصيرة، مما زاد من تركيزي.
حددتُ أولوياتي يوميًا، وبدأتُ بإنجاز المهام الأكثر أهمية أولًا.
ألغيتُ الكثير من الاجتماعات غير الضرورية، واستبدلتها برسائل بريد إلكتروني مختصرة
3) اهتممت بصحتي الجسدية والنفسية
كان لدي اعتقاد خاطئ بأن الإنجاز يعني التضحية بالنوم والراحة. لكن بعد فترة، بدأتُ ألاحظ أنني أصبحت سريع الانفعال، متعبًا باستمرار، وأفقد التركيز بسهولة
. ما الذي غيرته؟
التزمتُ بالنوم لسبع ساعات يوميًا، وأصبحتُ أستيقظ أكثر نشاطًا.
خصصتُ 30 دقيقة يوميًا للمشي، وجعلته عادة لا أتخلى عنها.
بدأتُ بتطبيق تمارين التنفس العميق عندما أشعر بالتوتر.
4)تعلمتُ قول "لا" دون شعور بالذنب
لطالما كنتُ الشخص الذي يقول "نعم" لكل شيء. أي طلب مساعدة، أي مهمة إضافية، أي اجتماع مفاجئ—كنتُ أقبلها كلها، معتقدًا أن هذا يجعلني أكثر نجاحًا. لكن الحقيقة أنني كنتُ أستنزف نفسي.
كيف غيرتُ ذلك؟
بدأتُ بتقييم أي طلب قبل الموافقة عليه. هل هو ضروري؟ هل سيؤثر على وقتي الشخصي؟
استخدمتُ عبارات مثل: "أود المساعدة، لكنني مشغول حاليًا بمهمة أخرى."
توقفتُ عن الشعور بالذنب عندما أرفض أمرًا لا يخدمني.
5) أعطيت الأولوية لعائلتي وأصدقائي
كلما انشغلتُ أكثر، كنتُ أقل تواصلًا مع أحبائي. اعتقدتُ أنني سأعوض ذلك لاحقًا، لكن الحقيقة أن العلاقات تحتاج إلى وقت واهتمام مستمر.
ما الذي غيرته؟
خصصتُ أمسيات محددة للعائلة، حيث نبتعد جميعًا عن الأجهزة الإلكترونية.
حددتُ موعدًا شهريًا للخروج مع أصدقائي القدامى.
تعلمتُ أن الاستماع بتركيز لمن حولي أهم من مجرد الوجود معهم.
6) استخدمت التكنولوجيا لصالح وقتي الشخصي
التكنولوجيا كانت السبب في تداخُل حياتي المهنية مع الشخصية، لكنني تعلمتُ كيف أستخدمها بشكل يخدمني بدلًا من أن تسيطر عليّ.
كيف قمتُ بذلك؟
استخدمتُ تطبيقات لتنظيم مهامي وتقليل الفوضى.
حدّدتُ وقتًا يوميًا لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي بدلًا من التصفح العشوائي.
ضبطتُ هاتفي على "وضع عدم الإزعاج" بعد وقت معين مساءً.
7) استعدتُ هواياتي التي كنت قد أهملتها
لطالما كنتُ أحب القراءة والموسيقى، لكنني كنتُ أقول لنفسي: "ليس لدي وقت." لكن الحقيقة أنني كنتُ أضيّع الكثير من الوقت على أمور غير ضرورية.
ما الذي فعلته؟
خصصتُ 30 دقيقة يوميًا للقراءة، وشعرتُ بعودة الحماس القديم.
بدأتُ بالعزف على الجيتار مرة أخرى بعد سنوات من التوقف.
جربتُ أنشطة جديدة، مثل التصوير، لأكسر الروتين.
خاتمة
تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية لم يكن سهلًا، لكنه كان ضروريًا. لم يكن الحل في تقليل العمل، بل في إدارته بذكاء، ووضع الحدود، وإعطاء الأولوية لما هو مهم حقًا.
اليوم، أشعر بأنني أكثر إنتاجية وسعادة. لا يزال لديّ أيام مزدحمة، لكنني لم أعد أسمح للعمل بأن يسرق حياتي.
هل مررتَ بتجربة مشابهة؟ ما أكبر تحدٍ تواجهه في تحقيق التوازن؟

نوارة ولدعلي
أستاذة اللغة العربية وكاتبة .متقاعدة من التعليم وأدرس حاليا في مدرسة خاصة ،أهوى كتابة المقالات والقصص ،شاركت في العديد من الكتب الإلكترونية على غراركتاب : أثري قبل الرحيل وكتاب ماذا بعد ،كما أكتب في عدة منصات.
تصفح صفحة الكاتب