كيف تتمتع بقدر أكبر من القبول والود مع الأشخاص من حولك؟
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخولهل لاحظت يومًا شخصًا من حولك يحبه العديد من الأشخاص ويرغبون في مصادقته والتعرف عليه أكثر؟ هناك بعض الأشخاص الذين يتمتعون بقدر كبير من القبول والود يجعلك ترغب في التعرف عليهم والتواجد معهم باستمرار. وعلى عكس المتعارف عليه فإن مهارات التواصل والقبول والود من المهارات الحياتية التي يمكنك تنميتها وتطويرها لتتمكن من أن تصبح شخصًا اجتماعيًا ودودًا بشكل سليم.
الصداقات والعلاقات الاجتماعية
تُعد الصداقات والعلاقات الاجتماعية من الأمور الحياتية المهمة في حياة كل شخص وقد تؤثر على حياته الشخصية والعملية، ولذلك ينصح أطباء النفس بضرورة الحصول على صديق أو أكثر للحفاظ على صحتك النفسية وعلاقاتك الاجتماعية مع الآخرين. يجب على الآباء تحفيز وتشجيع أطفالهم الصغار على تكوين صداقات والتعرف على الأطفال الآخرين في مرحلة الطفولة المبكرة، وتساعد هذه الخطوة على تنمية الطفل وتطويره فكريًا ونفسيًا للدخول في المجتمع وتعلم وقبول الاختلافات الفردية بين شخص وآخر. وفقًا لأطباء علم النفس يوجد 5 سمات أساسية في شخصية كل إنسان موجود على الكرة الأرضية وهي:
- الالتزام.
- الاتزان العاطفي.
- الانفتاح مع الآخرين.
- الاجتماع.
- الود أو القبول.
وفي هذا المقال، سنتحدث عن مهارات الود والقبول وكيفية تعزيز هذه المهارات لديك لمساعدتك على كسب الأصدقاء والأشخاص من حولك.
كيفية تعزيز مهارات الود والقبول لديك
مهارة الود أو القبول تشير إلى مدى لباقتك وودك مع الآخرين. بعض الأشخاص يمتلكون هذه المهارة بصورة فطرية تجعلهم قادرين على كسب ود الآخرين بسهولة وتجعل الأشخاص من حولهم ينظرون إليهم بنظرة إيجابية تفاؤلية جيدة، بالإضافة إلى سهولة وتعاونهم مع الآخرين. يتميز الأشخاص الودودون بقدر عالٍ من الثقة والأخلاق العالية وقدرتهم على التعاون والتواضع والتعاطف مع الآخرين، كما يتميزون بقدرتهم العالية على اتخاذ أفضل القرارات الصحيحة والسليمة.
ولكي تتمكن من تعزيز وتطوير مهارة القبول والود لديك، اتبع النصائح التالية:
1- جميعنا نعيش في الحياة نفسها
يجب أن نتفق جميعًا على أن جميع البشر يعانون من الضغوطات الحياة اليومية في حياتهم. لذا عندما تقابل أي شخص تعرفه أو تتحدث مع أحدهم، تذكر دائمًا أن كل شخص يعاني في حياته ويواجه الصعوبات التي تؤرقه في حياته. ولا يحتاج أي شخص منك أن تعبس في وجهه أو تذكيره كل فترة أنك تعاني من صعوبات في حياتك. وتذكر أن أول خطوة لتخفيف صعوبات الحياة هي ابتسامتك في وجه أصدقائك وزملائك في العمل. وتساعد ابتسامتك على ترك انطباع جيد بأنك شخص متفائل واجتماعي وليس شخصًا حزينًا أو محبطًا للآخرين.
2- لغة الجسد
يقوم علماء النفس أن لغة الجسد تمثل نصف شخصية المرء، لذلك عند وجودك في الاجتماعات الكبيرة أو بين عدة أشخاص يجب عليك الانتباه جيدًا إلى لغة جسدك لأنها تعطي انطباعًا أكثر بكثير من لغة الحوار بينكم. لذلك عند وجودك مع عدة أشخاص يمكنك تنفيذ هذه الحركات لتعطي ثقة أكبر في نفسك وأنك منفتح أكثر للحديث مع الآخرين من حولك:
- ضع يديك في وضعية الاسترخاء بدلاً من ضمهما معًا أو تحريكهما بشكل عشوائي متكرر.
- يجب أن تكون وضعية القدمين مستقيمة ولا تقم مطلقًا بوضع قدمًا فوق الآخرى لأنها تعطي انطباعًا بالتعالي والتكبر على الآخرين، خاصةً مع وجود أشخاص كبار في السن أو ذوي مكانة عالية.
- ركز مع المتحدث وانظر إلى عينيه وابتسم معه عند قول شيء فكاهي أو مضحك.
- لا تنظر إلى هاتفك عند التحدث مع شخص، حيث يجب منح الآخرين قدر كبير من الانتباه والاحترام والتقدير عند التحدث معه.
وإذا كنت ترغب في كسب انتباه شخص معين، يمكنك تقليد بعض حركاته عندما ينظر إليك. هذه الحركة تُثير العقل اللاواعي للانتباه إلى هذا الشخص لأنه يعطي انطباعًا بالتشابه مع هذا الشخص.
وعند الرغبة في إنهاء الحديث، يمكنك الانتظار حتى ينهي المتحدث كلامه والرد سريعًا عليه وتقديم اعتذار رقيق لرغبتك في المغادرة وإنهاء الحديث للوقت الحالي مع الرغبة في الالتقاء مجددًا لاستكمال الحديث.
3- ابدأ الحوار
لطالما كانت بداية الحوار هي الخطوة الأصعب في أي حوار أو حديث بين الأشخاص، ولكنها ليست خطوة مستحيلة على الأشخاص الودودين. كل ما عليك فعله هو بدء حوار شيق وبسيط مع الأشخاص من حولك. ولا نقصد هنا حوارًا ثقيلاً أو مرتبطًا بالأحداث السياسية الكبيرة أو حوارًا عميقًا عن العلم بطريقة مهنية بحتة، ولكننا نقصد حوارًا شيقًا وبسيطًا مثل إلقاء التحية عليهم أو سؤالهم عن اسمهم وأحوالهم أو عملهم أو الاكتفاء بقول صباح الخير فقط. حوار بسيط قادر على إذابة الجليد بينك وبين الآخرين ويمنحهم انطباعًا بأنك شخص ودود ومريح، مما يعيطهم الثقة الكافية لفتح حوار معك أو الاستمرار في نفس الحديث لفترة طويلة.
وإذا لم تتمكن من فتح حوار مع شخص ما لسبب معين، فلا يجب عليك أن تصد الآخرين عند محاولتهم الحديث إليك، بل يمكنك الرد عليهم بطريقة جيدة وإنهاء الحوار. وفي حال لم تكن ترغب في الإجابة عن أسئلة محددة أو معينة بكلام بسيط أو من خلال أنك غير مرتاح للحديث عن هذه النقطة مع الشخص دون الحاجة إلى العبوس أو الصراخ في وجه هذا الشخص.
4- التواصل مع الآخرين
نتفق على أن تذكر اسم الشخص واستخدامه عند التحدث كثيرًا يقربك كثيرًا من الشخص الذي أمامك كما يعطي انطباعًا بأنك شخص ودود ذو قلب جيد ويتذكر كل من تقابله جيدًا.
يمكنك اتخاذ الخطوة الأولى ودعوة أصدقائك أو زملائك في العمل للخروج معًا أو التنزه سويًا أو الذهاب إلى الصالة الرياضية معًا. تعمل هذه الخطوة على إيصال انطباع جيد عن رغبتك في تطوير وتنمية صداقاتك مع المقربين منك. كما يجب عليك أن تشعر الآخرين بالراحة في الحديث معك من خلال التعرف على هواياتهم واهتماماتهم وأعمالهم في شغلهم. وكل هذا يعطي فرصة للانتقال إلى الخطوة التالية وهي مدح الآخرين باستمرار وبصدق، لأن بعض الأشخاص يحبون أن يتلقوا كلمات من التشجيع والتقدير. ولكن يجب عليك الانتباه جيدًا إلى أنه يجب عليك أن تكون صادقًا عند مدح وتشجيع الآخرين لأن المدح المبالغ به يؤدي إلى التملق وإشعار الآخرين بعدم الصدق فيما تقوله.
5- كن مهذبًا وصادقًا
عندما تبدأ في الحديث، تأكد من التحدث بطريقة مهذبة مع مراعاة مشاعر الآخرين. فكر جيدًا في ما ستقوله قبل التفوه بأي كلمة، وكن حذرًا في اختيار كلماتك حتى لا تجرح مشاعر أي شخص ما بدون قصد. وتذكر دائمًا أننا مجرد مراحل في حياة الآخرين، لذا اجعل الأخرين يتذكرونك دائمًا بأخلاقك ومشاعرك اللطيفة حتى لا تكون شخص يُنسى أبدًا مهما مر من الوقت.
حاول دائمًا أن تكون إيجابيًا عند التحدث مع الآخرين وتحدث بالحقيقة والصدق فقط مهما كانت الظروف لتُعزز جو من الثقة والود. وأيضًا لا تترد في الاعتذار إذا أسأت التعبير أو قلت شيئًا غير مقصود. الاعتذار الصادق ليس كلمة تقولها لتُصلح الموقف سيء، بل هو طريقة لمواساة وتضميد جراح شخص كُسر، كما يُعزز من الشعور بالود والتقدير بين الأشخاص. تذكر دائمًا أن كلمات هي سهام خطيرة قد تبدل حياة شخص في لحظة وتؤثر في قلوبهم، لذا قم باختيارها بعناية.
6- تجنب الحكم على الآخرين
كما ذكرنا سابقًا، يواجه كل شخص منا في حياته ما يكفيه من الصعوبات والمصاعب في عمله أو حياته الشخصية والاجتماعية. لذلك، لا يجب أن تحكم على الآخرين، لأنك لا تدرك ولا تعرف ما يمر به الطرف الآخر أثناء حديثه معك. ولا يعني هذا بالضرورة أنه يجب علينا أن نعامل الآخرين بما نشعر به من ضغط، ولكن يجب أن نعطي الأعذار للآخرين، فلربما يمرون بيوم سيء ولا يمتلكون شخصًا قريبًا يساعدهم أو يخفف عنهم.
وإذا قصدك أحد لمساعدته على حل مشكلاته، نوصي بضرورة الاستماع إليه جيدًا وإعطائه حلولًا جيدة ومناسبة له دون الحكم عليه أو إعطاؤه انطباع أنه ليس جيدًا بما يكفي لحل مشاكله بنفسه.
عندما يشعر من حولك بالقبول منك، يصبحون أكثر ميلاً للتحدث معك ومشاركة أفكارهم الحقيقية وتعزيز الثقة بينكم. وتذكر دائمًا أن تحترم حدود صديقك دائمًا، حتى لو اختلفت عن حدودك. وتذكر أن كل شخص لديه مميزات وعيوب تميزه عن الآخرين، وأن الأخطاء هي جزء من كوننا بشرًا. لذلك، تعامل مع الآخرين بناءً على هذه الفكرة وستجد أن تعاملك معهم اختلف بطريقة إيجابية جدًا عن السابق.
المراجع
Mai Hesham
كاتبة مقالات ومترجمةأمتلك خبرة 4 سنوات في كتابة المقالات العلمية والطبية، أحاول مساعدة القراء على الحصول على معلومات صحيحة ودقيقة.
تصفح صفحة الكاتب