كيف باع فيكتور برج ايفل مرتين؟وكيف هرب من السجن ؟

آخر تحديث:
وقت القراءة: دقائق
لا توجد تعليقات

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق

تسجيل الدخول

فيكتور لاستيج الذي باع برج ايفل فيكتور لاستيج الذي باع برج ايفل

النصاب فيكتور لاستيج ولد في مدينة بوهيميا في التشيك عام 1890م،وتخصص في النصب في فرنسا وامريكا, فكان لاعب خفة و سلسل بالتعامل مع الناس ويستطيع أن يقنع اي شخص و يخدعه بحركاته وكلامه ويجعله دمية بين يديه.

فيكتور لاستيجفيكتور لاستيج

فيكتور انمسك عشرات المرات من الاشخاص الذين كان ينصب عليهم وفي كل مرة كان ينقذ نفسه بسلاسة عجيبة ومن المهارات التي ساعدته على النصب هو أنه كان يتكلم باللغة الفرنسية والإيطالية والإنجليزية.

في مدينة كانساس الأمريكية تعرف على دانس كونلز و اخترعوا طريقة نصب جديدة سوف تصنع لهم ثروة كبيرة ويستطيعون استخدامها بشكل دائم طوال حياتهم .

عملية النصب كانت عبارة عن صندوق سموه صندوق المال الروماني وهو صندوق خشبي لكنه مصمم بطريقة يظهر أنه ألة ديناميكية ،

صندوق المال الروماني الذي اخترعه فيكتور لعمليات النصب صندوق المال الروماني الذي اخترعه فيكتور لعمليات النصب

هذا الصندوق المفروض أنه ينسخ الأوراق المالية ،عندما تضع 100دولار في الصندوق وتضع المواد الكيميائية والحبر و الورق الصندوق سوف ينسخ الورقة هذه والورقة التي سوف ينسخها الصندوق سوف تكون كأنها حقيقية حتى لو ذهبت للبنك لتودعها الصرافين لن يميزونها و يودعونها لك .

توديع المال في البنك توديع المال في البنك

لكن المشكلة أن الصندوق يحتاج ست ساعات حتى ينسخ الورقة ويحتاج بعدها 12ساعة حتى يستريح الصندوق و يكون جاهز لعملية نسخ جديدة وهذا التصميم وضعوه لكي يكون سبب مقنع حتى يبيعوه ،

لان اذا كان لديكم صندوق ينسخ النقود فلماذا تريد أن تبيعه فلأن الصندوق يحتاج 18ساعة حتى ينسخ ورقة واحدة فهذا يعطي سبب مقنع للناس لكي يبيعون الصندوق ،

ففكتور وصديقه كانوا يشرحون للضحية ألية عمل الصندوق وبعدها يطلبون منه أن يعطيهم ورقة 100دولار و يضعونها في الصندوق أمامه ويضعون ورق طباعة وحبر في الصندوق ثم ينتظرون معه 6ساعات لكي ينسخ الصندوق الورقة وبعدها يفتحون الصندوق ويعيدون 100دولار له ،و يوروه ال100دولار التي طبعها الصندوق ثم يذهبون للبنك مع الزبون ليودعونها لكي يؤكدون له أن ال100دولار هذه حقيقية ،

طبعا هذه ال100دولار حقيقية لأن فيكتور وضعها في الصندوق من قبل ، وهكذا يكونوا قد خدعوا ضحيتهم ثم يعرضون الصندوق عليه بمبلغ يوصل لألاف الدولارات .

وحتى في حال اكتشف الضحية بعد تجربته لصندوق أن تم النصب عليه فلن يخبر الشرطة لأن إذا أخبرهم فيكون قد اعترف أنه حاول تزوير النقود والتي تعتبر جريمة كبيرة وسوف يذهب للسجن ،

فعملية النصب هذه كانت مربحة وكاملة لفيكتور وشريكه يستخدمها طوال فترة حياته ،

كيف باع فيكتور برج ايفل مرتين؟وكيف هرب من السجن ؟

ومن عمليات النصب التي عملها في سنة 1925م فيكتور ذهب لبنك التوفير الأمريكي وانتحل شخصية جديدة اسمه (روبرت ديفولت)وعرض عليهم سندات مالية من الحرب العالمية الأولى بقيمة 32الف دولار مقابل أن يعطوه 10الاف دولار كاش، هذه السندات كانت حقيقية لكن فيكتور بخفة يده و سلاسته استطاع أن يخدع موظفين البنك ويبدل السندات المالية بأوراق عادية بلحظة التسليم فأخذ السندات المالية و10الف دولار منهم.

الدولار في الحرب العالمية الاولىالدولار في الحرب العالمية الاولى

فالبنك لم يسكت على عملية النصب هذه ، فأجروا محققين لكي يتبعونه و يقبضوه عليه واستطاعوا هؤلاء المحققين أن يتبعونه لمدينة كانساس،

عملاء سريين عملاء سريين

لكن فيكتور استطاع أن يقنعهم أن القبض عليه سوف يكون مشكلة للبنك لأن هذه القصة لو انتشرت زبائن البنك سوف يفقدون ثقتهم فيه ويتعاملون مع بنوك أخرى ،

وفعلا إدارة البنك اقتنعوا بكلامه وقرروا أن يسقطون الدعوى عنه و و ابقوا معه 1000دولار من 10 الف دولار التي أخذها منهم لكي لا يفصح البنك ،فهذا الإنسان حتى بعد ما انمسك قدر يخدعهم ويبقى معه 1000دولار من البنك.

بعد عمليات النصب الكثيرة التي فعلها في امريكا قرر فيكتور الذهاب لباريس المدينة التي عاش فيها فترة شبابه وبهذه المدينة عمل فيكتور اكبر عملية نصب مشهورة لتاريخنا هذا وهي بيع برج ايفل مرتين .

برج ايفل برج ايفل

فيكتور كان يشرب قهوته ويقرأ بالجريدة بموضوع عن برج ايفل أن البرج يحتاج لصيانة كبيرة وتكاليف صيانته باهظة على الحكومة بشكل كبير ،والرأي العام ممكن يبدأ يدعم فكرة أن الحكومة تتخلص من البرج لأن مضاره أكبر من منافعه .

وهنا اتت فكرة بيع برج ايفل والفكرة هي أن يعرضه بسرية على مجموعة من تجار المعادن ويخبرهم أن الحكومة قررت تتخلص من البرج وتريد مشتري للحديد والمعادن الذي يتكون منه البرج،

ففكتور انتحل شخصية موظف بالحكومة واجر مزور محترف لكي يزور الاوراق تظهر مثل اوراق حكومية رسمية ،ثم تواصل مع 5تجار معادن بباريس وقدم لهم دعوى لاجتماع سري في فندق 'كريلون' وهو أحد فنادق باريس العتيقة الفخمة،

التجار الخمسة وصلوا للأجتماع و فكتور أراهم الاوراق المزورة وكانت تظهر كأنها اوراق حكومية رسمية وادعى أنه مسؤول حكومي كبير وقال لهم أن الحكومة قررت تتخلص من برج ايفل وتبيع المعادن وتم اختياره لكي يختيار المشتري المناسب لمعادن للبرج ،

فيكتور وتجار المعادن فيكتور وتجار المعادن

وان تم اختيارهم هم الخمسة على أساس سمعتهم الجيدة كأفضل التجار لكي تنعرض عليهم هذه الصفقة بشكل خاص ،وان الحكومة تريد أن ترى العروض والمزايدات التي سوف يقدمونها لشراء معادن البرج ،

وان الحكومة تريد أن تكون تفاصيل هذا الاجتماع سرية لأن الحكومة لاتريد أن تعلن الخبر للعامة لأن هذا الخبر سوف يثير الجدل بين الناس .

خلال الاجتماع فيكتور حدد الهدف المناسب من التجار الخمسة الشخص الذي اختاره فيكتور كان اسمه' أندري بويسون' الذي كان اصغر التجار بالعمل وكانت شخصيته ضعيفة وكان دائما يحاول أن يوسع عمله وتجارته في المدينة.

ففكتور استغل هذه الثغرة وعقد اجتماع منفصل مع أندري بويسون في الاجتماع قال فكتور لبويسون أنه يريد أن يرفع من اسمه وسمعته ويريد أن يعطيه فرصة للحصول على هذه الصفقة مقابل مبلغ مناسب كرشوة

اجتماع منفصل مع أندري بويسون اجتماع منفصل مع أندري بويسون

فيكتور وضع نصبة صغيرة في نصبة كبيرة لكي تشتت انتباه أندري بويسون عن الصفقة ويجعله يفكر أنه رشى مسؤول حكومي كبير للحصول على الصفقة .

أندري بويسون بكل بساطة وقع الاوراق وقدم المبلغ الذي يقدر 70الف فرنك فرنسي لفكتور مقابل البرج وقدم أيضا المبلغ الصغير كرشوة لفكتور

حقيبة النقود حقيبة النقود
رشوة لمسوول حكومي رشوة لمسوول حكومي

بعدما أخذ فكتور المبلغ ذهب إلى مدينة فيينا في النمسا ينتظر ماسيفعل أندري بويسون بعد خداعه،

بعد اسبوع من الانتظار لم تنشر الصحف اي اخبار عملية النصب كونها عملية نصب كبيرة حول برج مشهور .

لأن أندري بويسون بسبب ضعف شخصيته ففضل ابتلاع الإهانة ،لم يبلغ الشرطة أو ينشر اي خبر حول عملية النصب عليه خوفا من الإذلال و الفضيحة و عانى بعدها أزمات قلبية متتالية قضت على حياته .

فقرر فكتور يعيد بيع البرج مرة ثانية ،فبعد ستة اشهر توجه إلى باريس وعمل الخطوات نفسها جمع خمس تجار مختلفين وايضا اختار فكتور الشخص الأضعف بينهم واستخدم معه الخدعة نفسها بإنه متعاطف معه ويريد أن يسلمه الصفقة مقابل رشوة ونجح بالفعل وحصل على أموال صائلة منه قدرت وقتها ب200الف دولار،

لكن هذا التاجر بعدما اكتشف العملية اخبر الشرطة لكن فكتور عندما علم أن الشرطة تبحث عنه ركب بالباخرة وتوجه إلى أمريكا.

باخرة متوجهة إلى امريكاباخرة متوجهة إلى امريكا

في سنة 1930عمل فيكتور عملية نصب كبيرة وهي عملية تزوير نقود وكان معه شريكين الاول كان كيميائي والثاني كان نحات

فكتور وشركاه في تزوير النقودفكتور وشركاه في تزوير النقود

بهذه العملية استطاعوا أن يوزعون أكثر من مليون دولار في اقتصاد الدولة حتى أصبح من الصعب تتبع النقود المزورة لأنها اختلطلت بالنقود الحقيقية الموجودة في السوق وفي هذه العملية بدأت الFBI والوكالات الامنية والعملاء السريين

 شرطة FBI شرطة FBI

يلاحقون مصادر النقود هذه و استطاعوا أن يتعرفون على الشخصيات التي كان ينتحلها فيكتور وعلموا بخدعة الصندوق الروماني الذي كان فيكتور مازال يستخدمها من حين لآخر،

فيكتور بوقتها استخدم خدعة الصندوق على شرطي من مدينة تكساس الأمريكية

شرطي امريكيشرطي امريكي

الشرطي بعدما اكتشف أنه تم النصب عليه لاحق فيكتور بنفسه لحتى قبض عليه لكن فيكتور كعادته استطاع أن ينقذ نفسه منه،

فيكتور اقنع الشرطي أن الصندوق بيعمل وأنه كان يستخدمه بطريقة خاطئة فأعاد للشرطي نقود الصندوق ومبلغ اضافي كتعويض له ،

وعندما ذهب الشرطي للبنك لكي يودع النقود تم القبض عليه لأنها كانت مزورة وبعد التحقيق معه من قبل FBI وذكر مصدر النقوداستطاعوا أن يتبعونه ويصلون لموقعه والذي كان موجود بفندق في نيويورك، وفي 10مايو 1935م تم اعتقال فيكتور وتم إدخاله للسجن في مبنى تابع للحكومة الفيدرالية بانتظار محاكمته

مركز التحقيقات الفيدرالي FBIمركز التحقيقات الفيدرالي FBI

خلال الفترة الأولية التي قضاها فيكتور في هذا المبنى لاحظ أن لا أحد يحسب عدد الشراشف التي يوزعونها على السجناء ،ففكتور جمع عدد كافي من الشراشف وصنع حبل وقبل يوم واحد من محاكمته استطاع فيكتور أن يقطع الحديد الموجود في شباك الحمام ونزل للأرض بواسطة الحبل وهرب ،

لكن بعد شهر من هروبه تم القبض عليه و انحكم عليه 20سنة بالسجن وتم وضعه في سجن 'الكاتراز' المحكم

سجن الكاترازسجن الكاتراز

وتوفى في سنة 1947م بسبب تقلص رئتاه.

اقرأ ايضاّ