كوبري البستان - إنشاء كباري على ترعة البوهية بالسنبلاوين

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخول
إستكمالا للبدايات الشاقة في مجال المقاولات والتي إتسمت بالرعونة والمجازفه والسير عكس إتجاه التيار، وبعد إنهاء الأعمال في شركة مضارب الدقهلية وفي بداية تأسيس الشركة كان لزاما علينا مواصلة التحدي بروح الشباب وزيادة المغامرات في مرحلة كانت البلد مفتوحة ومشجعة.
علمت من الصحف بمناقصة لإنشاء كباري على ترعة البوهية بالسنبلاوين والتابعة لإدارة رى شرق الدقهلية، وتعتبر هذه مغامرة أشبه بمحاولة قيادة طائرة بدون طيار، أو باخرة بدون ربان، أو محاولة إزالة جبل بعود من الثقاب، مما جعل كل من يعلم ممن يحيطون بي يتهمونني بالجنون وعدم دراسة الحالة التي تناسبني وإتخاذ قرارات لا تستطيع الشركات الكبرى في هذا المجال الخوض فيها، وهل يمكن لي إقتحام هذا المجال وهو إنشاء كباري على النيل بدون خبرات سابقة وخبرة الشركة في مجال المقاولات لا يتعدى عام واحد، وأنك لو كنت تظن أن الله نجاك من المخاطرة في المناقصة الأولى، وكانت مخاطرة غير محسوبة فليس هذا دليلا على دخولك مجال إنشاء الكباري على النيل، وقد تحتاج إلى عشر سنوات على الأقل حتى تتمكن من ممارسة مجال الكباري.
ولكن كعادتي لم أهتم بكل تلك المناشدات وذهبت إلى الإدارة العامة لري شرق الدقهلية وهو مبنى شبيه بالفيلات يقع على النيل خلف مبنى المحافظة بجوار إستراحة المحافظ، أعجبت كثيرا بالمبنى والموقع المميز له، وتوجهت مباشرة إلى قسم العقود والمشتريات وقمت بتقديم طلب بشراء المستندات وفعلا إستلمتها في خلال دقائق، وأنا في طريقي للخروج من المبنى صادفني أحد زملاء الدراسة المهندس عادل عبد الرحمن من مدينة شها مركز المنصورة وكان زميلي خلال الدراسة لمدة خمس سنوات، عزمني على القهوة في مكتبه وسألني ماذا تفعل هنا في الإدارة وما هي تلك المستندات فلما علم بالقصة تلون وجهه بكل ألوان الطيف إشفاقا منه على زميله الذي يسعى لوضع نفسه في عش الدبابير وهو لازال شابا في بداية حياته، وحكي لي قصة عن أحد المقاولين الذي إصطنع حادثة في وقت ما للتخلص من إحدى زميلاته المهندسة في الإدارة ليجبرها على إستلام الأعمال وهي غير مطابقة للمواصفات في أحد الكباري.
وبالتالي عليك أن تصرف النظر عن العمل مع مثل هؤلاء وفي هذا المجال في الوقت الحالي، وأنك تحتاج إلى سنوات كثيرة من الخبرة، وزادت دهشته عندما علم أنني تقدمت لتلك المناقصة بالذات، وهنا كانت المفاجأة عندما قرأ بمستندات العطاء "كوبري البستان" وأفاد بأن هذه الكباري التي تنوي التقدم لتنفيذها وخاصة كوبري البستان لم تستطع الإدارة تنفيذه لوجود معوقات تمنع ذلك من الناحية الفنية، وانها عقدت مناقصة في العام الماضي وفشلت الشركة التي فازت بالعطاء في تنفيذ هذا الكوبري، وأنه يحتاج إلى مراكز بحوث متخصصة بسبب المعوقات الموجودة في تربة الأساسات تحت الكوبري وذلك بسبب وجود دوامات مياة تحت الأساس، وتم عمل دراسة بواسطة لجنه مشتركة من أعالي النيل للوقوف على هذه المشكلة، وبالفعل يوجد تقرير في الإدارة بهذا الخصوص، طلبت منه هل من حقي الإطلاع على صورة من هذا التقرير؟
ف افادني بأنه لابد من وجود صورة منه في المستندات الموجودة مع مواصفات العطاء الموجود معي.
قمنا بفتح المستندات وعلمت أن التربة في هذه المنطقة تظهر فيها دوامات بصفة مستمرة من المياة الجوفية، وبالتالي لا يمكن الحفر ووضع الخرسانة الخاصة بالأساسات التي تحمل الكوبري وكذلك الحوائط الجانبية من الجهتين، وكان يربط بين طريقين أحدهم حي البستان والطريق المقابل المؤدي لقرية المقاطعة والربع، وعرض النيل في هذه المنطقة حوالى عشرون مترا وهو طول الكوبري وعرض الكوبري في التصميم أثنى عشر مترا، وهو مشروع ليس بالبسيط ولا يمكن لمهندس مغمور أن يقوم بالتنفيذ بدون بيوت خبرة عالمية، وبالتالي سوف تخسر كل رأس مالك وتنهي مستقبلك المادي والمهني وأنت لازلت لم تبدأ بعد.
لم يغير كلام المهندس عادل عبد الرحمن أى شئ في نفسى، وطلبت منه أن يعطيني فرصة لدراسة العطاء والمستندات وزيارة الموقع على الطبيعة.
وكان موقع الكباري المطلوب تنفيذها يبدأ من منطقة البستان بالسنبلاوين حتى قرية صدقا على نهاية النيل في مركز تمي الأمديد، ولكن أصعبها وأشدها خطورة هو "كوبري البستان" بسبب ضخامته وصعوبة تنفيذه بدون الاستعانة ب بيوت الخبرة وكذلك الاستعانة بمجموعة من خبراء التنفيذ على الطبيعة ويسمونه في الإدارة ( الريس)، وسألته ما وظيفة هذا الذي يسمى الريس في عملية الإنشاء قال: هو من يقوم بكل شئ على الطبيعة، مثل الإشراف والتوجيه بإستخدام ميزان القامة ومجموعة من الشواخص: وهي عبارة عن عود من الخشب مدلب من إحدى جهتيه ليسهل على العمال وضعه في الأرض وشد الخيط عليه لسهولة تاكيس وتخطيط المشروع على الطبيعة،
سألته: أين أجد هذا الذي يسمي (الريس) وهل تعرف أحدهم، قال في قرية "بشلا" مركز ميت غمر وتقع على النيل قبل دقادوس بلد الشيخ الشعراوي يرحمه الله وكنت اعرفها جيدا حيث أمر عليها دائما وأنا في طريقي إلى القاهرة.
تركت المهندس عادل وكان همي الوحيد هو زيارة الموقع على الطبيعة والمسافة من موقع كوبري البستان إلى صدقا حوالى نصف ساعة بالسيارة، وكان كل تفكيرى هو معاينة أماكن الكباري على الطبيعة، وكان مدير إدارة الرى بالسنبلاوين يسمى السيد بيه ناجى أو هكذا يطلق عليه كلمة (بيه )، ولأول مرة في حياتي اعرف ان هناك من يطلق عليه كلمة (بيه) غير الذين يعملون في مجال الشرطة والنيابة العامة، وصلت مبنى الرى بالسنبلاوين وهو خلف مزلقان القطر في الطريق المؤدي لقرية طماي الزهايرة بلد السيدة أم كلثوم، أفادني حارس الاستراحة بأن مواعيد العمل إنتهت، سألته عن المسئول عن الفترة المسائية فقال هو في مرور ولو محتاج تقابل سيد بيه هو يقيم فى قرية برقين مركز السنبلاوين تقع علي طريق كفر صقر.
توجهت مباشرة إلي برقين وسألت عليه أفادني الجيران أن الصيدلية الموجودة تحت المنزل خاصة بالدكتورة زوجته، سألتها عليه وإنني محتاجه في موضوع هام، وفي النهاية قابلته ولم أتحرك قبل أن يكتب لي كتاب للمسئول بالإدارة الذي إصطحبني إلى أماكن تنفيذ الكباري المطلوبة، تركته وإتجهت مرة أخرى لمبنى الإدارة بالسنبلاوين وقابلت المسئول وإصطحبته بالسيارة لنبدأ من النهاية.
بدأنا من تحديد موقع كوبري صدقا وكان عرض الترعة هناك بسيط حوالى نصف عرض كوبرري البستان حتى وصلنا إلى مكان الكوبري الرئيسي وهو كوبري البستان، وهنا وجدت مفاجأة جديدة ان الطريقين الذي يربط ببنهما الكوبري ليسوا على نفس الاستقامة، وفي هذه الحالة سيكون هناك شطره في التنفيذ ولا يكون على إستقامة واحدة، وهذا يشكل صعوبة أخرى في التنفيذ، ولكننى لم أعر ذلك اي إهتمام، المهم أنني وقفت على أماكن التنفيذ وعاينتها معاينة دقيقة.. دعني أذهب بك لاستكمال الخطة التي وضعتها فى رأسى بمجرد إستلام مستندات العطاء.
ودائما ما كنت أنتظر أشياء جديدة تراودني في عقلي: فعدم إنتظارك لشيء ما يساعدك في تحقيق أحلام تراودك يعني أنك فقدت شغفك ولهفتك وانبهارك وبقيت مجرداً حتى من إبتسامتك التي قد تُرسم على محياك.
عدم إنتظارك لشيء يعني أنك فقدت شعوراً جميلاً ونوراً قد يسطع في عقلك، ووهجاً قد يضيء قلبك.
عدم إنتظارك لشيء يعني أنك بقيت في فراغ شاسع لا يملؤه فرح، ولا يغطيه أمل.
وكان لازال هناك مشكلتين عالقين لرسم معالم المشروع.
الأولى: مقابلة ما يسمى (الريس) برغم عدم إقتناعي أساسا بفكرة وجوده، ولكن لابد من مقابلته لكي أعرف منه ما يقوم به على الطبيعة بالضبط، وهل يمكن التنفيذ بدون وجوده من عدمه، حتى يتم وضع ذلك في الإعتبار عند وضع قيمة أسعار البنود في العطاء.
والثانى والأهم: هو كيف يتم التغلب على الدوامات التي تخرج من الأرض أثناء التنفيذ وتكلفتها الفعلية على الطبيعة لمراعاة ذلك أيضا عند وضع الأسعار، وبذلك تنتهي المخاوف التي أرعبت كل من يسمع عن كوبري البستان (بعبع الإدارة) كما يسمونه، ولم يهدأ لي جفن الليلة الأولى وذهبت من السنبلاوين مباشرة الي ميت غمر، ومنها إلى قرية بشلا، سألت عن المقهى الذي يجلس عليه ما يسمى (الريس)، وجدت مجموعة منهم سألت عن الإسم الذي أعطاني إياه المهندس عادل عبد الرحمن وكنت أحمل له خطاب توصية منه، رحب بي في البداية، وعندما قصصت عليه القصة تغير وجهه وقام واقفا علي قدميه مستعدا لتركي وحدي والذهاب وتغيرت معاملته الي النقيض، لم أتأثر حتى هدأت من روعه وأجبرته بهدوء علي الجلوس مرة أخرى بعدما علم جميع ما في المقهي عن الحكاية بسبب الصوت العالي الذي صدر منه.
وكأنني ذهبت إليهم لإستئجار مقاتل محترف، وليس فني تنفيذ كباري، وفى النهاية أقنعتهم أن الموضوع ليس بالصعوبة الذي يتصوروها وأنها مجرد دراسة وأنا مجرد رسول من المهندس للتعرف عليه، وكان همي الوحيد من هذه الزيارة: معرفة ما الذي يقوم به هذا الريس على الطبيعة، وهل يستحيل أن يقوم بذلك العمل غيره، أم أنها "عادة" تعودت عليها إدارة الرى حتى يريح مهندسين الادارة والإشراف أنفسهم من الارهاق، ويعتمدون عليهم فقط في تخطيط الكباري.
وهذا ما علمته بالفعل فى نهاية المطاف... وبعد حوالى ساعتين خرجت من الجلسة أنه لا يفعل شئ يذكر وهو مجرد شخص يقوم بعمل تأكيس الكوبري بإستخدام ميزان القامة والشواخص وعدد إثنين من العمال.
إطمأن قلبي من هذه الزيارة وإعتبرت أن وجوده بالموقع والعدم سواء وأنه يمكني أن أقوم بهذه المهمة بنفسي وإتقنها أكثر منه ألف مرة، ولن يتم وضع أسعار زيادة مقابل هذه المهمة.
في اليوم التالي جلست في مكتبي أتأمل كل قوانين الفيزياء التي درستها في حياتي، كيف أتمكن من غلق فوهة الدوامات التي تخرج من التربة تحت الاساسات وهذه تعتبر أكبر وأصعب مشكلة في التنفيذ، ولو تغلبت عليها سيكون التنفيذ سهل مثل تنفيذ عمارة عادية، فقط يحتاج إلى سرعة للتغلب على مدة صب الاساسات خلال مدة السدة الشتوية وهي لا تتعدى أسبوعين، وذلك بخلاف الكباري الحديثة التي يتم التنفيذ من خلال ماكينة الخوازيق ولا تتأثر بالعمل في المياة أو غيرها.
جائتني فكرة مجنونة وهي: إستخدام نظرية الخاصة الشعرية وهي إرتفاع منسوب المياة في أنبوب ذات طرفين بنفس منسوب الإرتفاع، وقمت على الفور بتحضير زجاجة مياة معدنية وخرطوم وقمت بسحب المياة ورفع الخرطوم من الجهة الأخرى حتي تساوي منسوب المياة خارج الزحاجة مع المياة داخلها، وبالتالي يمكن تحقيق هذه النظرية في التخلص من مشكلة الدوامات عن طريق وضع ماسورة بقطر معين في مكان الدوامة والتقفيل حول الماسورة بالجبس او خلافه حتى يتم دفع المياة في الماسورة وتقف في نفس منسوب المياة في التربة المحيطة بأرضية الكوبري وحقنها بروِية أسمنت مقاوم مضاف إليها مواد مانعة لنفاذية المياة من مواد البناء الحديث، وبالتالي يتم غلق الدوامة نهائيا والتخلص من المياة ويتكرر ذلك في أي فتحة تظهر بعد ذلك في منطقة الأساسات التي يتم صب أساسات الكوبري فيها.
بهذه الفكرة الرائعة نكون قادرين على التغلب علي كل المخاوف التي تزعج إدارة الرى والتي أرّقت لياليهم لسنوات، ولكن من الخبرة والدهاء المهني أن تظل هذه المعلومات سرية حتى يتم رسو العطاء على الشركة وبالتالي تكون فرصة لتقليل سعر البنود وضمان رسو المناقصة على الشركة، بإعتبار الشركات المنافسة آخذة في الإعتبار الاستعانة ببيوت الخبرة للتغلب على هذه المشكلة وبالتالي وضع إعتمادات مالية إضافية على البنود ورفع قيمة العطاء مما يجعل فرصة شركتنا أكبر في الفوز بالمناقصة، وفى يوم جلسة فتح المظاريف رأيت تغير الوجوه بمجرد ظهوري وتبادل النظرات بين المقاولين وعند فتح المظاريف كما توقعت كانت أسعار شركتنا هي الأقل بنسبة كبيرة جدا عن باقي المنافسين وكالعادة هاج الجميع، وإنت بتنتحر وإنت مش عارف بتعمل إيه؟ ومتى نفذت كباري؟ وأين سابقة الأعمال؟.
طلبت من اللجنة في حضور الاستشاري وكان من أحسن المهندسين خلقا وخبرة، كان المهندس محمد البندارى يعمل مديرا للاعمال بالإدارة ورجوته بأن أتمكن من التوقيع على إقرار بالمسئولية كاملة، وأنني قمت بدراسة المواصفات وموقع العمل وأملك حلول لكل شئ وسوف أتغلب على أي مشاكل تظهر أثناء التنفيذ... وإنني مستعد لمضاعفة قيمة التأمين النهائي مقابل سابقة الأعمال المماثلة، حيث أنني لم أقم بتنفيذ كباري مماثلة من قبل، وطلبت إجتماع مع اللجنة لتوضيح موقفي، في وقت لاحق تم تحديد مدة يومين للتشاور بين مسئولي الادارة، آخذين في الإعتبار أنه سوف يتم توفير مبالغ كبيرة للإدارة في حالة إعطاء شركتنا المناقصة، وأن الإجراءات القانونية تسمح بذلك وأي قرار آخر سيقابل بالتحقيق مع اللجنة، ومن سوف يتحمل فرق الأسعار في حالة رفض العطاء المقدم منا.
بعد ثمانيه وأربعون ساعة تم الإتصال بي من قبل مندوب الإدارة لحضور إجتماع في مكتب السيد رئيس مجلس الإدارة، وفي خلال ساعة بدأ الاجتماع وطلب رئيس مجلس الإدارة مني الادلة التي تثبت خبرتي؟ وكيف أتمكن من التغلب على المشاكل الموجودة بالموقع؟، ولماذا تم النزول بسعر المناقصة بمبلغ لا يمكن توقعه حتى في المقايسة السرية للعطاء والتي وضعت بمعرفة الادارة الهندسية التابعة للري؟.
تقدمت بتقرير كتابي وطلبت التوضيع باستخدام لوحة البروجيكتور ليري الجميع الأفكار التي مكنتني من ذلك، ثم بدأت أشرح للجميع من ساعة شراء كراسة الشروط والمستندات الخاصة بالمناقصة حتي تاريخ المناقصة، وقمت بعمل تحليل سعر لكل بند من بنود الأعمال، إنبهروا جميعا وطلب رئيس مجلس الإدارة سرعة البت والتعاقد مع الشركة ووجه لي الشكر على فكر الشباب الواعد، وأخبرني بأن مكتبه مفتوح طوال مدة التنفيذ وفي حالة حدوث إعاقة لي من أي فرد في الادارة فلا أتردد في الاتصال به شخصيا.
وَهكذا دائما ما تحتاج اُمنِياتك إلى مِظَلَّةِ دُعاءِ تَحمِيها مِن أمطارِ اليآس ويفتح الله عليك أبواب القبول والرضا من الجميع، والحمد لله فلا تبحث عن أحسن الناس كن أنت الأحسن بصفاتك وإجتهاداتك وستجد بأن الله يضع الأخيار منهم في طريقك، ويكافئك بأناس كالألماس يكونون لك خير صحبة وسند في الحياة، وإبحث عن نفسك أولا كن إنسانا خلوقا كريما طيب القلب متسامح منصفا، وكن عفويا في تعاملك لا تتصنع لتعجب الناس، وأترك العنان لصدق مشاعرك وستفتح أمامك كل القلوب.
بدأت في عمل برنامج زمني وقمت بنفسي بمباشرة الأعمال وتخطيط الموقع بنفسي والاستعداد لعمل السدود والبدء في المشروع في بداية السدة الشتوية وكانت يوم التاسع عشر من يناير.
تم تنفيذ المشروع بالكامل في مدة أقل من ستة أشهر وتسليمه وهي المدة المطلوبة وكان التوفيق والسداد من الله وحده... ولعل أجمل ما في هذه القصص هي الذكريات الجميلة التي مرت بأوقات من حياتنا فنحن لا شيء بدون الذكريات تلك التي نحتفظ بها ذكريات السعادة الغامرة، والحزن العميق، الإمتنان، الفخر، اليأس، الشغف، الندم، ولكن أقوى الذكريات التي نحملها معنا: هي ذكريات العمل بإخلاص ورضا وتوفيق من الله سبحانه وتعالى.

ليلى الشبراوى
كاتبLaila El-Shabrawy is an engineer, writer and designer who have more than 100 books in literature, science and mathematics.
تصفح صفحة الكاتب