قصة التلميذ الناعس والبساط الطائر والجزيرة العجيبة .....

في يوم من أيام الربيع ، في يوم عادي من أيام الدراسة كعادته يذهب أيمن مع أصدقائه الى المدرسة ، ها هم داخل القسم يدرسون منتبهين والاستاذة تشرح الدرس ، الا ان هذا اليوم لم يكن كالأيام العادية بالنسبة لجيمي الذي كان متعبا على غير العادة ، فقد كان النعاس يداعب عينيه وهو يجاهد نفسه كي يتابع ما تقوله استاذته الا ان قوته انهارت بتدخل اشعة الشمس التي تنساب عبر نافذة القسم ، فقد كانت تنعكس في عينيه مما جعله لا يرغب في فتحهما ويستسلم للنوم ويبتعد معه صوت الأستاذة شيئا فشيئا كأنه آت من نهاية ممر طويل ، لم يشعر بنفسه واستسلم أخيرا للنوم بعدما استند على ذراعيه .

الحلم ......
هناك في أعماق نومه كان يعيش مغامرة حماسية وكأنه ليس ذلك الطفل الذي لم يستطع حتى مجاراة زملائه في الانتباه للاستاذة ، بدأ حلما غريبا ، لقد كان يطير في السماء على بساط طائر ، كان الهواء صافياً، يدغدغ أطراف شعره، وجعل قلبه يخفق بحماس، ارتفع البساط حتى تخطّى قمم الأشجار والمباني، ثم اخترق الغيوم البيضاء كأنها جبال من القطن ، وبينما البساط يواصل الطيران، بدأ العالم من حوله يتبدّل، حتى توقّف فجأة فوق جزيرة ساحرة بدت كأنها خرجت من حكاية قديمة هبط جيمي بخفة على أرض الجزيرة، وهناك بدأ يشاهد أشياء لم ترها عين بشرية من قبل
كان العشب تحت قدميه طريًا كالحرير، بلونه الأخضر اللامع الذي يشعّ كأن بداخله ضوءًا صغيرًا، وعلى أطراف الغابة، ارتفعت أشجار طويلة بأوراق ضخمة مُطرّزة بخطوط ذهبية، تتلألأ مع كل حركة بسيطة للهواء ومن بين تلك الأشجار كانت تتدلّى فواكه غريبة ، بنفسجية اللون تلمع كالياقوت، و زرقاء كالسماء، حمراء تتوهج كجمرة، لكنها باردة الملمس. اقترب جيمي منها وأخذ واحدة وتذوقها ، احس وكأنه في دنيا أخرى ، لم يعرف مثل هذا الذوق الحلو من قبل ، واكتفى بواحدة فقط فقد لما لها من تأثير قوي على نفسه ، إلى يمينه، كان يجري نهر شفاف، واضح لدرجة أنه رأى حجارة القاع كأنها قطع زجاج ملوّن خاف ان يضع رجله هناك فينكسر الزجاج .
مرّ على جسر طبيعي من جذع شجرة عملاقة، وعلى جانبيه أزهار ملونة تُشعّ نورًا خافتًا كأنها قلوب صغيرة تتوهج وعندما لمس أحدها أضاءت بقوة مفاجئة ثم عادت تخفت، مما جعله يتراجع وقلبه يخفق دهشة وخوفا في نفس الوقت من هذا المكان الغريب ، خصوصا أن الفراشات كانت تنتقل من زهرة لأخرى ثم بدأت تحوم حوله وهو جامد في مكانه لا يعرف هل هذا الامر جيد له ام لا . الى ان ابتعدت وعادت الى ازهارها فتنهد أخيرا ..
وصل أيمن بعدها إلى الشاطئ، حيث الرمال ذهبية براقة كأنها خليط من الذهب واللؤلؤ، والبحر بلونه الفيروزي يمتد بلا نهاية شعر حينها بأن العالم كله جميل، وأنه في مكان لا يعرف الحزن ولا التعب.
عاد أيمن إلى بساطه الطائر ليُكمل المغامرة، وهو في ابهى اوقاته ، كان الحماس يشع منه، تمسك بالبساط وبدأ يصرخ بصوت عال : انطلق يا بساطي ، انطلق ....
لكن صرخته لم تبقَ داخل الحلم… بل خرجت منه
العودة للواقع
توقفت الأستاذة عن الشرح ونظرت إليه بدهشة وانفجر التلاميذ ضحكا عليه، وأيقظ هذا الضحك أيمن الذي وجد نفسه مازال في القسم، ورأسه على الطاولة، والكل ينظر إليه ، شعر جيمي بالخجل فاقتربت منه الأستاذة وسألته بابتسامة : ما بك يا أيمن ؟
ابتسم بخجل ومسح عينيه الناعسة، ثم قال بصوت خافت : كنت أحلم يا أستاذتي
ضحكت الأستاذة، وضحك التلاميذ ثانية، وقالت له مازحة :
يا بطل المغامرات… اين تركت بساطك الطائر ، فنحن أيضا نتوق لمغامرة تأخذنا لعالم الخيال
ضحك أيمن معهم، لكنه في داخله كان لا يزال مذهولا بما رآه وكان يستعيد صور رحلته بكل متعة متمنيا لو كان باستطاعته العودة الى حلمه هذا.

"ليس في الأحلام ما هو بعيد… فكل رحلة عظيمة تبدأ بإغماضة عين."
المراجع

The Magic Carpet
The Magic Carpet A magic carpet ride reveals hidden wonders and distant lands. - Early Elementary (Ages 5 to 7)
"Princess Katie's Flying Carpet" - Free stories online. Create books for kids | StoryJumper
StoryJumper book - "Princess Katie's Flying Carpet". A story about a little girl who was really a princess