فيروس جديد يضرب بقوّة في الصّين HMPV الفيروس الرئوي البشري.. ما أعراضه؟

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخول
تشهد الصين حاليًا ارتفاعًا في حالات الإصابة بفيروس المتنفس البشري (HMPV)، وهو فيروس تنفسي يسبب أعراضًا مشابهة لنزلات البرد، مثل السعال والحمى. في بعض الحالات، قد يتطور إلى التهابات أكثر خطورة في الجهاز التنفسي السفلي، مثل الالتهاب الرئوي والتهاب القصيبات، خاصةً لدى الأطفال الصغار وكبار السن والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
تفاصيل الوضع الحالي:
- زيادة الإصابات: أفادت السلطات الصحية الصينية بارتفاع معدلات الإصابة بـ HMPV بين الأطفال دون سن 14 عامًا. وفقًا للمركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، ارتبط HMPV بنسبة 6.2% من اختبارات الأمراض التنفسية الإيجابية و5.4% من حالات الاستشفاء المرتبطة بأمراض الجهاز التنفسي في الصين، متجاوزًا بذلك COVID-19 والفيروسات الأنفية والأدينوڤيروس.
- اكتظاظ المستشفيات: انتشرت تقارير وصور على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر اكتظاظ المستشفيات بالمرضى، مما أثار مخاوف من تكرار سيناريوهات مشابهة لبدايات جائحة كوفيد-19.
- ردود الفعل الرسمية: أكدت السلطات الصينية أن هذا الارتفاع يتماشى مع الأنماط الموسمية المعتادة للأمراض التنفسية خلال فصل الشتاء، وأن الوضع تحت السيطرة. كما أشارت إلى أن الأعراض هذا العام أقل حدة مقارنةً بالسنوات السابقة.
حول فيروس HMPV:
- طرق الانتقال: ينتقل الفيروس عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال الاتصال المباشر بالأسطح الملوثة.
- الوقاية: تشمل إجراءات الوقاية غسل اليدين بانتظام، تجنب لمس الوجه بأيدٍ غير نظيفة، وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس.
- العلاج: لا يوجد لقاح أو علاج محدد لـ HMPV؛ يركز العلاج على تخفيف الأعراض والراحة.
مقارنة مع كوفيد-19:
على الرغم من المخاوف، يشير الخبراء إلى أن HMPV ليس فيروسًا جديدًا، وقد تم التعرف عليه لأول مرة في عام 2001. لا توجد حاليًا أدلة تشير إلى أن HMPV يشكل تهديدًا وبائيًا عالميًا مثل كوفيد-19. مع ذلك، يُنصح بالبقاء على اطلاع واتباع إرشادات الصحة العامة للحد من انتشار الفيروسات التنفسية.
ما الفيروس الرئوي البشري؟
الفيروس الرئوي البشري، أو HMPV، هو فيروس تنفسي يسبب أعراضًا مشابهة لنزلات البرد والإنفلونزا الشائعة. وفي حين أن المرض يكون خفيفًا عادةً، فإنه قد يؤدي إلى مضاعفات شديدة مثل الالتهاب الرئوي، وخاصة عند الرضع وكبار السن وأولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
لا يعد الفيروس جديدًا، لكنه اكتسب اهتمامًا وسط زيادة في حالات الإصابة، وخاصة بين الأطفال دون سن 14 عامًا في شمال الصين.
تم التعرف على فيروس HMPV لأول مرة في عام 2001، وهو فيروس أحادي السلسلة من الحمض النووي الريبوزي ينتشر من خلال الرذاذ التنفسي أو ملامسة الأسطح الملوثة. وقد تم التعرف على العدوى سابقًا في بلدان مختلفة، بما في ذلك المملكة المتحدة.
أعراض الفيروس الرئوي البشري
- السعال
- الحمى
- احتقان الأنف
- التعب
فترة حضانة فيروس الرئوي البشري
فترة حضانة الفيروس الرئوي البشري تتراوح من 3 إلى 6 أيام.
على عكس كوفيد-19، لا يوجد لقاح أو علاج مضاد للفيروسات محدد لفيروس التهاب الرئة الوبائي البشري؛ ويتضمن العلاج في المقام الأول إدارة الأعراض.
ويتزامن ارتفاع حالات الإصابة مع برودة الطقس وزيادة النشاط داخل المنازل، وهي الظروف التي عادة ما تغذي انتشار الفيروسات التنفسية. ويؤكد مسؤولو الصحة أن هذا الارتفاع يتوافق مع الاتجاهات الموسمية.
وقد أعلنت الإدارة الوطنية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في الصين مؤخرا عن زيادة في حالات الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي، بما في ذلك فيروسات الجهاز التنفسي البشري، خلال فصل الشتاء. ولم تصنف منظمة الصحة العالمية هذا الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع عدد الحالات دفع السلطات إلى تعزيز أنظمة المراقبة.
وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية (سي سي تي في) نقلا عن مسؤول إداري في مؤتمر صحفي أنه تم إطلاق برنامج تجريبي لتتبع الالتهاب الرئوي ذي الأصل غير المعروف، مما يضمن قيام المختبرات والوكالات الصحية بالإبلاغ عن الحالات وإدارتها بشكل أكثر فعالية.
هل يمكن أن ينتشر الفيروس الرئوي البشري إلى بلدان أخرى؟
أبلغت هونغ كونغ عن بضع حالات من فيروس الرئة البشري، وتراقب الدول المجاورة مثل كمبوديا وتايوان الوضع عن كثب. وأصدرت إدارة مكافحة الأمراض المعدية في كمبوديا تحذيرات بشأن فيروس HMPV، مشيرة إلى تشابهه مع كوفيد-19 والإنفلونزا.
قالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في تايوان إن مخاطر الفيروس أعلى بالنسبة للأطفال وكبار السن والأفراد الذين يعانون من ضعف المناعة.
وفي الهند المجاورة، قال المسؤولون إنه لا داعي للذعر لأن فيروس الجهاز التنفسي البشري "مثل أي فيروس تنفسي آخر".
وقال الدكتور أتول جويل، المسؤول بالمديرية العامة للخدمات الصحية في الهند، بحسب وسائل إعلام محلية: "لقد انتشرت أنباء عن تفشي الفيروس الرئوي البشري في الصين. دعوني أكون واضحًا جدًا في هذا الصدد. إن فيروس ميتا نيوموفوروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد الشائعة، وقد يسبب أعراضًا تشبه أعراض الإنفلونزا لدى كبار السن والصغار".
ويضيف أن الفيروس يعتبر ثاني أكثر أسباب أمراض الجهاز التنفسي الحادة شيوعاً منذ العام 2016، لدى الأطفال الأصحاء دون سن الخامسة في العيادات الخارجية بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك من بعد الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، واللذان ينتميان لنفس العائلة.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة
يبيّن الدكتور البلعاوي أن الفيروس يصيب جميع الفئات العمرية، لكنه يُشكل خطراً أكثر على الأطفال الصغار وكبار السن، والأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة في الجهاز التنفسي مثل الربو، وفقاً له.

ويوضح أن العدوى تسبب في معظم الحالات أعراضاً خفيفة تشبه نزلات البرد، مثل سيلان الأنف، والسعال، والتهاب الحلق، والحمى، مستدركاً حديثه بأنه يمكن أن يُسبب في بعض الحالات، التهابات خطيرة في الجهاز التنفسي السفلي، مثل الالتهاب الرئوي والتهاب القصيبات، والتي قد تتطلب دخول المستشفى، خاصةً للفئات الأكثر عرضة للخطر.
طرق انتقاله وسرعة انتشاره
وينتقل ميتانيموفيروس البشري HMPV، وفقا للبلعاوي، عن طريق الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو عن طريق الاتصال المباشر مع الأسطح الملوثة بالفيروس.
ويشير إلى أن سرعة انتشار الفيروس ليست معروفة بدقة، إذ تُجرى دراسات حالياً لفهم طبيعة انتقاله بشكل أفضل.
طرق الوقاية منه
ويقول إن الفيروس لا يُمثل حالياً تهديداً وبائياً عالمياً، إلا أن الوعي بأعراضه وطرق الوقاية منه يُعد أمراً بالغ الأهمية للحد من انتشاره وحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر.
وينوه إلى أن طرق الوقاية من الفيروس تُشبه تلك المتبعة للوقاية من نزلات البرد والإنفلونزا، وتتمثل بالتالي:
- غسل اليدين جيداً بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية.
- تجنب لمس العينين، والأنف، والفم بأيدي غير مغسولة.
- تغطية الفم والأنف بمنديل ورقي عند السعال أو العطس، ثم التخلص من المنديل على الفور.
- تنظيف وتطهير الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر.
- البقاء في المنزل عند الشعور بالمرض لتجنب نقل العدوى للآخرين.
مدى خطورته وكيفية علاجه
وعند سؤاله عن ضرورة اتخاذ إجراءات لعدم انتقاله من بلد لآخر، كما إجراءات كورونا، قال البلعاوي، إنه وفي الوقت الحالي، لا توجد أدلة قاطعة تُشير إلى ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة على مستوى السفر الدولي.
وأكمل أنه "ومع ذلك، يُنصح باتباع إرشادات الصحة العامة للوقاية من العدوى، والتي تتضمن النظافة الجيدة"، مؤكداً أهمية مراقبة تطور الوضع الوبائي للفيروس عن كثب لتقييم الحاجة إلى اتخاذ إجراءات إضافية.
ويفيد البلعاوي أنه لا يوجد علاج مُحدد لفيروس ميتانيموفيروس البشري ، بل إن العلاج يعتمد في الغالب على تخفيف الأعراض.
ونصح الدكتور بالراحة وشرب الكثير من السوائل، إضافة إلى استخدام الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية لتخفيف الحمى والألم.
أما في حالات العدوى الشديدة، فيرى أنه قد يلزم العلاج في المستشفى، حيث يُمكن تقديم الرعاية الداعمة، مثل الأكسجين والتهوية الميكانيكية.
وبشكل عام، يُشدد الخبراء على أهمية مراقبة الوضع وتحديث المعلومات باستمرار مع تقدم الأبحاث المتعلقة بميتانيموفيروس البشري HMPV، وفقاً للبلعاوي.


نزار لطفي
كاتب ومحرّر مقالات في جريدة أسبوعيّة محلّيّةنزار لطفي كاتب ومحرّر مقالات في جريدة أسبوعيّة محلّيّة، يتميّز بأسلوبه الواضح والعميق في تناول المواضيع التاريخية. تُعرف كتاباته بالدقة والبحث المدقّق، حيث يعمل على إبراز التفاصيل الدقيقة والأحداث المهمة التي شكلت التاريخ. يُقدّم نزار رؤى تحليلية تسلّط الضوء على الجوانب الإنسانية والسياسية والاجتماعية للتاريخ، مما يجعل مقالاته مرجعًا قيّمًا للقرّاء الذين يبحثون عن فهم أعمق للماضي وتأثيره على الحاضر.
تصفح صفحة الكاتب