تأثير الحاله النفسية على الجهاز المناعي للجسم, ودورها في تطور الخلايا السرطانيه أو تفاقم انتشارها

Professional Doctorate in Mental Health/Writer
المقدمة
المشاعر السلبيه هي سمات ملازمه لطبيعه الانسان, وترتبط بنوع الحياة التي يعيشها. وبالرغم من كونها تؤثر تاثير سلبي على جودة حياة الانسان, إلا انها في بعض الاحيان ضروريه لاستقامة الحياة. التعامل مع هذه المشاعر يختلف من شخص لأخر, فالبعض لايمكنه تحملها ويعمل جاهدا على تغييرها, والبعض الاخر ممكن ان يتقبلها معتبرا إياها حدثا طبيعيا ممكن تقبله . وبكلا الحالتين, يبقى السؤال المهم : الى أي مدى يمكن للشخص تحمل هذه المشاعر(خاصه اذا كانت مشاعر مكبوته داخله)؟ وهل لهذه المشاعر تاثير على جهازه المناعي؟وهل من الممكن ان يكون لها تاثير على ظهور اعراض السرطان أو انتشاره؟ ولكن قبل الخوض في الإجابه على هذه الاسئله, من الضروري معرفه بأن هناك جانبين للمشاعر السلبيه, جانب سلبي وجانب ايجابي.
الجانب الايجابي للمشاعر السلبيه
المشاعر السلبيه هي مشاعر طبيعية, ولانستطيع بدونها تقدير الإيجابيات. ففي بعض الاحيان تعمل كمحفزات تساعد على تصحيح ومعالجة السلوك, فهي بمثابة اشارات تعمل على تحذير الانسان من تاثير البيئه الحالية, وتساعده على التعامل الصحيح في مواقف معينه. فمثلا شعور القلق يرتبط بالاستجابه السريعه للإنسان, فهو يسمح للجسم بتكوين طاقة سريعه وجاهزه للعمل. فعندمواجهة الخطر , يعمل القلق على تشجيع الفرد بالبحث عن حلول للهروب من الوضع المقلق الذي هو فيه. بالإضافه الى شعور الخوف, فهو شعور ضروري للحفاظ على الذات, وذلك لانه يساعد في إعداد النفس إستباقيا لمواجهه الخطر. اما الشعور بالحزن, فممكن ان يكون اكبر حافز للتغيير, وممكن أن يساعد على الاهتمام بالتفاصيل. وفيما يخص شعور الغضب, فهو يعمل كمنبه قوي يشجع الانسان على التفكير في الاسباب التي اغضبته, والطريقه المناسبه لاستعادة السلام. ولكن هذه المشاعر وغيرها من المشاعر السلبيه, من الضروري أن تبقى ضمن حدود معينه, لانها اذا خرجت عن السيطرة, ستعمل على اضعاف الأداء المعرفي للإنسان, ويظهر بالتالي جانبها وتاثيرها السلبي المؤذي, والذي يؤثر على صحه الانسان النفسيه والبدنيه.
الجانب السلبي للمشاعر السلبيه
ان الاستمرار أو قضاء وقت طويل في التفكير في المواقف المسببه للمشاعر السلبيه, يؤدي الى الدخول فيما يسمى بدوامة الإجترار (الاستمرار في التفكير بالموقف المسبب لهذه المشاعر لدرجه الهوس). الإجترار يؤدي الى زيادة التوتر والضغط النفسي المزمن الذي يستجيب له الدماغ, مما يسبب بالتأثير على الجهاز المناعي للانسان, وبالنتيجه الى ظهور أو تفاقم ظهور اعراض امراض متعدده منها امراض المناعة الذاتيه. أو قد يدفع الشخص الى التكيف مع الوضع بما يسمى بالتكيف السلوكي الضار, مثل تناول الطعام بشكل مفرط, التدخين المستمر, شرب الكحول اومنبهات اخرى بدون وعي, والتي تكون لها عواقب غير صحية كالأرق أو ارتفاع ضغط الدم أو تسبب امراض القلب وغيرها.
تأثير الحالة النفسيه على الجهاز المناعي للجسم

الضغط النفسي المستمر, المتولد نتيجه الغضب أو القلق المكبوت وغيرها من المشاعر السلبيه المكبوته, ممكن ان يتسبب في انقلاب جهاز المناعه في الجسم على نفسه. وهذا الانقلاب يسبب تشويش وارتباك لجهاز المناعه , حول اي الاجسام الغريبه التي من المفترض أن يهاجم. مما يسبب في حدوث حرب اهليه داخله تؤدي لإنقلاب الدفاعات الداخلية للجسم ضده. وعندها يشن جهاز المناعه هجوم على انسجه الجسم المختلفة كالغضاريف والاوتاد وبطانة المفاصل وجدران الاوعية الدموية, مما يسبب في ظهور او المساعده في نمو وانتشار اعراض امراض مختلفه مثل الروماتيديا والسرطان والقولون العصبي والزهايمر وغيرها.
تاثير الحالة النفسيه على تطور الخلايا السرطانيه او تفاقم انتشارها
إعتمادا على المدة التي يسمح فيها للمشاعر السلبيه بالتأثير, وإعتمادا على الطريقه التي يتم اختيارها للتعبير عنها, ستعمل هذه المشاعر على التاثير على صحه الانسان. حيث اجريت دراسات كثيرة ومكثفه لبيان تاثير المشاعر السلبية على صحه الانسان, وسبب اصابته او تفاقم اعراض اصابته بامراض متعدده منها السرطان.
لدى الانسان اعداد من الاورام السرطانية الدقيقة, تنمو كل لحظه , وتكون على شكل خلايا مشوهه. في حالة الانسان السليم الذي لايعاني من اي ضغط نفسي مزمن, يقوم جهازه المناعي داخل جسمه بالتخلص من هذه الخلايا المشوهه عن طريق اصلاح الحمض النووي, أو العمل على موت الخلايا المشوهه المبرمج قبل ان تتكاثر بشكل خطير .كما في الشكل التوضيحي

اما في حالة الانسان الذي يعاني من ضغط نفسي مزمن, متولد من المشاعر المكبوته, فان هذا الضغط سيؤدي الى توليد بيئه بيوكيميائيه داخل الجسم. وتقوم هذه البيئه بالتاثير على الجهاز المناعي للجسم, مما تسبب في إعاقه الموت الخلوي المبرمج للخلايا المشوهه, وكذلك تسبب في تلف الحمض النووي المسؤول عن اصلاح الحمض النووي المشوه. ونتيجه لذلك ممكن ان تظهر اعراض السرطان. وذلك لان الحالة النفسية للانسان تؤثر على ظهور المرض في مرحلتين: مرحلة ظهوره اول مره , ومرحله انتشاره او القضاء عليه. فبعد تكاثر الخلايا المشوهه, تبدا اعرض المرض بالظهور.
وبعدها تتوقف اعاقه نمو المرض او دعم نموه على البيئه الداخلية للجسم وجهاز مناعته, ذلك لان جهاز الغدد الصماء يوفر وسطا تفاعليا بين الورم والحالة النفسيه للشخص المصاب.
في داخل جسم الانسان, توجد خلايا تسمى بالخلايا التائهه, وظيفتها القضاء على اي خلايا تحتوي اسطحها على بروتين مخالف للبروتين الطبيعي للجسم, وذلك بواسطه افراز مواد كيميائيه للقضاء عليها. اما في الحاله النفسيه المزمنه, يصبح الجهاز المناعي مشوش لدرجة تمنع الخلايا التائهه من التعرف على الخلايا الضارة المشوهه والمسببه للسرطان. وبالنتيجه فان الحاله النفسيه والعاطفيه للانسان هنا تكون مسؤوله بنسبه كبيره عن منع تفشي المرض او على نموه.
الخاتمه
إن داخل كل شخص يتمتع بصحه جيده اليات مناعه عصبيه, تقوم بتجهيز دفاع طبيعي ضد اي عدوى ممكن ان تصيب الانسان. وتقوم هذه الاليات بالسيطرة على التفاعلات المناعية التي تقوم بالقضاء على المرض قبل أن يحدث. وفي حالة حدوث ضغط نفسي مكبوت ومزمن, تحدث اضطرابات داخليه في جسم الانسان تسبب ضعفا في البيئه الداخليه للجسم وتؤثر على جهاز مناعته, وبالنتيجه تصبح بيئه داخليه مضطربه غير قادره على مواجهه اي تهديد مسببة بحدوث امراض المناعه الذاتيه وامراض عديده غيرها. لذا من الضروري على الانسان مراقبه ردة فعله تجاه المشاعر السلبية, مع تجنب التجاهل أو القمع أو المبالغه فيها لدرجه الإجترار. وعليه استخدام اليقظه الذهنية للتركيز على عقله وجسمه ومعرفه اسباب ظهور هذه المشاعر, وذلك لخلق رد فعل مناسبه وصحيحه حفاظا على صحته.
المراجع

تحميل كتاب عندما يقول الجسد لا – جابور ماتيه
تحميل كتاب عندما يقول الجسد لا pdf مجانا للكاتب جابور ماتيه هل يمكن أن يموت المرء - حرفيا - من فرط الوحدة؟ هل يوجد رابط بين القدرة على التعبير عن...
تصفح المرجع
Psychosocial factors and psychophysiological mechanisms in the aetiology and development of cancers - PubMed
Socio-cultural factors which may play a contributory role in the aetiology of cancer have been extensively investigated and it is well established that the incidence rates of different forms and sites of the disease are not equally distributed throughout the population. Social class, occupational, e …
تصفح المرجععن الكاتب
Shireen Mohammed
Professional Doctorate in Mental Health/Writer