النهام العصبي (البوليميا)،تعريفه؟أعراضهُ؟وكيفية العلاج منه؟وتجارب ملهمة لمشاهير هوليود
الكاتبة الاردنية أحلام البلعاوي
دائمًا تبدأ الحكاية منذو الطفولة لما يكونوا الأهل راسمين مستقبل للأولادهم
لهيك كل شخص أو كل طفل خضع لرغبة والده أو والدته أصبح (ضحية )
وأنا وحدة من هذه الضحاية .
أسمي أحلام وعمري 25 سنة كانت والدتي صارمة معي خصوصًا في موضوع الأكل لأنها كانت ترى فيه المستقبل المشرقة إلى ما قدرت أنها تحققه وحلمها أني أكون عارضة أزياء شعبية وهذا الحلم أو الهدف حتى يتحقق لا بد من أنه أحافظ على جسم عارضات الأزياء .
الوصول للهدف المطلوب لا بدَّ للشخص أن يمر بِعقبات لهذا قررت والدتي أن تضع لي نظام غذائي صارم وطبعًا كانت هي تختار وجبة الطعام يوميًا مع الرياضة المستمرة وبالإضافة إلى تفتيش غرفة نومي لحتى ما أكون محتفظة بقطع صغيرة من الشوكولاته ، لدرجة أنه أي هدية بتوصلني لازم يتم التأكد منها قبل حتى ما أمسكها.
للأسف ( كل ممنوع مرغوب ) وبسبب معاملة أمي بهذه الطريقة أصبحت أعني من مرض الشره المرضي العصبي أو النهام العصبي أو ما يسمى (البوليميا) .
ما هو مرض البوليميا؟
إن العلامة المُميِّزة للإصابة بالنَهَم العصبي (المُصطَلح الطِبي هو بوليميا نرفوزا أو بوليميا) هي إصابة المرء بِنوبات متكررة من الأكل الشرِه. يقوم الأشخاص الذين يُعانون من البوليميا بتناول كميات كبيرة من السعرات الحرارية (الكالوريات) خلال مُدّة زمنية قصيرة، ويكونون غير قادرين على التحكم في نوبات الشراهة في الأكل وعلى تحديد نوعية وكمية الطعام الذي يَتَناولونَه؛ حيث غالباً ما يحاول المصابون بالبوليميا إخفاء إَصابَتِهم بِنوبات تناول الطعام بصورة قهرية.
يقوم المصابون بعد التعرض لنوبات الأكل الشره باتخاذ إجراءات وذلِك خوفاً مِنهم من زِيادة وزنهم: إذ يلجؤون إلى التقيؤ الذاتي، أو تناول المسهلات (الملينات)، أو دواء مُدر للبول (مدرات البول) أو أدوية أخرى. وقد يتم أيضاً اللجوء إلى الرياضة والحركة أو الحقن الشرجية أو الصّوم المفرط كوسيلة للحفاظ على الوزن.
يَتميّز الأشخاص المصابون بالبوليميا باهتِمَامِهم بِوزنهم بشكل مُستمِر، ويَكمن سَبب ذلِك في كونهم يخافون من زيادة مفرطة في الوزن، وذلك بالرغم مِن كَون أوزانهم غالباً ما تكون في الحقيقة طبيعية.
كيف تنشأ البوليميا ؟
هناك العديد من العوامل والظروف التي تساهم في الإصابة بالبوليميا. بحيث أنه من الممكن أن يكون للعوامل الاجتماعية دوراً في ذلك. يدخل ضمن ذلك - مثلاً - كون الغرب يَعتبِرون الجسم الرشيق نموذجاً للجمال المثالي إضافة إلى التوافر المتزايد للمواد الغذائية الغَنِيّة بالسعرات الحرارية. حيث يقع هناك تفاعلاً ما بين العوامل الاجتماعية وخصائص الفرد التالية: البيولوجية (مثل الوِرَاثَة) والشخصية (مثل انخفاض تقدير الذات) وتلك المتعلّقة بالسيرة الذاتيّة (مثل فقدان شخص مرجعي) والتي جميعها قد تتسبب في ظهور وإدَامَة البوليميا.
ما هي أعرض مرض البوليميا؟
الأشخاص المصابون بمرض البوليميا قد تظهر لديهم هذه الأعراض
1.الأعراض السلوكية
قد تظهر لدى مريض البوليميا، سواء من الرجال والنساء، السلوكيات الآتية:
1.الشعور بفقدان السيطرة بشكل تام وعدم القدرة على التوقف عن الأكل أثناء نوبة النهم.
2.أنماط سلوكية من التطهير أو التعويض من أجل منع ارتفاع الوزن، مثل: التسبب الذاتي بالتقيؤ، واستعمال خاطئ للمواد المُسهلة، والأدوية المدرّة للبول، وأنظمة غذائية أو ممارسة نشاط جسماني قاسٍ يشمل الركض لمسافات طويلة، أو رفع الأثقال.
3.تجميع الطعام أو إخفاء الطعام أو الأكل في الخفاء.
4.فحص وزن الجسم خلال فترات زمنية متقاربة.
5.الانشغال المفرط في كل ما يتعلق بالغذاء.
6.النظرة سلبية تجاه كل ما يتعلق بمظهر الجسم، أي الشعور بأن الجسم سمين جدًا بالرغم من أن مظهره سليم تمامًا.
7.تقييم أنفسهم ومشاعرهم تجاه أنفسهم وفقًا لوزن جسمهم وشكلهم الخارجي.
8. الذهاب إلى الحمام مباشرة بعد كل وجبة .
2.أعراض نفسية وعاطفية
قد يعاني المصاب بمرض البوليميا من بعض الاضطرابات النفسية وقد تلاحظ السلوكيات الآتية:
1.تخوّف دائم من السمنة أو ارتفاع الوزن.
2.الرغبة في العمل الشاق من أجل إرضاء الآخرين.
3.الاكتئاب.
4.الانعزال الاجتماعي.
5.صراع دائم في قضايا الجنس والرغبات الجنسية.
6.صعوبة التعبير عن المشاعر.
7.الشعور بانعدام القيمة الذاتية بسبب الوزن والمظهر الخارجي.
8.تغيرات في المزاج، مثل: الشعور بالتوتر الشديد أو القلق.
9.الشعور بالذنب والخجل والتصرف بسرية.
10.التفكير في الطعام كثيرًا.
3.أعراض جسمانية :
قد تظهر الاعراض الآتية على جسم المصاب بمرض البوليميا:
تقلبات وعدم ثبات في وزن الجسم.
تجمّع السوائل.
إمساك.
انتفاخ الغدد اللعابية في الرقبة والفك.
اضطرابات في نظم القلب نتيجة لنقص توازن الكهارل (Electrolytes).
تمزّقات في المريء وتشققات في الأمعاء.
نقص في الطاقة وشعور عام بالتعب.
هشاشة الأظافر.
جفاف الشعر والجلد.
تصبغ الأسنان ومشاكل أخرى نتيجة تأثير حمض المعدة على الأسنان بفعل حالات القيء المتكررة.
عدم انتظام الحيض.
انتفاخ الغدد اللمفاوية.
التهاب الحلق بشكل مستمر.
ارتجاع الحمض.
مشاكل في الكلى.
تشنجات عضلية.
سهولة تكسر العظام بسبب هشاشة العظام.
مشاكل في القلبي.
الجفاف الشديد.
النوبات.
حكايات ملهمة لمشاهير انتصروا على مرض البوليميا.
"أردت أن أكون راقصة باليه نحيفة،لكنني كنت فتاة إيطالية والدها يضع كرات اللحم على المنضدة كل ليلة"
في 2012، تحدثت المغنية ليدي غاغا عن معاناتها من اضطرابات الطعام التي بدأت معها منذ سن الخامسة عشرة، وتحديدا في المدرسة الثانوية، فرغم رغبتها في أن تصبح راقصة باليه، فإن انحدارها من أسرة إيطالية تعشق الطعام وقف حائلا بينها وبين حلمها.
وبسبب قلة ثقتها بنفسها بدأت رحلتها مع الشره المرضي والمَيل إلى التقيؤ، وهو ما أثّر في وقت لاحق على غنائها وجعل صوتها سيئا، فاضطرت إلى التوقف، مما يفسر تذبذب وزنها خلال مسيرتها المهنية.
ونتيجة لتلك التجربة، أطلقت غاغا صفحة عبر موقعها الرسمي بعنوان "ثورة الجسد" (ABodyRevolution2013)، نشرت خلالها صورا شخصية للتوثيق، وتحدثت عن تجربتها لتشجيع جمهورها على قبول عيوبهم وأجسادهم والتعامل بتراحم مع الآخرين.
كان ذلك بسبب الشعور بجنون العظمة بشأن وزني
جائزة أوسكار، 5 جوائز غرامي، مؤلف موسيقي، عازف بيانو، مغنٍّ؛ هذا هو إلتون جون أيقونة البوب والروك، لكن كل ذلك لم يمنعه من السقوط في بعض الفخاخ من بينها إدمان الخمر والجنس والمخدرات، وقد تسببت الأخيرة بدورها في إصابته باضطراب الطعام.
إذ كان لا يستطيع التوقف عن تناول الطعام، وبسبب شعوره بجنون العظمة والارتياب بشأن وزنه، كان يتناول المُسهّلات ويُجبر نفسه على التقيؤ للتخلّص مما يأكله. وبالرغم من تصريحه في 2019 لصحيفة "ديلي ميرور" بأنه لا يخجل من أي مشكلة واجهها في الماضي كونها جعلته أقوى، فإنه تمنى لو طلب المساعدة في وقت مبكر.
ما هو علاج مرض البوليميا ؟
وتماشيًا مع المبادئ التوجيهية لأفضل الممارسات، يستخدم مركز برايوري ويلبيينج دبي العلاج الذي يستند إلى الأدلة والبراهين لدعم الأشخاص الذين يعانون من مرض النهام العصبي. ويتمثل العلاج الأول الموصى به لمرض النهام العصبي في العلاج السلوكي المعرفي لاضطرابات تناول الطعام والعلاج السلوكي الجدلي والعلاج المعرفي- العاطفي التكاملي.
العلاج السلوكي المعرفي (CBT):
يركز العلاج السلوكي المعرفي، المعروف أكثر بالاختصار CBT، على معرفة كيفية قيام أفكارك ومواقفك بتشكيل الطريقة التي تتصرف بها. ويتمثل هدفنا في استخدام هذا النوع من العلاج في تزويدك بالأدوات الصحية وآليات التعامل التي تساعدك في تكييف طريقة تفكيرك وتصرفك، من أجل أن تحيا حياة أكثر صحة وسعادة. يتم تكييف برامج العلاج لدينا حسب الاحتياجات الخاصة بكل شخص؛ ومع ذلك فستلتقي بشكل عام مع مستشارك على أساس أسبوعي لعقد جلسات تتراوح بين 6 و20 جلسة تقريبًا.
العلاج السلوكي الجدلي (DBT):
يشتمل العلاج السلوكي الجدلي على العلاج القائم على المجموعة والفرد. ويركز هذا النوع الخاص من العلاج عليك كفرد ويزودك بالتدريب والمهارات اللازمة لتعليمك كيفية فهم نفسك بشكل أفضل وقبول نفسك على ما أنت عليه. وستستفيد من دعم النظراء والدعم الهائل من جانب المستشار وستتعلم المهارات المصممة لمساعدتك في عيش حياة أكثر إيجابية.
العلاج المعرفي- العاطفي التكاملي (ICAT)
لقد نشأ العلاج المعرفي- العاطفي التكاملي للنهام العصبي بوصفه علاجًا جديدًا قائمًا على الأدلة والبراهين لمرض النهام العصبي. بيد أن هذا العلاج قد نشأ لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من النهام من أجل زيادة وعيهم بالعوامل العاطفية اللحظية التي تسهم في إصابتهم بالأمراض النفسية، بالإضافة إلى تعلم تحديد العمليات في حياتهم والتي تولد فترات من عدم انتظام العواطف، والتي تحافظ بدورها على النهام العصبي.
المصادر والمراجع:
عن الكاتب
Ahlam Balawi
الكاتبة الاردنية أحلام البلعاوي