تُعتبر الدوالي من المشكلات الصحية والتجميلية التي يعاني منها عدد كبير من الرجال والنساء على حدٍ سواء، خصوصًا في الساقين. ومع تطور الطب التجميلي والعلاجي، أصبح هناك أكثر من طريقة لعلاجها، وأبرزها علاج الدوالي بالليزر والجراحة التقليدية. ورغم أن كلا الطريقتين تهدفان إلى التخلص من الأوردة المتضررة وتحسين تدفق الدم، إلا أن بينهما اختلافات كبيرة في الأسلوب والنتائج ومدة التعافي. في هذا المقال، سنشرح بالتفصيل الفرق بين علاج الليزر للدوالي والجراحة التقليدية لمساعدتك على اختيار الطريقة الأنسب لك.
أولاً: مفهوم كل من الطريقتين
💠 علاج الدوالي بالليزر
هو إجراء طبي غير جراحي يستخدم طاقة الليزر الحرارية لإغلاق الوريد المصاب من الداخل. يقوم الطبيب بإدخال قسطرة رفيعة داخل الوريد تحت توجيه جهاز الموجات فوق الصوتية، ثم يُسلَّط الليزر لإغلاق الوريد بشكل دائم. بمرور الوقت، يقوم الجسم بامتصاص الوريد المغلق طبيعيًا دون ترك ندوب أو آثار ظاهرة. هذه التقنية الحديثة تُعرف باسم EVLT (Endovenous Laser Treatment) وهي الأكثر شيوعًا اليوم في مراكز علاج الدوالي الحديثة.
💠 الجراحة التقليدية للدوالي
هي الطريقة القديمة التي كانت تُستخدم قبل ظهور الليزر، وتعتمد على شق الجلد لإزالة الوريد المصاب جراحيًا (وتُعرف أيضًا بعملية “نزع الوريد” أو Vein Stripping). تحتاج هذه العملية إلى تخدير عام أو نصفي، وغالبًا ما تتطلب بقاء المريض في المستشفى ليوم أو أكثر بعد الجراحة، إضافة إلى فترة نقاهة أطول.
ثانياً: الفرق في خطوات العلاج
| المقارنة | علاج الدوالي بالليزر | الجراحة التقليدية |
|---|---|---|
| نوع الإجراء | غير جراحي – يتم بالعيادة | جراحي – يحتاج إلى غرفة عمليات |
| التخدير | تخدير موضعي فقط | تخدير عام أو نصفي |
| المدة الزمنية | 30 – 60 دقيقة تقريبًا | 1 – 2 ساعة أو أكثر |
| الإقامة بالمستشفى | لا تحتاج | غالبًا يحتاج المريض إلى مبيت ليوم |
| الندوب وآثار الجرح | لا توجد تقريبًا | تترك ندوبًا صغيرة أو آثار جراحية |
| مدة التعافي | يوم إلى ثلاثة أيام | أسبوعين إلى أربعة أسابيع |
| الألم بعد العملية | بسيط ومؤقت | متوسط إلى شديد في بعض الحالات |
| العودة للحياة الطبيعية | سريعة جدًا (في اليوم التالي غالبًا) | تتطلب راحة لعدة أيام أو أسابيع |
ثالثاً: نتائج العلاج ومعدل النجاح
علاج الدوالي بالليزر أثبت فعاليته العالية، إذ تصل نسبة النجاح إلى أكثر من 95% في أغلب الحالات، مع تحسن واضح في شكل الساقين واختفاء الألم والانتفاخات. أما الجراحة التقليدية، فرغم أنها فعالة أيضًا، إلا أنها قد تتسبب أحيانًا في عودة الدوالي بعد فترة من الزمن بسبب ضعف أوردة أخرى أو عوامل وراثية.
ميزة الليزر أنه يسمح للطبيب باستهداف الوريد بدقة دون الإضرار بالأنسجة المحيطة، بينما الجراحة تتطلب قطع وربط للأوردة مما يزيد من احتمالية الكدمات أو التورم.
رابعاً: الأمان والمضاعفات
✅ في علاج الدوالي بالليزر:
- لا توجد مضاعفات خطيرة.
- قد يظهر احمرار أو تورم خفيف يزول خلال أيام.
- لا توجد ندوب أو علامات واضحة على الجلد.
- نسبة حدوث العدوى قليلة جدًا.
⚠️ في الجراحة التقليدية:
- احتمال حدوث نزيف أو عدوى في مكان الجرح.
- ظهور كدمات أو ألم شديد بعد العملية.
- ترك ندوب دائمة على الجلد.
- يحتاج المريض إلى متابعة أطول بعد الجراحة.
🔹 خامساً: الراحة والتعافي بعد العلاج
من أبرز الفروقات بين الطريقتين هي مدة التعافي. بعد إجراء علاج الدوالي بالليزر، يمكن للمريض العودة إلى أنشطته اليومية في اليوم التالي مباشرة مع ارتداء الجوارب الضاغطة لبضعة أيام فقط. أما في الجراحة التقليدية، فيحتاج المريض إلى راحة تمتد لأسابيع، ويُمنع خلالها من ممارسة الأنشطة البدنية أو الوقوف الطويل.
كما أن الليزر يتيح نتائج تجميلية أفضل، حيث تختفي الأوردة تدريجيًا دون أي أثر واضح، مما يمنح الساقين مظهرًا صحيًا وجميلًا.
🔹 سادساً: التكلفة والمردود
تختلف تكلفة علاج الدوالي بالليزر من بلد إلى آخر، لكنها عادة أعلى قليلًا من الجراحة بسبب استخدام أجهزة حديثة وتقنيات دقيقة. إلا أن هذه التكلفة تُعتبر استثمارًا في الراحة والنتيجة، حيث لا يحتاج المريض لفترة نقاهة طويلة أو جلسات إضافية كثيرة. أما الجراحة التقليدية، فرغم أنها أقل تكلفة مبدئيًا، إلا أن فترة التوقف عن العمل والمضاعفات المحتملة قد تجعلها أكثر كلفة على المدى الطويل.
🔹 سابعاً: لمن يُناسب كل نوع من العلاج؟
- علاج الدوالي بالليزر مناسب للحالات المتوسطة إلى المتقدمة من الدوالي، خاصة عندما تكون الأوردة السطحية هي المتضررة.
- يُفضله الأطباء للمرضى الذين يبحثون عن حل فعّال دون جراحة أو يرغبون في العودة السريعة للحياة اليومية.
- أما الجراحة التقليدية فقد تُستخدم في الحالات الشديدة جدًا أو المعقدة التي لا يمكن فيها استخدام الليزر بفعالية، رغم أن ذلك أصبح نادرًا مع تطور الطب الحديث.
🔹 ثامناً: تجربة المريض بعد العلاج
من الناحية النفسية والجمالية، يشعر معظم المرضى الذين خضعوا لـ علاج الدوالي بالليزر براحة وسعادة كبيرة بعد رؤية النتائج السريعة والمظهر المتحسن للساقين. بينما يجد بعض من خضعوا للجراحة التقليدية أن التعافي كان أطول قليلًا، وأن آثار الجروح سببت لهم بعض الإزعاج التجميلي، رغم تحسن الحالة الصحية.
✨ الخلاصة
في النهاية، يمكن القول إن الفرق بين علاج الليزر للدوالي والجراحة التقليدية يكمن في الحداثة والدقة والراحة. فبينما تعتمد الجراحة على أسلوب تقليدي يتطلب تخديرًا وشقوقًا، يقدم علاج الدوالي بالليزر حلاً آمنًا، سريعًا، وفعّالًا دون ألم أو فترة نقاهة طويلة.
إذا كنت تعاني من الدوالي وتفكر بالعلاج، فاستشارة طبيب مختص هي الخطوة الأولى لاختيار الطريقة الأنسب لحالتك. ومع تطور تقنيات علاج الدوالي بالليزر، أصبح بالإمكان التخلص من المشكلة نهائيًا واستعادة ساقين صحيتين بمظهر طبيعي وجذاب دون جراحة.