شخصيات ملهمة من حولي
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخولالقصص الملهمة لا تقتصر على الشخصيات العامة؛ إذ غالبًا ما نجد الإلهام ينبع من حياة الأشخاص العاديين الذين يُظهرون شجاعة ومثابرة في التغلب على تحدياتهم اليومية. خلال حياتي، قابلت العديد من هؤلاء الأشخاص الملهمين الذين يُشعرونني بالحافز عند رؤية جهدهم وكدهم. أردت أن أكرس أولى مقالاتي لإحدى هذه الشخصيات المُلهمة، وهي فتاة عُرفت بإيمانها العظيم وقدرتها على مواجهة الصعوبات بقوة وعزيمة.
إيمان
إيمان، التي كانت في عشرينيات عمرها، اشتُهرت بعلمها وجمالها وأصلها النبيل، مما جعلها محط أنظار الكثيرين. على الرغم من النقص الذي كان يُرافق خصال خاطبها، قبلت إيمان به، وبتزوجها منه سرعان ما بدأت في تغيير حياته نحو الأفضل حتى أصبح قدوة في عائلتهم فقد أستطاعت إيمان إضافة جوانب دينية وعلمية وثقافية إليه.
تحديات وصعوبات
تلت ذلك محنة عظيمة، حيث كانت في طريقها للسوق عندما أصيبت بتصادم قوي أدى إلى شلل كامل. لكن إيمان، وكما يدل اسمها، استقبلت هذا الابتلاء بقلب صامد وروح مطمئنة. رغم كل ما عانته، بقيت متمسكة بحلم الأمومة لتخلف ذرية صالحة من بعدها تعمر الارض علمًا وإيمانًا، وبعد محاولات عديدة باءت بالفشل، استجاب الله لدعائها أخيرًا وهبها هبة الله، ابنتها التي سمتها بهذا الاسم.
هبة الله
هبة الله جلبت الكثير من السعادة إلى حياة إيمان، ولكن مع مرور الوقت، واجهت تحدي آخر عندما قرر زوجها الزواج مرة أخرى ليجد من يعينه على تربية ابنتهما والعناية بشؤون المنزل. لم تستطع إيمان قبول هذه الفكرة وواجهت الوضع بإصرار على الطلاق إن اختار الزواج. وبالفعل، تم الطلاق ورغم الألم العاطفي الذي خلفه، واصلت إيمان حياتها بروح مقاومة.
ظلت متحمسة لنشر العلم والمعرفة فأسست مركزًا للعلوم الشرعية وتحفيظ القرآن، مكرسة نفسها لإعانة الصغار والكبار على حفظ القرآن الكريم والاستفادة من الوقت. على الرغم من الأمراض التي خيمت على جسدها، والسلسلة الطويلة من التعب والألم، ظلت إيمان تبتسم وتشكر الله، مؤمنة بأنها على الطريق الصحيح نحو الجنة.
اقرأ ايضا
إنتهاء الرحلة
تُوفيت إيمان في عمر الخمسة والثلاثين، تاركة وراءها صورة الصبر والتحمل والإيمان بقضاء الله وقدره. أسأل الله أن يتغمدها برحمته الواسعة وأن يدخلها فسيح جناته.