سن العشرين....ما بين أحلام المراهقة وواقع الحال

آخر تحديث:
وقت القراءة: دقائق
لا توجد تعليقات

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق

تسجيل الدخول

سن العشرين....ما بين أحلام المراهقة وواقع الحال

سن العشرين أو كما اسميه سن التناقضات، فأنت لست كبير بما يكفي ليقال أنك اصبحت خبيراً ويأُخذ برأيك في المحافل، كما أنك لست صغيراً بما يكفي ليغُض الناس الطرف عنك، ويوحي شكلك بذلك أيضاً، فيظهر في ملامحك أنك لم تمر بما يكفي من التجارب في الحياة، وفي نفس الوقت علامات البلوغ تملأ جسدك وتحاول أن تنفي مُراهقتك.

دوامة التفكير المفرط

تبدأ تلك الدوامة في أوائل فقرات هذه المرحلة، فيبدأ عقلك بالتفكير اللاإرادي في أصغر تفاصيل حياتك بطرق محيرة. فتبدأ بالاهتمام بما يظنه الناس حولك، خصوصاً ما يظنه الجنس الآخر. وبعد كل شئ تفعله أو اي كلمة تقولها تحاصرك جيوش من الندم تأتي في شكل أسئلة مثل، هل كانت تلك الكلمات هي الأنسب لقولها؟، هل ما فعلته صحيح؟، بماذا يفكر زملائي عندما قلت ذلك الكلام؟، لماذا فعلت ذلك؟، والمزيد المزيد من الأسئلة على هذه الشاكلة. وبعد أن تسحقك تلك الجيوش تكتشف أن الحرب على وشك أن تبدأ لتوها.

الإستقلالية

المعركة التالية هي معركة البحث عن الإستقلالية، مادياً، عاطفياً، إجتماعياً. ويكون ذلك بالبدأ عن البحث عن الطرق المؤدية للإستقلال بعيداً عن العيش تحت ظل أولياء الأمور، فيصبح البحث عن مصدر دخل هاجساً بالنسبة لك، وتصبح مهوساً بفكرة الحرية المالية، خاصةً إن كنت من رواد مواقع التواصل الإجتماعي التي تفرض عليك ضغطاً عالياً وتزرع فيك فكرة أنه بمجرد انتهائك من مرحلة المراهقة فيجب أن تلاحق فكرة أن تكون شخصاً ثرياً يجوب العالم كما يشتهي ويحصل على كل ما يريد، انا لا اقلل من شأن المال وأهميته، ولكن وضعه كهدف حياتك الأسمى هو شئ خاطئ على عدة مقاييس، فيوجد في الحياة ما هو أهم بكثير من ذلك. وتنطبق الفكرة على الحياة العاطفية والإجتماعية، فتعيش تحت ضغط فكرة العثور على الحب المثالي، وفكرة الحصول على اكبر عدد ممكن من العلاقات الإجتماعية بغض النظر عن نوعها و طبيعة الأشخاص فيها من غير أن تبحث في كون العلاقة ذات نفع وصالحة لك. وفعلا تكون أكثر فترة مليئة بالمعارف والاجتماعيات هي فترة العشرين، ولكن هل هي فعلاً معارف نافعة؟.

إذا ما الحل!!

قد يبدو لكن أثناء قراءة هذه المقالة أن سن العشرين هو لعنة ونقمة لابد منها، ولكن بالنسبة لي هي من أمتع وأجمل مراحل حياتك. فبالرغم من كل التحديات تظل هذه المرحلة من أكثر المراحل تأثيراً على شخصيتك. وفي السطور الآتية وبواقع تجربتي الشخصية، سوف أتلو عليك كيف تحقق وتصل إلى أفضل مافي هذه المرحلة.

أحبب إختلافك

في بادئ الأمر يجب أن تقتنع بفكرة أن الإختلاف ليس عيباً أو نقصاً فيك، فإن إختلاف أهدافك وطموحاتك في الحياة عن أغلب من حولك إن دل على شئ فإنما يدل على التمييز. فلا تحاول هائماً مطاردة أحلامٍ ليست بأحلامك، وقف متفرداً بأهدافك الخاصة، وذلك بعد أن تعطي نفس الوقت الكافي لتحديدها بدقة. خذ بعض الوقت الشخصي الذي تحاول أن تفهم فيه من تكون وماذا تريد أن تصبح غايتك في هذه الحياة.

استمر!

بمجرد تحديد ذلك أريد منك أن تمشي بخطى صغيرة لكنها ثابتة ومستمرة، لأن ذلك هو ما يؤدي إلى النجاح، الوصول الفوري لهدف أو نجاح معين من غير بذل المجهود والإستمرارية اللازمة لتحقيق ذلك ما هو إلا نتاج الحظ البحت، وصدقني أنت لا تريد العيش تحت ظل حظك.

إنتقي علاقاتك

لا أطلب منك أن تدرس علاقاتك دراسة تفصيلية وتحلل كل ما فيها لتستنبط أيُهم يعود عليك بالنفع، كل ما عليك فعله هو إنتقاء علاقات تقوم على المبادئ السليمة، وأن تبتعد عن كل ما يقودك نحو فعل شئ يخالف تلك المبادئ، فلا يوجد شخص لا يتأثر بمحيطه، فكن واعياً بمن تصادق، ومن تُزامل، ومن تُحب، وضع كُل نقطةٍ من الأشخاص في المكان الذي يناسبها في حروف حياتك. بالتأكيد ومهما فعلت فسوف يظل إحتمال وقوعك في علاقات فاشلة إحتمالاً وارد، لذا تعلم طرق التعامل مه هذه العلاقات، وتعلم كيف تتخطاها كي لا تدخل في دوامة التفكير والعيش في الماضي. وتذكر مهما كانت قوة العلاقة وتأثيرها عليك ومدى تعلقك بها، فإن نهاية تلك العلاقة لا تعني نهاية تجربة في الحياة وليست نهاية الحياة ذاتها.

إحمل مسؤولية نفسك وتخلص من ضغوط المجتمع

حمل المسؤولية والتخلص من الضغوط المحيطة هو أصعب تحدي في تحديات هذا العمر. لكن الصعب ليس مستحيلاً كما تعلم، هو فقط يحتاج إلى بذل تركيز وجهد أكبر. أولاً توقف عن تحميل غيرك مجريات حياتك، حياتك تخصك أنت وأنت لا غيرك من سيعاني من نتائج تسيير حياتك سواء سيرها عنك الآخرون أو أخذت بزمام الأمر وسيرتها كما تريد. في اللحظة التي تبدأ فيها بجمع شتات نفسك وحمل مسؤوليتها فسوف تختبر شعوراً رائعاً لا يوصف، شعور بالقوة، والإستقلالية، وزيادة في ثقتك بنفسك. حاول أن تزيح الضغوط التي حولك تدريجاً، وابدأ بالاهتمام بما تظنه أنت لا ما يظنه الآخرون، عش حياتك بعيداً عن المثالية الزائفة لمواقع التواصل الإجتماعي فما هي إلا حلقة مفرغة صممت خصيصاً للخداع ولمحاولة تشكيل الناس وطموحاتهم حسب أهواء فئة معينة من الإشخاص. كن أصيلاً، وقف متفرداً بأفكارك الخاصة.

أنت لست بِملاك

لعل اكثر ما يميز سن العشرين هو الأخطاء، لا تخف من وقع هذه الكلمة، فلولا الخطأ لما تعلم الإنسان شيئاً، فبدلاً من الخوف من أخطائك أريدك أن تتعلم منها، ستخطئ مرة واثنتين وثلاث والعديد العديد من الأخطاء، ماذا يعني هذا؟، يعني انك سوف تتعلم شيئاً جديداً. جرب، إكتشف، خاطر، لا بأس بكل ذلك ما دمت لم تتخطى المبادئ السليمة، إقض عشرينياتك في محاولة إكتشاف اشياء جديدة، وأفكار مختلفة، وتجارب عديدة، وافعل كل ذلك بلا تردد، لأنك لن تحظى بمرحلة أفضل لفعل هذه الأشياء من هذه المرحلة. وإن خابت مئة مرة فتذكر أن كل ما تحتاجه هو أن تُصيب لمرة واحدة فقط.

إقتباس

تحدث سقراط عن الوعي بالذات، والبدأ بالتفكير في نفسك بدلاً عن التفكير في محيطك. وفي ذلك قال :

حتى تعثر على ذاتك، ابدأ بالتفكير في نفسك.

اقرأ ايضاّ