رحلتي من فتاة إلى أم (قصة لفتاة تفتح عينيها لترى الدنيا على حقيقتها و تواجه المصاعب والتحديات )

كاتبة روايات وقصص تعشق وتتذوق فن صياغة المفردات
آخر تحديث:
وقت القراءة: دقائق
لا توجد تعليقات

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق

تسجيل الدخول

بعد العشرين تغيرت الحياة معي كثيرا ،رأيت الحياة كما يجب أن ترى وخضت التجارب وحدي دون لفة الام وظهر الأب،

نزلت وحدي إلى ساحة القتال و جرحت بمخالب الدنيا وتجرعت غدر البشر . لم تكن الدنيا كذلك قبل العشرين بل كانت هادئة ناعمة حالمة. كأنها سلسلة من رسوم متحركة . ببساطة حياة وردية و بطعم مهلبية....

رحلتي من فتاة إلى أم (قصة لفتاة تفتح عينيها لترى الدنيا على حقيقتها و تواجه المصاعب والتحديات )

كانت الام تداري اوجاعها من الدنيا كي لااراها بينما كنت أكبر، وكان الاب يحمل بيتنا فوق ظهره دون أن نشعر وكانت الحياة كريمة معي وظننت انها ستظل كذلك.....

بعد ما تزوجت وصرت أنا شريكة ربان السفينة اصطدمت بالواقع كما هو حال المركب التي ترتطم بالامواج العالية في عرض البحر . وصرت أفهم أن الحياة لم تكن سهلة مع أمي وأبي... وأنها لم تكن في عينيهما وردية مثلما كنت أنا أراها......

لكن لا رجعة بعد هذا القرار بركوب هذه السفينة مهما كانت الصعاب و المخاطر .بل قلت في نفسي ساواجه كل شيء بمفردي وسأتعلم المسؤولية و الاستقلالية بعيدا عن حضن الأهل....

وهكذا مرت الأيام وصرت أكثر وعيا ونضوجا وفهما للحياة . وتعلمت أهم درس هو أن لا أعطي الأشياء أكبر من حجمها وان لا أبوح بسري لأحد ....

بعد أربع سنوات من الإنتظار والترقب ،بدأت أقلق بشأن الإنجاب وأبحث ماسبب هذا التأخير، كنت أحلم بعينين صغيرتين دافءتين ،بسماع كلمة ماما من طفلة اتفنن في صنع ظفاءرها ،أو طفل يركض في فناءنا خلف كرته. ظلت الغيوم في السماء كثيفة و الجو مليء بالحزن والضباب لكن كان الامل باق و لم تخلو الثقة بالله من الفؤاد ولا خلا لساني من رجاء ودعاء "رب لا تذرني فردا وانت خير الوارثين " .....

رحلتي من فتاة إلى أم (قصة لفتاة تفتح عينيها لترى الدنيا على حقيقتها و تواجه المصاعب والتحديات )

في صباح يوم خميس نظرت إلى السماء فرأيتها صافية والغيوم عنها

منقشعة.،ورأيت الدنيا بأسرها أمام عيني جميلة وبهيجة. وكأنه لم يمر بها سواد او عتمة كان صدري منشرحا و قلبي من الفرح مبتهجا ، علمت بأنني أنتظر طفلي الأول. وانني أحمل في أحشاءي قطعة من روحي ، وأن دعاءي ورجاءي المستمر لله استجيب ولبي ....

حضنته وحميته برفق داخلي تسعة أشهر وكنت أترقبه كل يوم وهو يكبر في داخلي بشغف وحب حماس لقدومه .

رحلتي من فتاة إلى أم (قصة لفتاة تفتح عينيها لترى الدنيا على حقيقتها و تواجه المصاعب والتحديات )

كان الخريف موعدا لولادتي وكنت أنتظر كل يوم من بداية التاسع إلى آخره مجيء طفلي ، إلى أن أحسست بالوجع الموصوف الذي لايطاق حينها أدركت انها قطعا لحظة الولادة.....

تسارعت دقات قلبي..وكادت أن تنقطع أنفاسي و أحسست بقوة رهيبة تندفع من أحشاءي لكن كان الحماس و المنى في لقاء طفلي أعظم و أكبر إلى أن تنفست الصعداء و تسلل النور إلى عينينه المغمضتين والحلوتين،وسمعت صرخت بكاءه فأجهشت بعده باكية مستبشرة فرحة مطمئنة سعيدة وكأنني ملكت الدنيا بأسرها بين يدي، حضنت طفلي وشممت رائحة الجنة من أنفاسه ورأيت اللؤلؤ عندما فتح عينيه ولمست يديه ووجهه الصغير و كأنما أعطيت لي مفاتيح مصر والشام ....

سارة اسماعيل

كاتبة روايات وقصص تعشق وتتذوق فن صياغة المفردات

كاتبة مهتمة بالمواضيع الاجتماعية والثقافية والعلمية، استمتع و اعشق كتابة المقالات قصص عن تجارب واقعية في قالب فلسفي وفني أدبي بعيد عن الدراما ، اضافة إلى كتابة خواطر فنية وأدبية

تصفح صفحة الكاتب

اقرأ ايضاّ