خطر مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال: بين الحرية والرقابة.

آخر تحديث:
وقت القراءة: دقائق
لا توجد تعليقات

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق

تسجيل الدخول

خطر مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفالخطر مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال

في عصر تملأ فيه الأجهزة الذكية كل منزل باتت مواقع التواصل الاجتماعي جزءًا أساسيًا من حياة الأطفال والمراهقين.

فهذه المنصات التي تبدأ ببراءة التفاعل بين الأصدقاء سرعان ما تتحول إلى بيئة خطرة تفرض تحديات جسيمة على صحة الأطفال النفسية والعقلية .

ولكن هل يمكننا فعلاً السيطرة على هذا الوحش الرقمي؟ أم أن محاولاتنا لحماية الأجيال الناشئة مجرد "مهزلة" مثيرة للسخرية؟

السيطرة أم الفوضى؟

السيطرة أم الفوضى؟السيطرة أم الفوضى؟

ليس من المفاجئ أن تجد الأسرة الحديثة في حالة صراع دائم بين رغبتها في منح الطفل حرية التعبير والتفاعل وبين الحاجة إلى الرقابة الصارمة .

وكأن الأمر أشبه بمعركة غير متكافئة بين حرية وهمية وواقع مليء بالمخاطر فبينما تعد هذه المنصات بتوسيع الأفق فإن الحقيقة تظهر الجانب المظلم الذي يتجلى في التنمر الإلكتروني والمحتويات الضارة.

في الوقت الذي يمكن فيه للأطفال تعلم الكثير من هذه المنصات لا نستطيع إغفال الجانب المظلم حيث تتعرض عقولهم لتأثيرات سلبية. وفقًا لدراسات نفسية متعددة فإن الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلاً على هذه المنصات أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب.

والسبب؟ "إدمان الانتباه" الذي تغذيه هذه المواقع من خلال الإعجابات والتعليقات مما يجعل الأطفال يعيشون في دوامة من البحث عن القبول الاجتماعي المفتقر في الحياة الواقعيه.

رقابة غائبة... أم تغيب مقصود؟

رقابه غائبه. رقابه غائبه.

في الغرب ورغم كل ما يُقال عن حرية التعبير نجد "السيطرة الخفية" قائمة حيث يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتصفية المحتويات الضارة.

وفي حين تحاول بعض الدول تطبيق هذا النظام الرقابي نجد أن الوضع في العالم العربي يقترب من المهزلة.

الحكومات التي تدعي حماية القيم هي نفسها التي تفرض قيودًا غير مبررة على المحتوى فيما تترك الأطفال عرضة لمحتويات قد تضر بنموهم النفسي والاجتماعي.

الغريب في الأمر أن الرقابة بدلًا من أن تكون في خدمة المجتمع تبقى مثل يتيم منكمش على نفسه فلا تقدم تفسيرًا لآلياتها ولا تنجح في حماية الطفل من المحتوى الضار.

وفي الوقت ذاته يعاني الآباء من العجز في مواجهة هذا الكم الهائل من التأثيرات السلبية على أطفالهم، فهم لا يستطيعون منع أطفالهم من استخدام التكنولوجيا لكنهم عاجزون عن التحكم الكامل فيها.

إلى أين نحن ذاهبون؟

إلى أين نحن ذاهبون؟ إلى أين نحن ذاهبون؟

الحقيقة المؤلمة أن المنصات الاجتماعية برغم أنها تقدم فوائد عديدة تشكل "تهديدًا وجوديًا" على التطور النفسي والصحي لأطفالنا.

فوفقًا لدراسة أجرتها جامعة بنسلفانيا أظهر الأطفال الذين يقضون أكثر من ثلاث ساعات يوميًا على مواقع التواصل الاجتماعي زيادة بنسبة 60% في أعراض الاكتئاب والقلق في الدول الاسكندنافية مثل فنلندا، تم تطبيق برامج تعليمية متكاملة في المدارس تركز على التوعية الرقمية مما أدى إلى تقليل وقت الشاشة وزيادة مهارات التعامل مع المحتوى الرقمي مما يُظهر فعالية مثل هذه البرامج.

فمع غياب الرقابة الكافية وعدم وجود برامج تربوية متكاملة تعزز من وعي الأطفال وأسرهم حول كيفية التعامل مع هذه المنصات نجد أنفسنا أمام مأزق جديد.

إن استمرارنا في تجاهل هذه المخاطر قد يكلفنا الكثير.

مواقع التواصل الاجتماعي ليست مجرد أدوات للتسلية بل أصبحت جزءًا من حياة الأطفال اليومية وإذا لم نتحرك الآن فقد نجد أنفسنا أمام جيل يعاني من "أزمات نفسية" تفوق قدرة المجتمعات على معالجتها.

خاتمة.. !

خاتمهخاتمه

وهنا نسأل أنفسنا: هل نحن فعلاً أمام ثورة رقمية تشكل مستقبلًا مشرقًا لأطفالنا، أم أننا نسير بخطى متسارعة نحو كارثة اجتماعية غير مسبوقة؟ الجواب قد يكون بسيطًا لكنه مرعب إذا استمر الوضع على ما هو عليه فإننا نعيش في زمن يتجه فيه الأطفال إلى "ظلام رقمي" لم يكن موجودًا في أجيال سابقة.

ومثلما تفرض التكنولوجيا نفسها كواقع لا يمكن الهروب منه يجب أن تفرض التربية الرقمية نفسها كأولوية قصوى ليس فقط لتعليم الأطفال كيفية استخدام الإنترنت بأمان بل لحمايتهم من أن يصبحوا ضحايا لهذا العالم المتغير باستمرار.

اقرأ ايضاّ