الفضاء: كيف استطاع الانسان ان يصل من ظلام الكهف الى ظلام الفضاء.

كاتب مقالات
ما وراء المألوف:
في القرن التاسع عشر كتب -جول فيرن- روايته المعروفه من "الارض الى القمر" عام (١٨٦٥) م متخيلاً امكانية السفر الى القمر قبل ان تصبح ممكنه علمياً. لم يكن ذلك اول تصور للخروج من الكوكب, فمنذ زمن بعيد كان الفلاسفه و العلماء يراودهم الفضول حول ذلك. حينها ضهر السؤال: هل يمكن ان نغادر الارض فعلاً ؟ هل نستطيع الوصول الى النجوم؟ وكيف؟
https://share.google/6If1o1zx5fzp5EzVP

الاسباب:
https://share.google/QCPNPthY6M2s5ba5f
"لم تعد السماء هي الحد الاقصى الذي نصل اليه" -الامم المتحده بمناسبة اول رحله الى الفضاء-
في اوائل القرن العشرين, بدأ العلماء من بقاع الارض بوضع نضريات حول الصواريخ القادره على الخروج من الغلاف الجوي. قال تسيولكوفسكي: "الارض مهد البشريه, لكن لا يمكن للانسان ان يعيش في المهد الى الابد". فما هي الاسباب و الدوافع التي دفعت الانسان للخروج من مهده الاول؟
هي في الواقع اكثر من سبب:
- دوافع سياسيه: في الحرب البارده, كانت الغلبه لمن يتفوق في مجال الفضاء, و اصبح ساحة تنافس بين الولايات المتحده الامريكيه و الاتحاد السوفيتي. حيث قال السينتور الامريكي -ليندون جونسون- : "من يسيطر على الفضاء يسيطر على العالم".
- الرغبه الازليه للأنسان في الاستكشاف و التوسع.
اولى المحاولات البشريه لأختراق الغلاف الجوي:
شهد القرن العشرين كما ذكرنا سابقاً تقدم ملحوظ في مجال الفضاء, فقبل ان يغامر الانسان بنفسه للخروج من الارض ارسل الحيوانات في اولى الرحلات الفضائيه, و كانت الكلبه -لايكا- اول كائن حي يخترق الغلاف الجوي في تاريخ ٣ نوفمبر ١٩٥٧ . رغم انها لم تنجو في رحلتها, الا ان تجربتها وفرت بيانات حيويه حول تأثيرات انعدام الجاذبيه على الكائنات الحيه.

كما ارسلت الولايات المتحده الامريكيه -القرد البرت- و - القرد هام- في تجارب مشابهه ساهمت في تطوير انظمة دعم الحياة و العوده الامنه الى الارض.
اول انسان في الفضاء:
في الثاني عشر ابريل عام ١٩٦١, كان رائد الفضاء السوفيتي -يوري غاغارين- اول بشري يخترق الغلاف الجوي و يدور حول الارض على متن مركبة
( فوستوك ١), مدة الرحله ١٠٨ دقائق. اثبت فيها امكانية بقاء الانسان حياً في الفضاء معلن فيها بدأ عصر جديد من الاستكشاف الفضائي.

وفي النهايه, من اللحظه الاولى التي رفع الانسان فيها عينه نحو السماء طارحاً السؤال: ماذا يوجد خلف الغيوم ؟ كانت تلك البذره التي حملت جنين الفضول, و تغير فيها ملامح العالم و فتحت آفاق جديده. الفضاء بحر من الضلام و غوص في المجهول. مازال الطريق طويلاً لاستكشافه كاملاً و يبقى السؤال, ماذا يوجد هناك؟
عن الكاتب
علي سلام
كاتب مقالات