بعد العودة للمدارس| كيف تجعل ابنك شفوفا بالدراسة
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخول
يُقبل علينا عام دراسي جديد يحمل آمالا جديدة، وطموحا جديدا يملأ صدر كل أبوين بالأمل في غد أفضل لابنائهم، متمنيين خلاله أن تكلل آمالهم بالنجاح المأمول والتفوق المنشود لذا تراهم ساعين بشتى الطرق لجعل أبناءهم شغوفين بالدراسة ومتفوقين فيها، يٌرى على وجوههم أثر الجد والاجتهاد، لذا كان لزاما علينا أن نسعد بتقديم كل وسيلة تسهم في مساعدة كل أب وأم على أن جعل أبناءهم شغوفين بالدراسة محبين لها وراغبين فيها.

من أين نبدأ؟
قبل أن نضع حلولا لمشكلة ما لابد أن نقف على أسبابها ونتناولها بالتمحيص والتحليل لاستنباط وفهم كل ما يتعلق بالمشكلة ونتعمق لنصل إلى جذورها كي نستأصل شأفتها ونصيب كبد الهدف، لذا فلنتوقف قليلا ونتريث ونتساءل ما الذي قد يجعل أطفالنا لا يستسيغون الاستذكار؟ كي نجد الإجابة على هذا التساؤل علينا أن نرى الأمر بوجهة نظر أبنائنا لنتمكن من محاكاة التجربة.
يعاني أبناؤنا من طول مدة اليوم الدراسي التي تستنفذ طاقتهم ونشاط أذهانهم لذا يجب استثمار ما تبقى من وقت في يومهم بطريقة ممنهجة كي نحقق أعلى استفادة، وعلى صعيد آخر علينا بالتفكير في طريقة لاستعادة نشاطهم المفقود، والتغلب على الملل الذي ينتابهم بعد يوم دراسي شاق، لذلك يحتاج الأمر إلى صبر وعزم فأنت تبني شخصية ولدك لتؤهله للنجاح في الحياة بأسرها لا لمجرد النجاح في عام دراسي بعينه.

ومن الأسباب التي تجعل الاستذكار شاقا أن الطالب لا ينال قسطا كافيا من النوم لذا يميل للكسل والتذمر من الاستذكار، والشعور بالخمول أثناءه فلا وجود لشيء يوقظ ذهنه فيحفزه على الاستذكار أو الأقبال عليه فهو يراه أمر بلا متعة، يؤديه كي يرضي أبويه فقط دون رغبة منه فيه، لذا فمن السهل عليه أن يركن إلى تأجيله، ومن ناحية أخرى قد يكون اهتمام الأبوين بالطالب غير كاف، فعلاقتهم متوترة لا توجد فيها المساحة الآمنة ليقص الابن على أبويه ما يشعر به أو يفكر فيه،
وقد ترجع الصعوبة أحيانا لوجود عوامل تساعد على التشتت، فأجواء المنزل قد تشتت ذهن ولدك كوجود أشقاء يركضون طوال الوقت، ويكثرون من الصخب والحركة الزائدة، وأنشطة المنزل المختلفة كرنين الهاتف و أصوات التلفاز بالإضافة للمواقف الاجتماعية المختلفة التي يتعرض لها خلال الطالب خلال اليوم الدراسي التي بدورها قد تسهم في تشتته أو قلقه وتوتره

أفضل النصائح لتجعل ابنك شغوفا بالدراسة
التخطيط الجيد لادارة الوقت
يجب أن يكون للطالب هدفا محددا يسعى إليه وأن يتعلم كيف ينظم وقته على مدار يومه فللجد وقت وللهو وقت آخر، وللوالدين دور كبير في تحقيق التوازن بينهما، حيث يدرك الأبوان ما يحتاج ابناؤهم أن ينموه من مهارات تستوجب مزيدا من الوقت لتتطور لدىهم، فضلا عن نقاط قوتهم ونقاط ضعفهم، فإذا وُضع جدول مناسب للوقت يرعى احتياجات الابناء ويلائمها لتطوير مهاراتهم ومعالجة نقاط ضعفهم للوصول بهم للتفوق المنشود سيحظ كل طالب بتقدم ملحوظ يسهم في تفوقه، لذا فكر بتمعن وصمم جدولا لابنائك وكن مرنا عند الحاجة ولا بأس ببعض من الهدايا لتحفيزهم ولكن ليس بصورة مستمرة، كي لا يكون الحافز المادي هو المحرك لهم.

واعمد إلى تقييم التقدم الملحوظ ومقارنته بالسابق وأجب على الاسئلة التي طرحناها هل ما زال ابنك لا يجد الوقت الكافي للدراسة؟ وهل تغلبت على أسباب المشكلة؟ إن كانت الإجابة هي نعم فأنت تبلي حسنا وإلا فصمم جدولا غيره، وكن مرنا حتى تصل لأفضل خطة ممكنة لولدك. وقد يبدو الأمر صعبا في البداية ولكن بمضي الوقت سيعتاد الطالب روتينه اليومي وينتظم فيه، واحرص خلال تلك الرحلة مع أبنائك ألا تغفل عن الثناء على مجهوداتهم والحث على تشجيعهم طوال الوقت، دعهم يدرك أنك تهتم وتتابع تقدمهم وإنجازاتهم واجعل ثناءك منصب على مجهوداتهم وليس على النتائج وحدها، فحين يتغلب على مشكلة صعبة او يظهر الالتزام بالجدول والانتظام به أظهر فرحك وسعادتك وفخرك به فذلك أزكى لهم كي يدركوا أهمية المثابرة على النجاح مهما بدا صعبا،
لا تجعل الدرجات العلمية نصب همك
ينزلق بعض الآباء في منحدر المنافسة فيحمل أبناءه مزيدا من الضغط كي يحصلوا على أعلى الدرجات ظنا منه أن تلك الطريقة ستجدي نفعا، ولكنهم يغفلون أمرا هاما وهو أن الدرجات العلمية في نفسها بلا قيمة ولكن القيمة الحقيقية المرجوة من العلم هي الاستفادة الفعلية منه، فإن جعلت غاية طفلك هو الاستفادة الفعلية مما يتعلم فتلك هي الثمرة المرجوة التي عندما يحين قطافها ستقر عينك.
تهيئة الاجواء للاستذكار وانتقاء الطريقة المناسبة لطفلك

اصنع لابناءك أجواء تعينهم على الهدوء والتركيز، فتهيئتك لبيئة هادئة ومستقرة خالية من العناصر التي قد تتسبب في تشتيت الطفل أثناء المذاكرة كالتلفاز والهواتف المحمولة وغيره من مصادر التشيت التي تجذب انتباههم وتعوق تركيزهم أمر هام وضروريا في تفوق أبناءك، فهم يستحقون أن تبذل قصارى جهودك لتعرف الطريقة الملائمة لهم للاستذكار الفعال ويعينك على ذلك متابعة أبنائك عن كثب ومعرفة أكثر الأساليب فعالية في تلقيهم للمعلومات وذلك من خلال تجربة الأساليب المختلفة والمقارنة بينها في النتائج.
شجعهم على طرح الاسئلة وكن صبورا ومستجيبا بود
أعط المساحة لولدك كي يطلعك على استفساراته ويطلق العنان لخياله وكن ودودا حيال ذلك الأمر حتى ولو بدا لك أن تلك الاسئلة ساذجة أو سطحية فولدك يراك مصدره للمعرفة فلا ترده خائبا ولا تغفل أنه كلما زاد فضول الطالب زاد شغفه للعلم وسيؤدي ذلك لزيادة معرفته، لذا كن حريصا أن تجيب على أسئلته بصبر وتقبل وأن تشعره بأنه محل اهتمامك وتقديرك وحنانك.
اجعل من التكنولوجيا عونا لك قبل أن تصير عدوك اللدود

حذرنا في الفقرات السابقة أن الهواتف المحمولة والتلفاز قد تكون مصادر إلهاء لابنائك ولكن لتجنب ذلك والاستفادة منها كمصادر للتكنولوجيا الحديثة علينا استخدمها بوعي وحرص للحصول على أكبر استفادة ممكنة لتسهيل العلوم ولاكتساب المعرفة ولن يتأتى ذلك إلا بوضع خطة محكمة من الآباء لاستغلال التكنولوجيا بطريقة تساعد الطالب على التطور ومواكبة العصر فبدلا من منع الأبناء من استخدام التنكولوجيا عليك استغلالها للتغلب على الملل في عملية التعلم، فمثلا يمكنك استعمال تطبيقات الهاتف التعليمية، ومقاطع الفيديو التعليمية المسلية والقنوات التعليمية وبرامج البودكاست التي تتعلق بموضوعات يدرسها طفلك كي يتدبر ويفهم تلك الموضوعات ويعرف ماهيتها، وحينها لن يشعر بملل أثناء استذكارها.

اضرب أمثلة من الحياة العملية
لكي نجعل الطالب يؤمن بأهمية عملية التعلم يجب أن يدرك آثارها في واقعه ومما يساعد على ذلك أن نوجد ترابطا بين ما حول الطفل من الأشياء والظواهر وما يدرسه من علوم، فيرى بنفسه فائدة العلوم وكيف تسهم في سيرورة حياتنا وجعلها أكثر سهولة ويسر، مع مراعاة أن يكون المثال ملائما لادراكه ووعيه ومناسبا لعمره ودراسته.
اجعل أجواء المذاكرة ممتعة
إضافة المتعة إلى وقت المذاكرة يطرد الملل والرتابة ويضفي روح من الاستمتاع إليها لتكون دافعا للاستمرار وتجديد النشاط فأضف لمستك الخاصة لتجعل الأمر مرحا لطفلك
استخدام تقنيات الاستذكار الحديثة
- تقنية بومودور
تقتضي تلك التقنية أن تقسم وقت الطفل للاستذكار لمدة 25 دقيقة وأخذ راحة لبرهة من الزمن لا تزيد عن 5 دقائق يمكن لطفلك خلالها أن يسترخي ويريح ذهنه أو يتناول وجبة خفيفة أو يحدث أصدقاءه وإخوته أو يمارس هواية معينة خلال تلك الفترة القصيرة ثم يعود ليتابع الاستذكار دون إبطاء حيث يؤدي الاستمرار لمدة طويلة في الاستذكار إلى زيادة الشعور بالملل وفقدان التركيز من أجل ذلك صار أخذ فترات راحة منتظمة وقصيرة لتجديد النشاط أمرا هاما وضروريا لتحقيق أعلى استفادة من الوقت المخصص للدراسة
- تقنية الخرائط الذهنية (Mind Maps)

يساعد استخدام الخرائط الذهنية الطفل على ربط أجزاء المنهج التعليمي وتذكر كل عنوان رئيسي وما يندرج تحته من عناوين فرعية في دروسه
- تقسيم المنهج إلى أجزاء صغيرة تسمح بإنجازها
يجعل ذلك الطالب يستشعر الإنجاز، فيكون ذلك حافزا له على التقدم ومواصلة العمل.
بعض النصائح النفسية الهامة
أعط ابنك التقدير الذي يستحقه
للكلمة الطيبة في نفوس أبناءك أثر جميل يزينه بالثقة بالنفس ويضفي على شفتيه بسمة تنير وجهه فيسري ذلك في جسده كالنسمة الباردة في يوم شديد الحر فتعيد نشاطه وتمحو إرهاقه وتكلل جهده المبذول بتاج التقدير، فمدحك له بعدما أصاب النجاح، ومؤازرتك له إن عند الإخفاق هي من أهم مظاهر الأبوة الخالصة التي تكسبك احترامه وثقته، فاحرص أن تشاركه المجد وأن تصون العهد
كن قدوة لابنك
يميل الطالب منذ نعومة أظافره إلى مراقبة الأبوين ومحاولة تقليد سلوكهما وتصرفاتهما فتأكد أن يرى منك ابنك ما تحب أن تراه فيه، ثم لقنه الفائدة المرجوة وكن دليله في رحلة عمره القادمة واجعله يحمل زاده الذي يعينه على مشقة الرحلة
كن على تواصل بمعلميه

كي تكون على دراية كاملة بسلوكيات ولدك ومدى تقدمه ونقاط ضعفه عليك بالتواصل الفعال مع معلميه فهم بدورهم يتفاعلون معه ويمكنك الاستفادة من المناقشة معهم حول الطالب وسؤالهم عن مدى التقدم وتحسين النتائج وتبادل أطراف الحديث حول كيفية التعاون بينك وبينهم حتى يحصل الطالب على أفضل رعاية ممكنة
مد أواصر الود بينك بين ولدك
عندما تربطك بابنك علاقة بها مساحة آمنة يشعر فيها بالطمأنينة ويبث همومه ويبسط شكواه فيما يخصه -ليس فقط فيما يتعلق بالدراسة وحدها- بل في كافة شئون حياته يساعدك ذلك على التواصل معه بشكل فعال وفهم سلوكياته والتنبؤ بها والوقوف على أسبابها والوصول لحل جذري لها فتشتد أواصر الثقة بينكما وتزيد الألفة
دعهم يعتمدون على أنفسهم
يجب أن يدرك الطالب أن له شخصية مستقلة يجب أن يتعلم كيف يعتمد على نفسه ويتخذ قراراته ويتحمل نتاءجها، وعلى الوالدان أن يدركا أن التحكم الزائد والانتقاد المستمر والغصب يمكن أن يؤدوا لنتائج عكسية فلكي تنمي شخصية الطالب ليشب سويا عليك أن تتحكم في انفعالاتك وتعرف كيف تدير المواقف المختلفة بحكمة وروية، فاجعله يتخذ قراراته في ضوء من توجيهاتك فيعتدل ميله بحكمتك حتى يصل إلى الرشد والحكمة ليدير حياته كاملة مستقبلا ويصير ربانا لسفينته الخاصة وتكون حينها آمنا عليه حين يبحر وحيدا
الحرص على ممارسة الطفل للرياضة

ممارسة التمارين الرياضية والنوم بشكل كاف أمرين هامين جدا لصحة الطالب ونشاطه الذهني ونمو سمات شخصيته واكتساب سمات القيادة، وروح الفريق والتعاون والعمل الجماعي، لذا فشجع أبناءك على ممارسة الرياضة كي يخرج كل منهم طاقاته المكبوتة وينمي شخصيته الفريدة
المصادر