اهم اقوال افلاطون : جماليات القول والحكمة في الحياة والأخلاق والحب
كاتبة محتوى تقني ومنوع
تحررت فلسفة أفلاطون ونزعت قيود سجنها من اليونان لتمضي حرة طليقة وتؤثر بعمق في جميع أنحاء العالم، فقد ازدادت أعداد التلامذة حتى بعد موته وانقضاء عهد على ذلك، فقد تمكن بأقواله وحكمته التي سخرها لتشييّد دعائم بأكملها من الحب والأخلاق والإنسانية؛ وحتمًا لن ننسى الميتافيزيقيا التي ارتبط ذكرها باسمه.
أفلاطون
قد تستغرب فئة كبيرة بأن أفلاطون مجرد لقب وليس اسمه الحقيقي؛ فقد تكبّد هذه التسمية لضخامة جسمه التي ألبسته إياها، إلا أنه أرسطوقليس المعلم الأكبر للفلسفة في اليونان، وتحديدًا في الفترة ما بين 427 - 347 قبل الميلاد، وقد سطع نجمه في عهده بالحب العظيم للشعر والفن والفلسفةِ على حدِ سواء، وفي الواقع إن دفاعه عن الحق ورفضه للظلم والتجبر كان بارزًا وسببًا في كثير من المشاكل التي واجهها؛ وقد تفجرت الرغبة الأخيرة لديه بعد مقتل أستاذه الفيلسوف الكبير سقراط مسمومًا نتيجة أسباب سياسية.
أفلاطون أيقونة في العالم بأسره بالفلسفة والحكمة؛ فإنك عند التمعن بها ستلاحظ كمية النبل والإنسانية التي تتدفق في أعماقه حقًا، ولذلك سنقف سويًا في السطور التالية على أهم أقوال أفلاطون وأجملها.
أقوال أفلاطون عن الحياة
بعد سنوات طويلة من الحياة والمعاشرة والخبرة فيها؛ جاء أفلاطون بمجموعةٍ من الأقوال والآراء التي أكدت مدى حكمته ورؤيته الثاقبة للأمور بطريقة سليمة، ومن أجمل أقوال أفلاطون عن الحياة ما يلي:
- التصرف الصحيح هو طريقك المعبّد نحو التفوق، فإن التفوق لا يأتي هبةً بل بالتدريب والتطوير.
- الحكيم يتكلم فقط عندما يتأكد مما سيقوله، أما الأحمق يرغب بالكلام دون علم وحكمة.
- هناك رغبة عارمة في التوحش وتجاوز القانون في نفوسنا جميعًا.
- الرأي يكشف مستوى العلم والجهل لدى صاحبه.
- الرجال في هذه الحياة بين حب الحكمة، حب المال، حب الشرف.
- مقاومة الذات والتغلب عليها انتصار بحد ذاته وأرقى مستويات النبل.
- المبالغة في أي شيء ستجني عكسها تمامًا.
- أعمالك الجيدة أساس قوتك، وتحفيز إيجابي للآخرين للقيام بها.
- الرجال يكشفون عن قوتهم بتسخيرها
- تصرفات هذه البشرية قائمة على المعرفة والرغبة وأيضًا العاطفة.
- احذر إحباط غيرك ممن يواصلون التقدم؛ مهما كانت وتيرة التقدم بطيئة.
- التعب في طريق الخير جميل؛ حتمًا التعب سيتلاشى ويبقى فقط الخير.
أقوال أفلاطون عن الأخلاق
قدم أفلاطون قائمة مطولة وتاريخًا يوناني وإغريقي ارتبط بثقافته التي كانت مرفوضة سياسيًا ومقبولة أخلاقيًا واجتماعيًا، ومن أهم أقوال أفلاطون عن الأخلاق ما يلي:
- الظلم بحد ذاته معضلة، إلا أن الأسوأ من ذلك ألا يتجرع الظالم مرارة ظلمه.
- كن دومًا بمنتهى اللطافة؛ الجميع لديه معركة يحارب فيها ليعيش.
- سلامة العقل واحترام ذاتك يمنحك الكرامة بأسمى مراتبها.
- صداقة الشرير ستجعل منك شريرًا دون موافقتك.
- العفة حقًا أن تحارب ذاتك وتقاوم ما توسوس لك به من ملذات ورغبات.
- الشخص الصالح يرسم قوانينه ويمضي عليها فإنه إنسان سوي، أما الفاسد فإنه يخترع الحيل ليتخطى القانون.
- صلاح الرجال بتجرعها الأذى وعدم ارتكابه مهما كلف الأمر.
أقوال أفلاطون عن النفس
حافظ أفلاطون بشدة على التعامل مع النفس وتهذيبها لتكون صالحة، وقد جاء في أقواله واقتباساته عن النفس ما يلي:
- قلة الآثام والذنوب تضاعف صحتك النفسية، وقلة الأكل تضاعف صحتك الجسدية.
- جهاد النفس قوي جدًا وشجاعة في منعها عن الشهوات.
- الآلام الأكثر وقعًا على النفس هي التي لا يمكننا النطق بها ولا يمكن للطبيب تشخيصها.
فلسفة أفلاطون في الحياة
اتبع أفلاطون فلسفة خاصة به في تسيير حياته؛ حيث نشأ وترعرع في كنف أسرة أرستقراطية صبت جل اهتمامها على إخراجه مهيأ بدنيًا وفكريًا في مقابلة الحياة، لذلك فقد رفض جميع أشكال الظلم والفساد الذي كان ينتهجه النظام الحاكم في أثينا؛ وتحديدًا بعد موت معلمه مسمومًا، ويشار إلى أنه قد بذل جهوده في التعليم وسافر وارتحل حول العالم ليصل إلى أفكاره، وقد عاود أدراجه إلى أثينا ليكون فيلسوفًا بمنتهى النضج؛ وقد تمكن من تأسيس المدرسة الفلسفية بتلك الفترة.
قدم للعالم القديم كمًا هائلًا من المؤلفات القائمة على نمط المحاورة بالدرجةِ الأولى، وقد سلط الضوء في ثقافته على ركائز أساسية تمثلت بالروح، الوجود، الفضيلة، المعرفة وغيرها، ومن مؤلفاته كتاب المأدبة، كتاب الجمهورية وغيرها الكثير.
ختامًا، فإن أقوال أفلاطون عن الحب والنفس والحياة والخير والبشر وغيرها الكثير؛ قد تركت بصمة واضحة في أعماق البشر، فقد تمكنت حقًا من نزع بعض بذور الشر وتهذيبها لتكون أكثر صلاحًا وإنسانية.
المراجع
عن الكاتب
إيمان الحياري
كاتبة محتوى تقني ومنوع