المشيمة بين الوهم والحقيقة.

آخر تحديث:
وقت القراءة: دقائق
لا توجد تعليقات

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق

تسجيل الدخول

الجنين محاط بالحبل السري المتصل بالمشيمةالجنين محاط بالحبل السري المتصل بالمشيمة

المشيمة (الخلاص) تتكوّن على جدار الرحم عند حدوث الإخصاب وتستمر في النمو من خلايا الجنين لمدّة ثمانية أسابيع أي حتى تصبح شجرة حياته وحاضنته الأولى،

وظائفها

- امتصاص المواد الضرورية من دم الأم ونقلها عبر الحبل السري الى الجنين

- التخلص من الفضلات بإعادتها إلى ألأم.

- حماية الجنين من البكتيريا والجراثيم والسموم طوال فترة الحمل.

- منع كل ما يشكل خطرا على صحة الام والجنين كانتقال بعض خلايا الجنين الى الأم أو اختلاط دم الأم والجنين

- إنتاج الهرمونات الضرورية لجسم الحامل كالأستروجين وغيره.

إرسال المشيمة للأجسام المضادة من جسم الأم إلى الجنين والتي تحميه من الأمراض .ومن العدوى حتى الشهر الثالث بعد ولادته.

وهكذا تشكل المشيمة للجنين طوقاً أمنياً داعماً لحياته، يحميه من الأمراض والعدوى وتربط الجنين بالأم وتسمح بتصريف فضلاته وانتقال الأوكسجين إليه من خلال الحبل السّري الذي يربطها بالجنين وتخرج من الجسم بعد الولادة.

ما بلعمة المشيمة أو المشيمة البلسنتوفاجيا

وهي تناول البشر للمشيمة نيّئة أو مطبوخة أو مجفّفة على شكل كبسولات.

وتناول المشيمة هو سلوك حيواني بالأصل لبعض إناث فصائل الثدييات التي تأكل مشينة صغارها لأسباب لا تزال مجهولة! ولكن هل من الطبيعي أن يقلد البشر الحيوانات في أكل مشيمتها؟

الوقائع التاريخية لتناول المشيمة

سجل العديد من الوقائع التاريخيّة حول العالم عن أكل المشيمة، ففي مقال صادر عن أكاديمية الطب في نيويورك، قام بكتابته «وليام أوبر» في مجلة بوليتين عام 1979 تحت عنوان «خواطر حول تناول المشيمة» أشار فيه إلى احتمال قيام بعض الشعوب بتقديم القرابين البشرية وأكل المشيمة، مثل المصريين وثقافة دير تاسا وحضارة البداري وقد تؤكل دفعا للجوع كما حصل أثناء حصار القدس (587ق .م ) طبقًا للباحث جاك ميلز وكتابه الحائز على جائزة بولتزر «سيرة ذاتية للإله»

هناك إشارات عديدة لأكل المثيل في البرازيل البدائية بين قبائل تبيناهما. سُجلت تلك الممارسة بين السكان الأصليين لسريجيي في البرازيل: «إنهم يأكلون لحوم البشر عند حصولهم عليها، وإذا اجهضت امرأة يلتهمون ناتج الإجهاض في الحال. وإذا أنهت الحمل، تقطع الحبل السري، وتغليه مع المشيمة، وتأكلهما معًا».

الطب التقليدي

وفي الطب الصيني القديم هنالك نص طبي صيني من القرن السادس عشر، في مقطع عن الاستخدامات الطبية للمشيمة عندما تلد امرأة في طوكيو، تؤكل المشيمة»، وفي باغو، «تُحضر المشيمة بطريقة خاصة وتأكلها الأم وعائلتها وأقربائها». وفي دستور الأدوية العظيم يوصى بتناول نسيج المشيمة مخلوطًا مع حليب البشر للتغلب على الإرهاق. تشمل أعراض هذا الإرهاق «فقر الدم، وضعف الأطراف، وبرودة الأعضاء الجنسية، مصحوبًا بقذف غير إرادي للسائل المنوي». تُجفف المشيمة وتطحن وتوضع في أكواب من الحليب لصنع إكسير المصير. يوضع الإكسير في الشمس للتدفئة، ويُتناول للعلاج. كما جفف الأمريكيون الأصليون في الأرجنتين الحبل السري للطفل وكانوا يعطون الطفل بعض أجزاء أغشية المشيمة في الشاي منعاً للتشنجات التي تسببها الأشباح.

موقف الطّب الحديث منها

ولكن الطب الغربي لا يزال يعتبرها من الفضلات الطبية! ويحذر من تناولها!

وقد تهافتت الأمهات حديثات الولادة في أميركا خاصة في الأعوام الأخيرة على تناولها فقمن بنشر تجاربهن على وسائل الاتصال الاجتماعي. وكان لاعتراف مجموعة من الممثلات باستخدامها كعلاج، الأثر الكبير في انتشارها ومن بينهن هيلاري داف، كريسي تيقن، كرتني كرديان، كيم كرديان، كاترين هيجل وغيرهن. فهل اقتنعت نساء الغرب بذلك أم أنهن ما زلن يأكلن لحومهن دون حرج مثل أكلة لحوم البشر.

،فما الدوافع إلى تناول المشيمة؟

تدّعي الممثلات اللواتي تناولنها بأنها تحول دون اكتئاب ما بعد الولادة(شتر ستوك) وتحسن المزاج وتقوي علاقة الأم بالطفل نظراً لما تحتويه من البروتين والحديد والمغذيات الأخرى.

هل تناول المشيمة مفيد؟

وقد حمل الجدل الذي أثير حول تناولها إلى القيام بتجارب ودراسات كانت تفتقد الى الموضوعية وتبعد عنى الاختبارات السريرية المزدوجة التعمية( وهي طريقة بحث تلتزم الموضوعيّة في البحث بحيث لا يعرف الباحث ولا المريض المشترك في التجربة حقيقة العلاج الذي يتناوله) واكتفت الدراسات بتقارير الأمهات وتجاربهن .

في عام 2013 نشرت مجلة البيئة والتغذية دراسة شملت ما يقرب من مئتي امرأة حيث صنفت 95% من الأمهات أنّ تجربتهن كانت إيجابيّة أو إيجابية جداً وأفادت 15% منهن ان أكل المشيمة عزز من طاقتهن وتعافين بشكل أسرع كما صرحت 40 % منهن تحسن الحالة المزاجية لديهن، كذلك ذكرت 26% منهن بازدياد إإدرار حليبهن!

في عام 2015 راجع باحثون في كلية الطب بجامعة وسترن في الولايات المتحدة نتائج 10 دراسات منشورة ولم يحصلوا على أي دليل يثبت صحة ادعاءات النسوة.

الأضرار المحتملة لتناول المشيمة

ووفقا للجمعية الأميركية للحمل أبلغت بعض الأمهات اللواتي تناولن الأقراص المشيميّة عن حدوث أعراض كالدوخة والتهيج. وقد تبين أن المشيمة تحوي نوعاً من الميكروب يجعل تناولها غير آمن فهي قد تتأثر بالعوامل المعدية والبكتيريا والفيروسات كما تحتجز المواد السامة والضارة في المشيمة لحماية الجنين ولا يوجد دليل يثبت أنّ تسخين المشيمة أو تناولها كاف لقتل الفيروسات و مسببات الأمراض المعدية، فالمشينة تحتوي على تركيزات عالية من الرصاص والزرنيخ المضر بالجسم وقد أبلغت بعض الأمهات عن حدوث آثار جانبية لهن كالطعم والرائحة الكريهة و والقيء والغثيان وزيادة تشنجات الرحم.

وفيي عام 2017 وثّقت المراكز الأميركيّة لمكافحة الأمراض والوقاية منها(CDC حالة إصابة ببكتيريا الدم بسبب

عدوى المكورات العقدية التي انتقلت من الأم التي تناولت كبسولة مشيمة ملوثة؟

قد حذر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها من وباء ابتلاع الأم للمشيمة بسبب المخاطر التي تهدد سلامة الأم والرضيع لنقص الأدلة العلمية التي تدعم فوائد تناول المشيمة’

فكيف تخاطرين يا أم الوليد؟ فاحذري على نفسك وعلى طفلك!

ريما الغريب

ريما الغريب

كاتبة

متقاعدة، أعشق اللغة العربية ،مجازة في الأدب العربي، معلمة للمرحلة المتوسطة لأكثر من ثلاثين عاماً. هواياتي المطالعة والكتابة.

تصفح صفحة الكاتب

اقرأ ايضاّ