الغيرة و أنواعها /إزالة الغبار عن مضمون الغيرة

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخولتمهيد:
من الشائع في الآون الآخيرة استخدام لفظ الغِيرة كتعبير عن الشعور بالرغبة في إمتلاك ما يملكه الغير بغض النظر عن طريقة التملك، مع جهل البعض لأنواع الغِيرة ، و أن لكل نوع خاصية ينفرد بها ، كما جهل البعض أن من بين هذين النوعين نوع ترفضه الفطرة نهيك عن غيرها...في هذا المقال سوف نتناول ما هية الفيرة من حيث المفهوم ، و نتطرق لأنواعها، و نظرة الإسلام للغيرة ، و من ثم نختم بخلاصة المقال التي تتضمن نقاط يرى الكاتب تركيز الضوء عليها.

مفهوم الغيرة:
هچي إحساس طبيعي يكون عندما يحس الشخص بتهديد حول ما يهمه و تتجلى في نطاق علاقات المهنية او الاجتماعية.
و هي الإحساس بحذر أو حسد تجاه شخص يشترك في محبة أو إهتمام شخص عزيز أو ربما يشترك في منفعة
نظرة الإسلام للغيرة:
عن ابي هريرة
قال صلى الله عليه و سلم:«المؤمن يغار و الله أشد غَيْراً»
و قال:«إن الله يغار و المؤمن يغار و غيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله.»
-فغيرة الله عند تعدي المؤمن لحدود الله و ما حرمه،فالله يريد استقامة المؤمن و يريد تجنبه للمحرمات.
-و غيرة المؤمن هي غيرته على دينه و عرضه و عقيدته ،فيريد اتباع اوامر الله و تجنب نواهيه.
لم تتناول آي القرآن الغيرة بشكل مباشر تحت هذا المسمى ،و إنما أشارت إليها .
و نجد آيات كثيرة تدعو إلى تطوير الذات و السمو بها إلى أعلى درجات الصلاح ، و مراعاة مصلحة الغير ... و هذا من قبيل الغيرة المحمودة الإيجابية ،بأن يغير الشخص من تفوق شخص عليه فيعمل على تطوير مهاراته و تغيير خططه لكي يكون أفضل منه دونما الإضرار بغيرِه.
و نجد آيات أخرى تناولت منع تسبيب الأذى سواء كان أذى معنوي أم مادي ،مثلا قوله تعالى في سورة الحجرات:{يا ايها الذين آمنو لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيراً منهم...} و ذلك من قبيل الغيرة السلبية ،مثالها :أن يغار من زميله المتفوق فيحاول السخرية منه بشتى الطرق ،بأن يسخر من إسمه أو إستراتيجية يتبعها أو حتى طريقة كلامه فقد يسخر منه في أتفه الاشياء وذلك على سبيل (المهم اسقاطه)
فالغيرة وفق نظر الإسلام شعور يسمح للشخص بحماية حقوقه و علاقاته بطرق مشروعة ، هذا في معناها الإيجابي
أنواع الغيرة:
و مما سبق يتضح أن للغيرة نوعان ، تطرقت لكل منهما على النحو الآتي
1)إيجابية:
و هي التي يقصد بها الشخص تحسين نفسه ،تناولتها الاحاديث ، كحديث« المؤمن يغار... »و حديث« إن الله يغار...» المذكور كل منهم ...تقول عفراء الحجي في مقال لها:(...والحقيقة أنه لا يوجد مخلوق لا يشعر أو لا يتمتع بمشاعر الغيرة، ويكذب الكثيرون من مدعي عدمها...) ،فالشخص مثلا يغار من زميله الذي يجيد عمله...فيعمل على أن يكون أفضل منه لا مثله او يقوم بعرقل تقدمه وإلا كان حاسد ،و الحسد ناتج عن الغيرة السلبية.
2-الغيرة السلبية
تقود صاحبها إلى عدم وضع اعتبار ل مشاعر الآخرين ،و تجعله يعمل لمصلحته الخاصة دون أن يعطي مصلحة الغير أي أهمية . لا يهمه ما يشعر به غيره فالمهم ما يشعربه...ففي الغيرة السلبية دور الشخص يكون عرقلة تقدم غيره بغض النظره عن الفائدة الناتجة عن ذلك ، فتركيزه ينحصر حول إسقاط غيره أو يقف حاجز أمام تقدمه .
بالتالي الغيرة السلبية هي المذمومة،و هي التي تُحدث في صاحبها آثار أهمها الحسد و فقدان الثقة بالنفس:
1-الحسد
و سببه الغيرة الزائدة التي تُعمي العين عن النظر و القلب عن الإحساس.
الحسد يحدث ممن يسعى لزوال نعمة شخص آخر ، حيث يرى عدم إستحقها، أو أنه هو من يستحقها.
و هو بغض نعمة على الغير.. حيث يكون ذلك البغض مرض يسبب له ألم في قلبه يزول ذلك الألم بزوال النعمة التي في غيره.فالغيرة في معناها السلبي هي الحسد .
2-فقدان الثقة بالنفس
فقدان الثقة بالنفس عبارة عن غيرة زائيدة تقود صاحبها الى الشعور بأفضلية الغير عليه،و أن هناك من هو أفضل منه...حيث لا تطرأ على عقله فكرة( الإضافة البسيطة) أو مبدأ (من كدة وجد) ،فكل ما يطرأ على عقله عبارة عن (هذا الشخص أفضخظل مني ،أنا أكرهه) فينهي العلاقة إذا كانت هي المحور أو يترك العمل إن كان في محوره،و كذلك النجاح و التفوق ،دون أي مجهود منه في ان يكون أفضل منه.
الخلاصة:
-الغيرة إحساس طبيعي في الناس جميعاً.
-و هي إما إيجابية أو سلبية ،و معيار التفرقة بين الإيجابية و السلبية هو الناتج عن ذلك الإحساس فإن زادت عن الحد كانت سلبية و إلا كانت ايجابية.
-الغيرة المحمودة هي الغيرة الإيجابية ، و الغيرة السلبية هي المذمومة.
-الغيرة الإيجابية فيها كل الصلاح و الخير ،و الغيرة السلبية فيها الأذى و الذنب.
المصادر:
1-القرآن الكريم.
2-صحيح مسلم و البخاري.
2-نظرية الفستق(ج1)/لفهد .