الطفل الداخلي ، هل لا نزال نلعب أم توقفنا عن اللعب ؟
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخولالبعض منا عندما نكبر نعطي لشخصياتنا هيبة خشبية و بريستيج بلاستيكي ، مع تقدم العمر نصبح شخصيات بلاستيكية متخشبة .
نحن لا نتوقف عن اللعب لأننا نضجنا ، بل نتوقف عن اللعب لأننا هرمنا ، من يسمح لطفله الداخلي باللعب و يطلق سراحه لا يهرم مهما تقدم بالعمر .
نستطيع اللعب مع مجموعة أو شخص أو نلعب لوحدنا بألعابنا الخاصة و بطريقتنا .ربما العب و أنا أكتب على ورقة أمنيات و خواطر طفلي الداخلي ، العب و أنا أعيد ترتيب أغراضي و غرفتي و أضيف لأشيائي لمساتي الطفولية الإبداعية .
ممكن اللعب يكون بتواصلي على سجيتي مع أحدهم ، و بيننا دردشة لمجرد متعة الدردشة أو المزاح ، و ليست دردشة مقعرة فيها مواعظ و نصائح و فلسفات ، و إستعراض للشخصية البلاستيكية برزكشاتها الخشبية .
افعل الأشياء مهما كانت بسيطة بمتعة الطفل ، أرسم بمتعة ، أطبخ بمتعة ، أكتب بمتعة ، أشرب قهوتي بمتعة ، أشاهد ساسوكي ، عدنان و لينا ، أتمشى بمتعة .
أكتشف كل شيء من جديد و أنظر له بنظرة الدهشة و كأنني أراه للمرة الأولى . كل ما نفعله بمتعة و سلاسة مهما كان بسيط يفرح و ينعش الطفل الداخلي .
نتذكر أنفسنا عندما كانت أعمارنا 8 سنوات ، كيف كنا لذيذين و محبوبين ، نشاهد صورنا بالطفولة و نسترجع ذكرياتنا الحلوة .
كن خفيف مشاغب و العب و أخلع وقارك الثقيل ، لما كنا أطفال لم يكن يهمنا كيف نبدو ، هل نحن تافهين أو ظرفاء ، فقط كنا على فطرتنا .
إشحن طفلك الداخلي بأسلوبك الخاص ، أكيد ليست بهذه السهولة ، ممكن تقول همومي تكفيني ، معك حق ، كلنا لدينا هموم ، نحتاج تدريب و ممارسة ، ممكن نجرب و ممكن أن نترك الطفل الداخلي مدفون .
الشخصية المهمومة الثقيلة لن تهرب منا ، موجودة معنا لا داعي للخوف عليها ، لكن ممكن نعطيها إستراحة أحياناً ، و نستبدلها بشخصية طرية خفيفة . هذا خيارنا ، الخيار الأصعب أن نعيد إحياء الطفل الداخلي ، و الأسهل نبقى بشخصياتنا المهمومة ، لأننا تخشبنا على قالبها من سنين طويلة .
كل ما نكون أبسط و نتعامل مع الأشياء و الناس و أنفسنا ببساطة نصبح أكتر نضج ، البساطة لا تعني السذاجة ، النضج لا يعني الثقل البلاستيكي و الثقالة الخشبية ، عندما نصل إلى العمق نلتقي بالبساطة و الخفة و بالطفل الداخلي .
عندما نصادف شخص ثقيل على القلب غير مريح ، عاطيها حقها بقناع خشبي من الهيبة و طقم بلاستيكي من البريستيج ، يكون في خصام مع طفله الداخلي .
عندما نقابل شخص خفيف مريح بسيط عنده قبول عالي و إبداع ما ، يكون بتصالح و تواصل مع طفله الداخلي .

Rami Rida
كاتب هاويأسمي رامي رضا من سورية مقيم في برلين ، درست في كلية التربية قسم المناهج و طرائق التدريس ، أعمل كمهنة مربي أطفال في روضة ، و كهواية أعمل ممثل مسرحي .
تصفح صفحة الكاتب