الشوارع و البيوت القديمة: حكايات الزمن وروح الإنسان
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخول
البيوت حواديت وحكايات لا تنتهي.
في هذا الرسم أردت أن التقط جمال البساطة وروح التواصل التي تربط بين الإنسان والمكان. هي دعوة للتأمل في القيم التي نتجاهلها في حياتنا السريعة، ربما علينا التوقف للحظة لنستعيد ما قد نسيناه: الحميمية، البساطة، والتواصل الحقيقي الزي تعنيه شوارعنا.
الإنسان والمكان العلاقة الأبدية.
الإنسان بطبيعته إجتماعي يحتاج إلي بيئة حية نابضة بالتواصل والتفاعل. في الأحياء القديمة، كانت شوارعنا الضيقة وأصواتها المليئة بالحياة نموذجاً لعالم أكثر إنسانية.
عالم يتشارك فيه الناس الفرح والحزن ويدعمون بعضهم البعض في مواجهة التحديات اليومية.
في أزقة القاهرة القديمة، كل نافذة، كل شرفة، وكل باب يحمل في طياته روايات تشهد علي زمن جميل. وهذه الشوارع ليست أحجار أو أبنية صامتة، بل هي أرواح تنبض بذكريات الحياة اليومية.

البيوت القديمة حكايات بين الجدران.
في هذه الأماكن نكتشف أن البيوت ليست مجرد مأوي، بل هي عالم من العلاقات الإنسانية. الجيران في الأحياء القديمة يجسدون مفهوم العائلة الممتدة، حيث تسكن الدفء في نظراتهم وتشعر بالحب في كلماتهم. هنا يقدم الجيران كوب الشاي وكأنه رسالة حب. وتسمع الضحكات هنا وهناك وكأنها موسيقي تشدو بها الأرواح. الأحاديث التي تتناقلها الأمهات علي الشرفات ليست مجرد كلمات. إنها لغة التواصل التي تحافظ علي الهوية وتعيد تعريف معني الجيرة والتكاتف.

الماضي والحاضر. مسؤليتنا تجاه التراث.
كل جيل يصنع ذكريات الجيل القادم بحاضره، أهالينا يصنعون ذكرياتهم في حاضرهم، ونحن نصنع ذكريات أبناءنا بحاضرنا.
كلما أسقط عيني علي بيت قديم، لا أنظر إليه علي أنه بيت متهالك أو مجرد أحجار. بل أنظر إليه وأتخيل كم صنع هذا البيت من ذكريات وحكايات عن حياة نابضة بالدفء والحب.
الرسم الحضري: حكايات مرسومة.
كذلك الرسم الحضري ليس مجرد خطوط وألوان، إنه وسيلة لالتقاط نبض الحياة وسرد قصص أولئك الذين يعيشون داخل تفاصيل المباني وزوايا الشوارع، محولاً كل مشهد إلي حكاية تنتظر أن تروي.
رسالة ختامية:
الشوارع والبيوت القديمة ليست مجرد حجارة صامتة أو مباني بالية، بل هي جزء من ذاكرتنا الجماعية للمجتمع، وهي أرواح نابضة تسكنها ذكريات وقصص عاشها أجيال قبلنا، كل زاوية في هذه الأماكن تحمل جزءاً من تاريخنا وذاكرتنا المشتركة. وعندما تهدم هذه البيوت، لا نفقد الجدران فقط، بل نخسر جزءاً من هويتنا. لعلنا ندرك أن الحفاظ علي هذه الأماكن ليس مجرد واجب تجاه الماضي، بل هو استثمار في مستقبل يحمل قيمنا الإنسانية الحقيقية.