المتحف المصري الكبير: بوابة مصر إلى العالم واحتفاء بتاريخ الحضارة
مقدمة: صحوة عملاق حضاري
- بعد أكثر من عقدين من التخطيط والبناء، شهد الأول من نوفمبر 2025 حدثاً تاريخياً بكل المقاييس، هو افتتاح المتحف المصري الكبير على بعد أميال قليلة من أهرامات الجيزة . هذا الصرح ليس مجرد مبنى ضخم، بل هو إعادة إحياء لروح مصر الحضارية وإعلان للعالم بأن مصر، أقدم دولة عرفها التاريخ، لا تزال قادرة على لعب دورها الحضاري وربط ماضيها المجيد بحاضرها الواعد . يعد المتحف أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، ليصبح منارة ثقافية وسياحية عالمية .
حفل الافتتاح: إبهار فني برسالة سلام عالمية
شهد حفل الافتتاح مشاركة ما يقارب ثمانين وفداً ممثلاً لمختلف دول العالم، بالإضافة إلى ممثلي عدد من المنظمات الإقليمية والدولية وكبرى الشركات العالمية . وقد حضر الرئيس عبد الفتاح السيسي مع قرينته، وحرص على استقبال رؤساء الوفود المشاركين .
تميز الحفل بعروض فنية مبهرة حملت رسائل عميقة، بدأت بعرض "العالم يعزف لحناً واحداً"، تلاها عرض للليزر والطائرات المسيرة بدون طيار (الدرونز) شرح نظرية "حزام أوريون" وعلاقة بناء المتحف بالأهرامات . ثم جاء عرض "رحلة سلام في أرض السلام" الذي استعرض إبداع المصريين في البناء منذ هرم زوسر حتى العصر الحديث، بمشاركة فنية جمعت الإنشاد الصوفي والألحان القبطية، في إشارة قوية لوحدة النسيج الوطني المصري . واختتم هذا الجزء بعرض بالدرونز كُتبت فيه عبارة "الحضارات تزدهر وقت السلام"، مؤكدة على الرسالة المصرية للأمة .
المتحف المصري الكبير: في سطور
للتعبير عن ضخامة هذا المشروع، يوضح الجدول التالي أبرز المعالم الرئيسية للمتحف:
كلمة الرئيس السيسي: روح مصر تتحدث
خلال كلمته، رحب الرئيس السيسي بالضيوف، مؤكداً على الدور الحضاري لمصر، حيث قال:
"إن هذا الصرح العظيم ليس مجرد مكان لحفظ الآثار النفيسة، بل هو شهادة حية على عبقرية الإنسان المصري الذي شيد الأهرام ونقش على الجدران سيرة الخلود."
كما أشاد بالجهود المصرية والدولية التي أسهمت في إنجاز هذا المشروع العملاق.
تفاعل عالمي و محلي
لاقى الافتتاح تفاعلاً واسعاً على المستويين المحلي والعالمي، حيث احتل المرتبة الأولى على منصات التواصل الاجتماعي بوسوم مختلفة . عبر كثيرون عن انبهارهم بالحدث والفقرات الفنية.
امتداد حضاري: من ماضي مصر العريق إلى مستقبلها المشرق
يأتي المتحف الكبير تتويجاً لمسيرة حضارية بدأت منذ العصور الحجرية، مروراً بعصر ما قبل الأسرات، وبداية الأسرات، وعصر الدولة القديمة (عصر بناة الأهرام)، والدولة الوسطى، والدولة الحديثة (عصر الإمبراطورية)، وصولاً إلى العصور المتأخرة واليونانية والرومانية . لطالما كانت مصر رائدة في شتى المجالات؛ فمن ضفاف النيل انطلقت أنوار الحكمة لتضيء طريق الحضارة والتقدم الإنساني .
خاتمة: تحية لمصر وللإنسانية.
إن افتتاح المتحف المصري الكبير هو أكثر من مجرد حدث إعلامي وسياحي كبير؛ إنه إعلان عن عودة مصر بقوة إلى الواجهة الحضارية العالمية. هذا الصرح العملاق يمثل جسراً يربط بين ماضي مصر المجيد وحاضرها الواعد، ويؤكد للعالم أجمع أن الأرض التي شهدت "ميلاد الفن والفكر والكتابة والعقيدة" لا تزال قادرة على العطاء والإلهام.
تحيا مصر.. وتحيا الإنسانية!!
اقرأ ايضا
عن الكاتب
Youssuf Elsherif
كاتب المستقبل