هل خطر ببالك يومًا أن تفتح قناة على اليوتيوب، لكنك تراجعت لأنك لم تعرف من أين تبدأ؟

ربما راودك هذا السؤال أكثر من مرة: “هل لدي ما يستحق أن يُشاهَد
هل سأجد من يهتم بما أقدّمه؟”
صدقني، كل من تراهم اليوم ناجحين على يوتيوب، مرّوا بهذه المرحلة نفسها، وشعروا بالتردّد نفسه. لكنّ الفرق الوحيد بينهم وبين الذين لم يبدأوا هو أنهم قرروا أن يبدؤوا رغم الخوف.
اليوتيوبرز الكبار لم يولدوا محترفين، بل تعلّموا مع الوقت. ومع أن طريق المحتوى ليس سهلاً، إلا أنه ممتع ومليء بالتجارب التي تصنع شخصيتك وتطوّر مهاراتك. في هذا المقال، سأشاركك مجموعة نصائح بسيطة لكنها فعّالة لكل من يرغب بفتح قناة ناجحة على اليوتيوب، بأسلوب واقعي بعيد عن المثاليات.
١. كن نفسك ولا تحاول تقليد أحد
من أكثر الأخطاء التي يقع فيها المبتدئون أنهم يحاولون تقليد شخص ناجح بدل أن يصنعوا طريقهم الخاص.
الناس لا تبحث عن نسخة جديدة من أحد، بل تريد أن ترى شخصًا حقيقيًّا، مختلفًا، طبيعيًّا.
لذلك لا تخف من إظهار شخصيتك كما هي: بلهجتك، بطريقة كلامك، وحتى بأخطائك البسيطة.
الفيديوهات التي يلمس فيها المشاهد صدقك وعفويتك تبقى في ذاكرته أكثر من تلك المصقولة والمليئة بالتمثيل.
٢. لا تنتظر أن تكون جاهزًا بالكامل
الانتظار للوقت المثالي هو الفخّ الذي يقع فيه معظم الناس.
لن يأتي يوم تشعر فيه أنك “جاهز تمامًا”. دائمًا هناك شيء ناقص: كاميرا أفضل، إضاءة أقوى، مايكروفون أغلى… لكن الحقيقة أن كل هذا يأتي لاحقًا.
ابدأ بما تملك. حتى هاتفك المحمول يمكن أن يكون كافيًا.
كل مقطع تنشره سيعلّمك شيئًا جديدًا، وكل تجربة ستقربك خطوة من المستوى الذي تريده. المهم أن تبدأ، لا أن تبقى في مرحلة التخطيط إلى الأبد.
٣. اختر فكرة تحبها حقًّا
لا تركض وراء الترندات فقط لأنها مشهورة. الترند يختفي، لكن الشغف يبقى.
إذا كنت تحب ما تفعله، ستستمر حتى في الأيام التي تقل فيها المشاهدات.
اختر مجالًا يعبّر عنك: قد يكون الطبخ، أو القصص، أو الألعاب، أو الحديث عن الكتب، أو حتى تجاربك اليومية.
ما دمت صادقًا في تقديمه، سيشعر الناس بذلك، وسيحبّون محتواك لأنهم يحبّون طريقتك أنت.
٤. خطط لمحتواك، حتى لو بأسلوب بسيط
العفوية لا تعني الفوضى. من الجيد أن تكون لديك خطة عامة لما تريد تقديمه.
مثلاً، حدّد جدولاً للنشر (مرة أسبوعيًا مثلاً)، واختر أيامًا ثابتة تظهر فيها للمشاهدين.
رتّب أفكارك قبل التصوير، واكتب النقاط الأساسية التي لا تريد نسيانها.
وجود خطة بسيطة يمنحك شعورًا بالالتزام ويجعل جمهورك ينتظر فيديوهاتك في مواعيد محددة، وهذا عنصر مهم لبناء الثقة والمصداقية.
٥. اهتم بالصوت قبل الصورة
ربما تعتقد أن الصورة هي كل شيء، لكنها ليست الأهم دائمًا.
المتابع قد يتقبّل صورة متوسطة الجودة، لكنه لن يتحمّل صوتًا مزعجًا أو غير واضح.
لذلك حاول أن تسجّل في مكان هادئ، أو استثمر في مايكروفون بسيط إن استطعت.
الصوت الجيّد يجعل المشاهدة أكثر راحة ويُظهر اهتمامك بتجربة جمهورك.
٦. لا تقلل من قيمة التفاعل
اليوتيوبر الحقيقي لا يتحدث إلى الكاميرا فقط، بل إلى الناس الذين يشاهدونه.
اقرأ التعليقات، تفاعل مع جمهورك، اشكر من يدعمك، واستمع للنقد بطريقة إيجابية.
كل تعليق يحمل رأيًا قد يساعدك في تحسين محتواك.
تذكّر أن بناء جمهور لا يعني عددًا من المشتركين فقط، بل علاقة حقيقية بينك وبينهم.
٧. تعلّم باستمرار وكن صبورًا
خوارزميات يوتيوب ليست سحرًا، بل منطق بسيط: كلما كان محتواك مفيدًا وممتعًا ويُشاهَد حتى النهاية، زادت فرص ظهوره.
تعلم من الآخرين، شاهد كيف يطورون أنفسهم، لكن لا تنسَ أن لكل قناة طريقها الخاص.
ولا تتوقع النجاح السريع، فالمحتوى يحتاج وقتًا لينمو، والجمهور يحتاج وقتًا ليعرفك ويثق بك.
استمر، ولا تجعل الأرقام تحبطك. فكل فيديو تنشره هو خطوة نحو جمهورك الحقيقي.
٨. الأهم من كل ذلك: استمتع بالتجربة
صناعة المحتوى ليست سباقًا، بل رحلة. فيها لحظات تعب، ولحظات فرح، وفيديوهات تنجح وأخرى لا.
لكن في النهاية، هي تجربة تُكسبك الكثير: ثقة بالنفس، مهارات في التواصل، وربما صداقات حقيقية.
إذا كنت تستمتع بما تفعله، فستبقى متحمسًا رغم الصعوبات، وسيلاحظ جمهورك ذلك.
في النهاية، فتح قناة على اليوتيوب ليس مجرد فكرة عابرة، بل قرار يحتاج شجاعة وثقة بالنفس.
ليس المطلوب أن تكون الأفضل من البداية، بل أن تكون أنت، وأن تبدأ بخطوة صغيرة اليوم قبل أن يفوت الوقت.
النجاح لا يأتي دفعة واحدة، بل يُبنى فيديو بعد آخر، وشخصية بعد أخرى.
فابدأ الآن، وذكّر نفسك دائمًا: كل قناة عظيمة بدأت بفكرة بسيطة، وشخص قال لنفسه “دعني أجرّب”
عن الكاتب
بشرى حسن الأحمد
كاتبة مقالات اجتماعية
حاصلة على شهادة سينريست و إخراج كاتبة مقالات اجتماعية و متنوعة ناشطة اجتماعية و محاورة بقضايا المرأة
